الحالمون بعبور الزمن لاستيراد عصرٍ ذهبي يُبَدِد ظلمة الواقع حسب زعمهم، يذكرون بالتأكيد قولة الإمام “مالك” الخالدة: “لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”. ياللعجب فالإمام “مالك” من أوائل هذه الأمة ويشهد على عصره أنه عصر فاسد يحتاج لإصلاح. وكل من أتى بعد الإمام “مالك” من الائمة، ظل يستشهد بقولته الخالدة، فهذا “الشاطبي” يقول في الاعتصام: “ولن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى ممن كان عليها أولها”. ويثني على المقولة ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم قائلا: “وما أحسنَ ما قال مالكٌ”.