هشام روزاق يكتب: أخنوش. القائد الأزرق… بوجهو احمر! - Marayana - مرايانا
×
×

هشام روزاق يكتب: أخنوش. القائد الأزرق… بوجهو احمر!

أخنوش، الذي يريد من أتباعه أن يدافعو عن حصيلة حكومته “بوجههم احمر”، هو نفسه رئيس ذات الحكومة، التي بلغت نسبة البطالة معها، 14 في المائة، بزيادة عاطلين عن العمل، تجاوزوا 1.6 مليون شخصا.
“باش تدافع على هاد الرقم بوجه أحمر… خاصك تكون أزرق نيت”. (زعما أزرق بحال لون التجمع الوطني للأحرار).

… لا أعرف بالضبط، كيف تتم صناعة الاستراتيجية التواصلية لعزيز أخنوش، لكنني أعرف جيدا أننا مدينون بالشكر لكل الذين يكتبون له كلماته، ويختارون له جمله وتعابيره، التي تظل في النهاية، مسعفنا في الكتابة… ودليلنا نحو بعض من ضحك مستحق.

مع أخنوش وكلامه، صعب أن تشعر بالقلق على مستقبل بلد،

وصعب أن تفزع من مستوى البروفيلات السياسية التي صارت تحتكر “السوق”،

وصعب أن تحزن.

مع كلام أخنوش، تضحك فقط، كي لا… “يتطرطق ليك شي عرق لا كان باقي فـ بلاصتو”.

في مرات كثيرة، خرج أخنوش على الملأ، ليخاطب أتباعه وشركاءه في الأغلبية الحكومية، بأنه “يحق لهم أن يفتخروا بإنجازات الحكومة التي يترأسها، ويحق لهم أن يدافعوا عن الحصيلة التي تم إنجازها… بوجههم أحمر”.

والحقيقة… أنا متفق مع أخنوش.

وأنا… أدعو كل أعضاء حزبه، وكل منتخبيه، وكل أعضاء ومنتخبي أحزاب أغلبيته… أن يكون “وجههم أحمر”.

وأدعو أخنوش أولا، وقبلهم جميعا… أن يكون “وجهه أحمر”.

… ربما حينها فقط، قد يفهم أخنوش، أن الاحمرار هنا، يعني الخجل.

والخجل هنا، هو المبرر الوحيد كي يكون وجه أخنوش أحمرا… لتحمر معه وجوه أتباعه وشركائه، لأن المغاربة البسطاء اليوم، “وجههم احمر غير بـ العصاااب”.

أخنوش، الذي يريد من أتباعه أن يدافعو عن حصيلة حكومته “بوجههم احمر”، هو نفسه رئيس ذات الحكومة، التي بلغت نسبة البطالة معها، 14 في المائة، بزيادة عاطلين عن العمل، تجاوزوا 1.6 مليون شخصا.

“باش تدافع على هاد الرقم بوجه أحمر… خاصك تكون أزرق نيت”. (زعما أزرق بحال لون التجمع الوطني للأحرار).

حسب مقال مفصل لـ “لوموند”، صدر نهاية ديسمبر الماضي، فإن…

أسعار المواد الغدائية، ارتفعت بنسبة 11 في المائة، مما ضرب القدرة الشرائية للمغاربة في مقتل، وصار أكثر من ثلث دَخْل الأسر (الضعيف أصلا) مخصصا لتلبية تكاليف الغذاء فقط… ولكن، “ما فيها باس لا دافعنا على الكارثة بوجه أحمر”.

الأرقام التي حملتها “لوموند” تتحدث، أيضا، عن فقدان ما يقارب 300 ألف وظيفة، وسقوط 3.2 مليون شخص في الفقر أو الهشاشة خلال سنة 2022.

… والحقيقة، “ما فهمتش أنا كيف يمكن لبنادم، أمام هاد الأرقام، ما “يحمارش”… ليه وجهو”!

الذين يصنعون الاستراتيجية التواصلية لأخنوش، هم في النهاية، أحد اثنين:

ــ إما أنهم يستسهلون ما يعيشه الرجل، ويعتبرون أن أخنوش في النهاية، مجرد واجهة سياسية ستؤدي دورها وتنتهي، كما انتهى كثيرون غيرها.

ــ وإما أنهم فهموا أن أخنوش ومن معه لا أمل فيهم ولا رجاء، وبالتالي، قرروا (صناع الاستراتيجية التواصلية) الاشتغال على أهم مميزات الرجل وحكومته… أي الفشل.

… والواضح، أن الاشتغال على الفشل هنا، هو الخيار الأرجح، إذ لا يمكن فهم كل هذه “الضوضاء” التي يحدثها أخنوش ومن معه إعلاميا، خارج منطق اتخاذهم قرارا واضحا بتسويق الفشل، والإصرار عليه.

حكومة أخنوش ومن معه، لا تقوم فقط بتبرير الفشل، بل تنتصر له، وتعتبره إنجازا.

اقتصاديا… الأرقام القليلة التي تحدثنا عنها أعلاه، كافية ليس فقط لاستقالة حكومة، بل لإعلان حالة طوارئ.

في التعليم… “الوجه الأحمر” للحكومة، سيكون بالتأكيد “فاقعا” أما تلاميذ المغرب الذين صارت متابعتهم لدراستهم، مجرد فسحة بين إضراب وآخر…

في الصحة… حتى “الدوا الأحمر” فقد لونه.

… وطبعا، ولأن الكوارث في قاموس أخنوش ليست مفردا، كان علينا، بين الفينة والأخرى، أن نتابع أيضا، فشل النموذج السياسي الذي فرضه علينا أخنوش ومن معه.

منذ مدة، صار أهم ما في المنتوج السياسي الذي ترسخ مع أخنوش، هو هذه البروفيلات السياسية التي داهمت المشهد، وحفرت الحضيض في سباق محموم من أجل الوصول إلى ما تحت القعر.

وزراء بلا كفاءة ولا قدرة على حتى افتعال لغة تبرير للفشل.

برلمانيون متهمون ومدانون بتهم المخدرات والارتشاء والتزوير والفساد.

منتخبون محليون صارت علاقتهم بمكاتب التحقيق والمحاكم، أكثر متانة من علاقتهم بمكاتبهم.

… وفي كل هذا الحضيض الذي ثُقبت أرضيته، يحاول بعضهم اليوم، أن يعتبر المشاكل والفضائح التي نعيشها مع هذه الحكومة ومع هذا النموذج الغريب لممارسة السياسة، إنجازات يجب أن ندافع عنها “بوجه أحمر”.

حين تعددت ملفات فساد وجرائم قادة سياسيين… قالو لنا إن ذلك يعني أن لا أحد فوق القانون! وكأن لا مسؤولية لأحد في ذلك القرار الذي تم اتخاده بوضوح قبل زمن، والذي بني عليه كل المشروع السياسي لأخنوش وأشباهه، والقاضي بإغراق الحياة السياسية في المغرب، بالأعيان والنافذين والفاسدين والمشتبه في مصادر ثرواتهم.

في النهاية، “جابو لينا الكوارث، واستقووا بهم، وصنعوا بهم قوتهم السياسية في الجماعات والجهات والبرلمان… وملي تشدو قالو لينا… شفتو هاهوما مشاو للحبس”.

تعطلت حياة العاصمة الرباط لمدة شهور بسبب فشلٍ مركب اسمه أسماء اغلالو وأغلبيتها؛ وحين وصل الأمر أخيرا إلى استقالتها، خرجوا علينا يرقصون ويزغردون للحدث… للإنجاز.

هي في النهاية نفس الحكاية،

هم يرقصون للفشل…

وهذا من حقهم، مادام عدد الطبالين في البلد، لم يصبه ما أصاب فرص الشغل والقدرة الشرائية للمغاربة.

وهذا… بعض من كلام!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *