2020 بعيون مرايانا… سنة محاولة الانعتاق من الجائحة وموت الكبار (6/2) - Marayana - مرايانا
×
×

2020 بعيون مرايانا… سنة محاولة الانعتاق من الجائحة وموت الكبار (6/2)

بعد أن تتبعنا في الجزء الأول من هذا الملف البداية المأساوية لسنة 2020 بحرائق أستراليا، والانتشار المهول لفيروس كورونا في الشهور الأولى منها، نتابع في هذا الجزء الثاني كيف خرجت الدول من الإغلاق الكامل، ونستحضر جرح الأسماء المغربية الكبيرة التي رحلت عن عالمنا.

في ماي، بدأت إرهاصات الحياة تعود وتطفو مع إعلان رفع الحجر الشامل بشكل تدريجي بالمغرب، والعالم.

يجمع المختصّون والخبراء على أن رفع الحجر الصحي كان خطوة ارتجالية، وبدون تخطيط مسبق، وجاءت لإنقاذ الاقتصاد ولم تتضمّن إجراءات وقائية صارمة.

في هذه السنة المفجعةِ، يقولُ السّاسةُ إنّنَا رأينا “عورات” مستشفياتنا وضعفَ منظومة الصّحة ببلادنا… وركوبِ بعضِ “الفنّانين” على مآسي الإنسانية للقِيام بحمَلات دعائية لمصحّات خاصّة كشفت الجائحة عن بعدها المتوحّش…

شيكٌ على بياضٍ… هذا كلّ ما تطلُبهُ المصحات منَ المَرضى عِندما يذهبون للتعافي من كوفيد 19، كما بيّنت التّقارير الصّحافية..

فهل كُنا فعلاً في حاجة إلى جائحةٍ لنعاينَ ضحَالة القِيم فينَا؟

ليلةُ الهُروبِ الكبير…

تصدّر هذا العنوانُ عناوين الصّحفِ الوطنية، وخلّف بعداً سيكولوجياً جارحا في نفوسِ المغاربة، لا ينْسى بانقضاء الجائحة؛ فسيبقى، كما دوّن فيسبوكيون، دلالةً على كيف تُدار السّياسة تحتَ قيادةِ الإسلاميين، بنوعٍ من “العشوائية”.

هروبٌ كان بطعم “المَوتِ” و”الفواجعِ” و”الگريساج”، تمسّكا بأهمية التّقاليد و”المقدّس”، للاحتفال بعيدِ الأضحى!

العديدُ من الأسرِ تحرّكت بواسطةِ سيّاراتِها دُفعةً واحِدة في وقتِ “الذّروة”، قبَيل الإغلاق، فحدثت كوارث طرقية واكتظاظ عارم عرقل حركة السير، فتعالت المطالبُ “الفيْسبُوكِيةُ” بإقالة رئاسة الحكومة ومن فيها وقتئذٍ!

خمسةَ عشر قتيلاً جرّاء حوادث السير التي شهدتها ليلة الهروبِ الكبير، حسب ما تناقلته الصحف الوطنية، فشكّلت الحادثةُ مأساةً يأبى الذهنُ نسيانها، ولم يشفِ غليلها تحمل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني المسؤولية.

2020… ورحيل “الكبار”!

رحلت عنّا في هذا العام الكثيرُ من الشّخصياتِ الوطنية البارزة، منها المناضل اليساري عبد الرحمن اليوسفي، الذي أشعل رحيله كل القلوب حسرةً على فقدان رجل وطنيّ من طينته…

ينضافُ إليهِ كلّ منَ المطرب محمود الإدريسي والفنانين محمد أنور الجندي وسعد الله عزيز وبوطبول وعبد العظيم الشناوي وعبد الجبار الوزير والفنانة والوزيرة السابقة ثريا جبران والسينمائي نور الدين الصايل والإعلاميين صلاح الدين الغماري وادريس أوهاب وحكيم عنكر والوزير السّابق محمد الوفا والسياسي أحرضان والنقابي عبد الرزاق أفيلال والفنان التشكيلي محمد مليحي وغيرهم… ما دفع الكثيرين إلى وصف سنة 2020 بـ”عام المَوت”!

تصدّر هذا العنوانُ عناوين الصّحفِ الوطنية، وخلّف بعداً سيكولوجياً جارحا في نفوسِ المغاربة، لا ينْسى بانقضاء الجائحة؛ فسيبقى، كما دوّن فيسبوكيون، دلالةً على كيف تُدار السّياسة تحتَ قيادةِ الإسلاميين، بنوعٍ من “العشوائية”.

أقدارُ 2020 خطفت عبد الرحمن اليوسفي. شريفة لموير، المناضلة الاتحادية في حزب الوردة، تقولُ، في تصريحٍ لـ”مرايانا”، إن هذا الفقدَ خلّف صدمة ليس فقط من داخل الاتحاد، بل على الصعيدين الوطني و الدولي.

لموير ترثي اليوسفي وهي على قناعة لدى الجميع بأنّه الرجل الذي أسس لمرحلة التناوب التوافقي بالمغرب وكرس مشوارهُ للدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة… هو الأبُ الرّوحي لكل الاتحاديين، قائدُ تجربةِ التّناوب التوافقي وأحد مؤسّسي الحركة الاتحادية.

2020، وفق المتحدثة، ”شاهدةٌ على أنّ رحيل اليوسفي كان بالفعل رحيلا لآخر الزّعماء الحقيقيين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية !

وتأبى المُناضلة اليسارية إلا أن تتمسّك بشهادتها على قيمهِ، حيثُ ”كان يعتبرُ الوطن قبل الجماعة، وقد كانت ترجمة هذا من خلال عودتِه بِدعوةٍ من المَلك الرّاحل الحسن الثّاني، والدّخُول لحكُومة التناوب لإنقاذ المغرب من المرحلة التي كان يمر بها”.

صلاح الدّين الغماري، الإعلامي الذي تألّق في هذه السّنة في برنامجهِ “أسئلةُ كورونا”، اختلف معه كثيرون قيد حياته بخصوص طريقة أدائه البرنامج، بيدَ أنّ الذي لم يختلف عليه أحدٌ أنّ الغماري أدى واجب الوطنية والمواطنة في وقت صعبٍ. كان غيوراً على الوطن وقلقاً على صحّة المواطنين…

عُرفَ الغماري إعلامياً وشُهدَ لهُ بالمهنية والكفاءة. طالبتهُ هاجر شريد تقولُ لـ”مرايانا”، “إنّه الإنسان الخلوق المُتواضعُ والبَشوشُ، الذي يسعَى إلى رسمِ الابتسامة في وجُوه طلبته ويشاركهم كل ما بوسعهِ ليضمنَ تطوّرهم مهنياً”!

شريد لا تخفي تأثرها برحيلهِ في هذا العام الذي لازال وطنهُ في حاجةٍ إليه، وكان دائماً يحاولُ أن يكونَ مُبدعاً ومُنتِجاً.

سنة 2020، أخذت معها روح نور الدين الصايل، لتترك أثراً عميقاً في قلوب كل عشاق المشهد السينمائي الوطني.

المفكر المغربي أحمد عصيد اعتبر وفاة نور الدين الصايل بمثابة رحيل شخصية استثنائية، يجعل حضوره أكثر توهجا بيننا.

عصيد يقولُ في تدوينةٍ له ”إن الرّجل كان متعدّد المواهب، لا يملّ الإنسان من مجالسته لغزارة معارفه وحكمته وعمق نظرته”.

الباحث والمناضل المغربي يتحدثُ عن الراحل ويقول: ”إن الموت خطفتهُ وما زال في جعبته الكثير من الأفكار المبتكرة التي لم تتحقق. لكن تلك التي حققها حتى الآن تجعل منه علامة بارزة في حياتنا الثقافية”.

اقرأ أيضا:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *