انتخابات 2021…هل يصوت الرجاويون لنبيلة منيب؟ - Marayana - مرايانا
×
×

انتخابات 2021…هل يصوت الرجاويون لنبيلة منيب؟

لنتخيل معا فوز منيب والحزب الاشتراكي الموحد بانتخابات 2021، بتصويت مكثف وكاسح من شعب الرجاء.

فاجأت نبيلة منيب المغاربة، وربما حتى نفسها، عندما صرحت أن جمهور الرجاء وعدها بالتصويت لها في الانتخابات.

في هذه الحياة، قد يفارق الإنسان حبيبته، يهجر بلده، يغادر منزل الطفولة، لكنه لا يغير أبدا الفريق الذي يشجعه.

لذلك، أشعر بالحرج مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. قد يتم اقتيادي عنوة لمراكز الاقتراع وفاءً لفريقي، ولهذا الوعد السياسي الأخضر.

ذنب الرجاويين -ربما- أنهم غنوا ذات يوم: “شهداء ويساريين جمعونا… كون ما الخضرا الكرة في لبلاد مهمومة”، ولأن اليسار في  المغرب تشرذم وضعُف، استشفت النبيلة منيب أن هذا الجمهور الجامح يقصدها هي… ولا أحد سواها.

عمليا، لا نعرف بوضوح التوجهات السياسية لجماهير كرة القدم المغربية، فهي تنفي تحزبها. لكن، على الأرجح، فكلهم ملكيون. سبق أن رفع مشجعو الوداد لافتة: ”اشتقنا لرؤيتك يا جلالة الملك”. أما جماهير النسور فتغني بلوعة: ”ملكنا واحد… محمد السادس، والباقي شفارة وعلينا حكارة”.

دعكم من كل هذا. رجاء، لا يجب أن ننسى مقولة أنطوان دو سانت إكزوبيري الشهيرة: ”جميع البالغين كانوا أطفالا… لكن القليل منهم من يتذكر ذلك”. إن تصريح منيب هذا يشعل مخيلة الطفل الذي كنته وما زلت محتفظا بشغفه بالفنتازيا والسيناريوهات الحالمة.

دعكم، ولو للحظة، من العقلانية والواقعية السياسية ومنطق القاعدة الانتخابية.

بعد أن هدأت الزعيمة هذه الجلبة والحماس، أضافت: “لا بودريقة ولا الزيات ولا الأندلسي بعد هذا اليوم، لنسقط وهم التسويق والرأسمال في كرة القدم… حان الوقت لتحكم البروليتارية الرجاوية ِنفسها بنفسها… كنا فريق ولاد الشعب وسنظل دائما كذلك”

لنتخيل معا فوز منيب والحزب الاشتراكي الموحد بانتخابات 2021، بتصويت مكثف وكاسح من شعب الرجاء.

يوم التصويت، ينطلق الرجاويون من البرنوصي والحي المحمدي ودرب السلطان… كل القلاع التاريخية وغير التاريخية لجماهير النسور. كل الحشود ستتجمع وراء ”المكانا”، حصن  جمهور الرجاء في ملعب محمد الخامس.

زكرياء سكوادرا، قائد الجمهور الرجاوي، يدعو الجميع لترديد شعارات النادي التاريخية: ”يساري من صغري وفي الماكانا نفيبري”، ”نصوتو عليها ونجيبوها… والله ما تروحي”.

ها هي منيب تُرفع فوق الأكتاف كزعيمة قومية… كنسر شامخ يريد أن ينثر رضاه وافتخاره بالجميع. تدعو هذه الحناجر الرجاوية لأن تصمت ولو لحظة، لتذكرهم أنهم أمام فرصة تاريخية لترجمة ”فبلادي ظلموني” لواقع سياسي  ملموس.

بعد أن هدأت الزعيمة هذه الجلبة والحماس، أضافت: “لا بودريقة ولا الزيات ولا الأندلسي بعد هذا اليوم، لنسقط وهم التسويق والرأسمال في كرة القدم… حان الوقت لتحكم البروليتارية الرجاوية ِ نفسها بنفسها… كنا فريق ولاد الشعب وسنظل دائما كذلك”.

صدقت مقولة المدرب أوسكار فيلون عندما قال: “كل الأندية لها جمهور؛ إلا الرجاء، فلها شعب“. فاز حزب منيب بـ 130 مقعدا برلمانيا. لقد أطفأ هذا الشعب الرجاوي مصباح الإخوان وقص أجنحة حمامة أخنوش، لذلك أطل بنكيران من نافذته الفايسبوكية المباشرة ليشجب تجييش جمهور كرة القدم، واعتبر الأمر وصمة عار في تاريخ السياسة المغربية.

لا نعرف بوضوح التوجهات السياسية لجماهير كرة القدم المغربية، فهي تنفي تحزبها. لكن، على الأرجح، فكلهم ملكيون. سبق أن رفع مشجعو الوداد لافتة: ”اشتقنا لرؤيتك يا جلالة الملك”. أما جماهير النسور، فتغني بلوعة: ”ملكنا واحد… محمد السادس، والباقي شفارة وعلينا حكارة”.

أما عمر بلافريج، فقد ذكر الرفيقة منيب أنها تحيي كابوس بيرلسكوني في إيطاليا، وتزكي زواج السياسة والرياضة.

عندما رأى العنصر والراضي والعثماني وشباط ولشكر هؤلاء العشرات من الرجاويين يزحفون نحو مقاعدهم في مجلس النواب، غادروا دون رجعة… آمنوا أخيرا بتشبيب النخب السياسية، ونهاية أسطورة ”حريد الصباط” لتحقيق النجاح السياسي. عرفوا جيدا أن مجلس النواب سيتحول لمدرج جنوبي ترفع فيه ملتمسات الرقابة وتغنى الأغاني الاحتجاجية… ويسقط المفسدون الواحد تلو الآخر.

دعكم من كل هذا أيضا…

صراحة… نحن المغاربة، نستحق عتاب عبد الكريم جويطي عندما وصفنا بأننا ”شعب بلا خيال”، فنحن مصرون على أن تثير السياسة في نفوسنا ”الفقصة” والتذمر، بينما يمكن أن نحولها دائما لمسرح للعبث وسيناريوهات للكوميديا السوداء.

كل ما نحتاجه فقط هو أن يجود علينا سياسيون ”كبار” مثل نبيلة منيب بتصريحاتهم الفريدة، فنحن أحرار ونفهم بـ”الغمزة” فقط. نحن راشدون لكننا مجرد أطفال… يحق لهم دائما أن يشطحوا بخيالهم.

ملحوظة شخصية وغير هامة: نحن شعب ساخر بامتياز. لذلك، لم أجد من الضروري الإشارة في البداية إلى أن هذا المقال لا يستهدف مطلقا شخص نبيلة منيب، بل أني أحترمها، بغض النظر عن مواقفها وتصريحاتها. الأمر وما فيه أن الواقع السياسي في المغرب لا يدعو للتحليل والتفكير… يدعو أحيانا، من وجهة نظري، للسخرية فقط … ولو بارتكاب زلة الشخصنة.

مقالات قد تهمك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *