هشام روزاق يكتب: إسلاميو الردة، أَكَلة السحت، أو…الريع ينسخ النص - Marayana - مرايانا
×
×

هشام روزاق يكتب: إسلاميو الردة، أَكَلة السحت، أو…الريع ينسخ النص

… حزب الإسلامويين، الذي روج لنفسه على الدوام أنه “أملس” ما أنجبت “الجماعة”، وأنه حزب المؤسسات والدولة، لم يجد حرجا وهو “يتأبط شرا” بعض بواقي المغالاة والتطرف، ليشن معهم “غزوة كذب وافتراء” على مشروع مدونة الأسرة التي يحلم بها كثير من بسطاء المغرب، وعلى مؤسسات الدولة… وعلى المجتمع الذي يريده الإسلامويون أن يظل على حاله، كي يركبوه كما ركبوا قضاياه الأساسية، كما ركبوا غضبه، وكما ركبوا أفراحه وأحلامه.

“الجماهير تنبهر، بسهولة، بكذبة كبيرة… أكثر من انبهارها بكذبة صغيرة”.

هذا ما قاله، وما آمن به أدولف هتلر دائما.

وهذا ما يعتقده بعضهم اليوم. أو قل… هكذا هم يفعلون.

… في النهاية، ليس الأمر جديدا عليهم.

هو أمرهم الذي جبلوا عليه. الذي صنعهم. هو أمرهم الذي صنعوا منه أيامهم وحكاياتهم وما خالوه انتصارات وإنجازات.

هو ببساطة… الافتراء.

الافتراء، هو ببساطة، وببرودة، الحمض النووي لإسلامويين، افتروا على دين المغاربة فخوصصوه، وافتروا على السياسة فأسلموها (وأسلموها للحضيض أيضا)، وافتروا على المغاربة… حين وعدوهم بالنقاء والصفاء والإصلاح وسيادة الأخلاق، ثم خرجوا على المغاربة بعد عقد من حكم، بـ “بلد مخلوض”، تعليمه منهار، وتقاعده منخور، وصحته معطوبة، ومحروقاته محررة “العيشة على المغاربة”… وبأخلاق، تسيدتها فضائح الجنس والمساعدة على القذف، وانتهت بتقاعد ريعي مريح، لكائن لازال قادرا على إطلاق لسانه على الناس مدعيا الصلاح والإصلاح.

الافتراء… ليس مجرد تقنية يلجأ إليها دعاة الطهارة حين يضبطون في فضائح جنسية، أو حين يلعب أبناؤهم القمار فيعتبرونه رياضة، أو حين نكتشف أن مستخدمة لديهم، لم تكن مصرحا بها في الضمان الاجتماعي، ولا حتى حين يقضون أوقاتا حميمية في باريس… الافتراء، هو عقيدة خالصة، يمارسها هؤلاء، لتحقيق انتصاراتهم اللحظية، المبنية على الكذب، وعلى استغلال انبهار “الجماهير” بـ “الكذبة الكبيرة” التي أصّل لها هتلر. وللناس في الأصولية مذاهب.

… حزب الإسلامويين، الذي روج لنفسه على الدوام أنه “أملس” ما أنجبت “الجماعة”، وأنه حزب المؤسسات والدولة، لم يجد حرجا وهو “يتأبط شرا” بعض بواقي المغالاة والتطرف، ليشن معهم “غزوة كذب وافتراء” على مشروع مدونة الأسرة التي يحلم بها كثير من بسطاء المغرب، وعلى مؤسسات الدولة… وعلى المجتمع الذي يريده الإسلامويون أن يظل على حاله، كي يركبوه كما ركبوا قضاياه الأساسية، كما ركبوا غضبه، وكما ركبوا أفراحه وأحلامه.

بلغة حرب معلنة، خرج إسلاميو الردة المؤسساتية على المجتمع والدولة، يقترفون الكذب والأباطيل، ويمارسون أبشع أنواع الشذوذ… الفكري (مع كامل الاعتذار للفكر أن وضعناه في جملة معهم)، كي ينتصروا لثقافة (واعتذار آخر للثقافة) البدو التي أطعمتهم من جوع… وأغدقت عليهم من بيت مال… البترول.

… في لحظة صفاء ووضوح، لعلها الأولى في كل تاريخهم، تأبط الإسلاموي الأملس شر الإسلاموي المتطرف، وعانقوا معا، شر الإسلاموي الحالم بالإمارة الرافض للدولة المدنية، وخرجوا على المغاربة يكذبون باسم الله، ويفترون باسم الله…

خرجوا على المغاربة يقولون لهم، إن مدونة الأسرة التي يحلم بها المغرب والمغاربة، هي مدونة تبيح زواج الرجل برجل.

وزواج المرأة بالمرأة.

ربما، لم يكذبوا فقط، حين انتصروا للبيدوفيليا التي تسكنهم، وهم يعارضون تجريم ومنع تزويج الأطفال والطفلات. ربما لأن البيدوفيليا عندهم، هي في النهاية مجرد متعة… ولا جريمة في المتعة. تماما كما لا جريمة في المساعدة على القذف… ولا جريمة في الاستفادة من تقاعد سحت ريعي من أموال المغاربة. لكن…

فقط حين يكون الأطفال محل شهوة، يقف الإسلامويون وقفة “ذكر” واحد… كي يعارضوا منع تزويجهن/هم، يرفضون منع هذه المتعة الشاذة التي لا توصيف لها غير الجريمة الجنسية الممقوتة من كل البشر. أما حين يتعلق الأمر بأطفال خرجوا إلى الوجود نتيجة علاقة رضائية أو جريمة اغتصاب… فهؤلاء ليسوا أطفالا. هم فقط “أبناء خطيئة” لا حق لهم في نسب ولا حقوق ولا هوية… وكأن الإسلامويين في النهاية، يريدونهم أطفال سبي، أطفالا جواري وإماء وعبيد… كي تحل لهم بهم المتعة. وما أدراك… لعل الأمر في النهاية، مجرد تهييء وتنظيم للدولة والمجتمع الذي يحلم به إسلاميو الردة!

إثبات النسب بالحمض النووي حرام عند إسلاميي الردة… فالعلم، الذي يقولون إنه أهم ما جاء به الدين، كما يفهمونه، لا يستوي وأقوال بشر مثلنا، الفقهاء، قالوا قبل قرون، إن الولد للفراش. (حينها كان الولد للفراش… ولكن… هل كان راتب تقاعد رئيس الحكومة الأسبق للصالون مثلا؟ طبعا لا… ولكن هنا، لا بأس أن ينسخ الريع النص).

العلاقات الرضائية عندهم حرام… مادامت لم تتم في سيارة أمام شاطئ بحر.

والتوقيف الإرادي للحمل؟

هنا… يخرج من لسان الإسلاموي حرفه الأصل (إذ ليس غير اللسان هنا محل نقاش، ولا عزاء للمخ/ ماشي العقل). وحرف الإسلاموي الأصل… الجهل.

التوقيف الإرادي للحمل، يفتري فيه الإسلاموي، كما هو ديدنه في الافتراء… ليصل حد اتهام ووصف كل   المطالبين بتقنين التوقيف الإرادي للحمل (يسميه إجهاضا) بــ … القتلة والمجرمين. وللجواب على هكذا تهافت، أدعوكم لقراءة مقال منشور على مرايانا، بعنوان “مذاهب فقهية أباحت التوقيف الإرادي للحمل”، وفيه كثير من تفاصيل موثقة عن رأي مدارس الفقه الإسلامي في الأمر، وإباحته، وتقنينه… بما يتماشى ومطالب المغاربة اليوم. لكن الإسلاموي، الذي لا يرى في الدين غير بردعة يركب بها العامة… لا يحرجه في شيء أن يصف كل المذاهب، وكل الفقه الإسلامي، وكل الفقهاء… بالمجرمين والقتلة.

في التعصيب، وفي نقاش الإرث… يخرج الإسلاموي الأملس ومن تأبطه شرا، كي يملؤوا الدنيا صراخا وضجيجا (وذاك أقصى ما يستطيعون)، كي يحاربوا من أجل قداسة النص وحدود الله… والحال أن الأمر لا علاقة له بنص قطعي ولا مقدس ولا حدود، كما يدعون. لكن نفس الإسلاموي، يجد للفضيحة مخرجا، فيقترح أن يلجأ ذو النازلة إلى وهب ممتلكاته لابنته… أو إبرام عقد بيع… “زعما، ملي الإسلاموي يبغي يقولبنا، نقدرو نقبلوها… ولكن… باغي يدير القوالب مع الله؟ وباغي يتحايل على النص بالقوالب؟…

ولأن كل هذا السفه لم يكن كافيا… خرج الإسلاموي “الأملس” المرتد مؤسساتيا، ليهدد المغاربة والدولة بمسيرات مليونية… والحال أن المليونية الوحيدة التي تليق به، هي أجرته الشهرية المليونية التي تسمى في الدولة المدنية ريعا، وتسمى في الدولة الدينية… سحتا.

ولأن كل معطيات السفه والريع والسحت … لم تكن كافية، فقد أخرج لنا الإسلاموي المرتد عن الدولة  وتدين الدولة والمجتمع، نساء يجتررن ذكوريته الساقطة متنا وسندا، ليقمن باستغلال العدوان الصهيوني على فلسطين… وليحاولن إقناع المغاربة أن العدوان واحد… وأن الصهيونية هي أن تدافع على نموذج مجتمع وأسرة ينتصر لقيمة الإنسان، بغض النظر عن جهازه التناسلي؛ لحياة طفلة كي لا يتم اغتصابها باسم الله وعقد زواج… ولطفل ولد خارج مؤسسة زواج، لا يريد إسلاميو الردة أن توقف أمه حمله، وحين تلده… يرفضون منحه نسبا أو هوية.

في النهاية…

متعب أن نتحدث مع أكلة السحت.

والسحت هنا… ليس فقط معاش ريع مريح.

السحت… أن يستمر بعضهم في أكل غدنا، بريع نصوص قديمة… انتهت صلاحيتها.

لقد… آمن هتلر بعقيدة بيع الكذبة الكبرى للعامة. وقد رأينا كيف انتهى هتلر. والعاقبة للمتقين.

وهذا… بعض من كلام. 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *