منى نوال حلمي: داعية إسلامى شهير يقول: “سنغزو أوروبا بأرحام النساء” - Marayana - مرايانا
×
×

منى نوال حلمي: داعية إسلامى شهير يقول: “سنغزو أوروبا بأرحام النساء”

قال داعية إسلامى شهير، مشيرا إلى حشود من الأطفال الإناث والفتيات والنساء المحجبات: “سوف نغزو ديار أوروبا الكافرة، المنحلة… وننتصر عليهم بأرحام النساء”.
يستغلون خصوبة المرأة للتكاثر إلى أقصى حد، فيصبحون أغلبية تنافس على الحكم.
كيف يتركون غزو أوروبا للنساء، وهن ناقصات العقل والدين؟ كيف يربطون انتصارهم بالمرأة المنزوعة من ضلع أعوج، سبب الخطيئة والشرور، النجسة والشيطانة التي تحتاج إلى تكبيلها ومراقبتها وحبسها، حتى لا يعم الفساد في الأرض؟ لكنهم محقون، فالنساء عندهم للنكاح والإنجاب، في السِلم والحرب.

في أوروبا، أصبح المواطن، امرأة أو رجلا، يشعر بأن الوطن الذي وٌلد على أرضه وتربى على خيراته وعاش فيه أجمل الذكريات، يتعرض لخطة مرسومة لتحويله إلى واحدة من مكاسب الغزوات الإسلامية.

انتشار المساجد والجوامع وميكرفوناتها، حشود الصلاة في الشوارع والميادين، الاحتفال بالمناسبات الدينية التي لا حصر لها، انتشار الحجاب والنقاب، محلات إسلامية، جمعيات إسلامية، مراكز إسلامية، ذقون ولحى وسبحات، دور فتاوى إسلامية، وغيرها من مظاهر التواجد الإسلامى المسيس التي تعلن لكل منْ يهمه الأمر: “المسلمون موجودون في عقر دار الكفر”… “المسلمون قادمون لتأسيس الخلافة الإسلامية”.

لا توجد ديانة في العالم غير الإسلام، يصلي أتباعها في الشوارع. وكثيرا ما يحدث في العالم اغتيالات وتفجيرات من طرف تنظيمات إسلامية مسلحة لها فروع في كل مكان. في زمننا الحالي، لم نسمع عن تفجيرات وتهديدات وإهدار دم، باسم تنظيمات يهودية أو مسيحية أو بوذية أو هندوسية.

أتابع يوميا العديد من برامج البث المباشر، يقدمها بعض المهتمين بتجديد الخطاب الديني الإسلامي، ومناقشة كتب التراث الإسلامي. والشيء الملفت للدهشة، أن المسلمين هم الوحيدون الذين لا يردون الحجة بالحجة، ولا يناقشون موضوع البث، بل يصرخون ويتشنجون ويشتمون شتائم جنسية، يهددون مستقبل البث باقتحام بيته أينما كان، وسينكحون كل نساء بيته أمام عينيه، ثم يقتلونه ويمثلون بجثته ليكون عبرة.

أصبحت بلاد أوروبا، بعد هجرة ولجوء المسلمين إليها بأعداد كبيرة، بالملايين، خائفة من تغير وضياع هوية أوطانها. لقد تحولت مساحات المد الإسلامي إلى خلايا نائمة، وأوكار للارهاب وللتطرف وللإسلام السياسي الجهادي، وقنابل موقوتة تنفجر هنا وهناك وهي تشهد: “الله أكبر .. محمدرسول الله”، مستهدفة نزع الحضارة الغربية من مكتسباتها التي ناضلت من أجلها طويلا، مثل إعلاء قيمة العقل وحماية الحريات وسيادة القانون وقيم الحداثة والمواطنة وبقاء الأديان بعيدا عن الفضاء العام.

يصل اللاجئ أو المهاجر المسلم، مبديا الجانب الضعيف، المهزوم، المأزوم في وطنه، الذي دفعه إلى أن يخاطر بحياته ويركب مراكب الهجرة غير الشرعية، مفضلا الموت عن مواصلة العيش في بلد تخربه الحروب الدينية والفقر والبطالة وضياع حقوق الإنسان. وعندما يحصل على العمل والمأوى والإقامة أو الجنسية، وتستقر أحواله كإنسان له كل الحقوق والحريات، وكرم وحسن الضيافة، وهي نفسها مكتسبات الغرب التي يصفونها بالكفر والانحلال الأخلاقي، يبدأ الجانب المستتر تحت الجلد في الظهور تدريجيا، ويصبح “ترسا” في الآلة الإسلامية الجهادية العالمية. وكما يقول المثل الشهير: ” أعلمه الرماية كل يوم، فلما اشتد ساعده رمانى”.

إذا كانت البلاد التي لجأ إليها المسلمون هي بلاد الكفر والانحلال الأخلاقي وترك النساء بلا وصاية ذكورية (وصاية يراها الإسلاميون من أساسيات الحياة)، فلماذا أصلا اختاروها لإقامتهم؟ لماذا لم يبقوا في بلادهم التي يسود فيها الإسلام والرقابة على النساء، والالتزام الأخلاقي بما يرضي الله؟ لماذا تركوا بلاد الجلالب والذقون والحجاب والنقاب والعباءات والطُرح؟

لماذا يفضل معظم المسلمين مجتمعات تنظر إلى المستقبل، بينما هم لا ينظرون إلا للماضي؟ مجتمعات تؤمن بالعلم والحرية والقوانين الوضعية والمواطنة العادلة، بينما هم لا يعترفون بالعلم والحرية والعلمانية والمواطنة دون تمييز؟ شيء غريب أن يهاجروا إلى بلاد تمجد الحياة وهم يمجدون الموت؟

لماذا لا يلجؤون ولا يهاجرون إلى إحدى دول الخليج الثرية، التي تعتنق الإسلام، وتتكلم اللغة العربية والأقرب جغرافيا وثقافيا، ولديها التراث الإسلامي نفسه؟ لم نسمع عن مهاجرين أو لاجئين مسلمين يذهبون، مثلا، إلى أفغانستان، حيث تطبق طالبان شرع الله!

يقول المنطق إنهم، إذا كانوا قد فشلوا في استعادة الخلافة الإسلامية في بلاد لديها التراث الإسلامي نفسه، فكيف ينجحون في أوروبا؟

قال داعية إسلامى شهير، مشيرا إلى حشود من الأطفال الإناث والفتيات والنساء المحجبات: “سوف نغزو ديار أوروبا الكافرة، المنحلة… وننتصر عليهم بأرحام النساء”. يستغلون خصوبة المرأة للتكاثر إلى أقصى حد، فيصبحون أغلبية تنافس على الحكم.

كيف يتركون غزو أوروبا للنساء، وهن ناقصات العقل والدين؟ كيف يربطون انتصارهم بالمرأة المنزوعة من ضلع أعوج، سبب الخطيئة والشرور، النجسة والشيطانة التي تحتاج إلى تكبيلها ومراقبتها وحبسها، حتى لا يعم الفساد في الأرض؟ لكنهم محقون، فالنساء عندهم للنكاح والإنجاب، في السِلم والحرب.

من أين جاءت فكرة أن الغرب “منحل أخلاقيا”؟ السبب هو أن المسلمين يحصرون “الاستقامة الأخلاقية”، في شيء واحد هو عدم اختلاط الجنسين وتقييد العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل.

الدول الغربية مثلما تؤمن بحرية الرأي وحرية التعبير وحرية الصحافة وحرية الإبداع وحرية الاعتقاد، فهي تؤمن أيضا، وبالدرجة نفسها بحرية الحب وحرية العلاقات الجنسية، لأن الحرية تؤخذ كلها دون تجزئة.

كيف يمكن لمجتمعات “منحلة أخلاقيا”، أن تتقدم وتكتشف وتخترع وتتفوق وتنبغ في كل المجالات؟ وكيف لها أن تحتل المراكز الأولى عالميا في جودة الحياة، وازدهار الحريات وحقوق الإنسان والنساء والأطفال والتعليم والصحة والثقافة والإبداع والبيئة وسيادة القانون؟

في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي تتقاتل وتسفك الدماء بسبب أديان موروثة، وتتضخم فيها المواعظ الدينية الأخلاقية، تحدث الانحرافات الجنسية والانحلالات الأخلاقية بشكل أكبر بكثير من حدوثها في الدول الغربية، التي ينعدم فيها الوعظ الديني والأخلاقي. لكنها تحدث في الخفاء.

نسمع عن شيوخ ودعاة ورجال دين، افتضحوا بمختلف الجرائم الجنسية، وآخرين كسبوا المليارات بالتجارة بالدين، لكنهم مع ذلك يصدعون أدمغتنا بحديثهم عن الفضيلة والالتزام الأخلاقي وعدم تقليد الغرب الكافر.

هؤلاء المشايخ والدعاة، الذين يكفرون ويشتمون الغرب الكافر، يرسلون أولادهم إلى بلاد أوروبا للتعليم والدراسة والحياة الفاخرة المرفهة؛ وعندما يمرضون يسافرون إلى الغرب الكافر لكي يعالجهم ويشفيهم من أمراضهم. إنهم لا يسمعون كلام أشهر دعاتهم، الذي قال إن المسلم إذا مرض، لا يجب أن يسعى إلى الشفاء، لأن هذا يؤخر من لقائه بالرب. وهو يعني أن المسلم يحب الحياة الدنيا الغرورة الفانية ويتشبث بها، في حين أنه لابد أن يشتهي الحياة الآخرة الأبدية.

عدد من شيوخ ودعاة وخطباء وأئمة مساجد، لا يتوقفون عن دعوة الشباب الفقير المحروم المكبوت، للزهد في متاع الدنيا؛ ثم نكتشف أنهم يعيشون في قصور، ولديهم الأراضي والأملاك، متزوجون من أربع نساء يغيروهن حسب المزاج، وأرصدتهم فى البنوك بالمليارات داخل بلادهم وخارجها، ينفقون هم وأولادهم وبناتهم وزوجاتهم ببذخ، غارقون في متاع الدنيا. يدعون الشباب الفقير المغيب إلى الموت فى سبيل الله، داخل بلادهم أو خارجها؛ بينما هم وأولادهم لا يموتون في سبيل الله، ولا أحد منهم لديه الاستعداد للتخلي عن رفاهية الحياة الآمنة، لينعم برضا الرب والجنة الموعودة.

يهاجر الكثير من المسلمين ويلجؤون إلى أوروبا، بأسرهم وعائلاتهم، بكل إرثهم الإسلامي منذ 1445 سنة، ويصدرون لأوروبا والعالم طول الوقت أنهم “ضحية” الإسلاموفوبيا التي زادت بعد 11 سبتمبر، وضحية تحريض اليمين على كراهيتهم وطردهم من بلاد أوروبا.
لكن الكثيرين بيننا يعرفون أن ميليشيات داعش قد تنكرت فى شكل مهاجرين لاجئين. ونعرف أيضا أن الغالبية من ملايين المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا، من الإسلام السُني.

إذا كان هدفهم الخلافة الإسلامية وتطبيق شرع الله كما أُنزِل فى شبه الجزيرة العربية، فمن المفروض أن يهاجروا إلى أوروبا بالبغال والحمير والجمال، ولا يركبوا الطائرات، ولا يأكلوا إلا التمر ويشربوا ويتداووا ببول البعير، ويقاطعوا الهواتف المحمولة والكمبيوتر ، وكل شئ لم يعرفه البدو من 1445.
هل يدرك المهاجرون واللاجئون المسلمون، أنهم يأخذون رواتبهم وينعمون بالخدمات الكريمة من أموال صناعة الخمور ولحم الخنزير وبيوت امتهان الجنس، وكل أنواع الفنون التي يحرمونها؟

في بلاد أصبحت ومازالت فريسة للإسلام السياسي، لم يُقتل أحد، أو يهدد في بيته وأمانه من قبل مفكرين وكُتاب وموسيقيين ومطربين وراقصات ونساء يبعن أجسادهن وناس تبيع وتشترى الخمور. بل كل التهديد والإزعاج وتنغيص الحياة، جاء من تنظيمات الإسلام الجهادي الطامع في الحكم ، ومن المشايخ المتحالفين معهم.

نسمع عن ما يُسمى “جرائم الشرف” التي يرتكبها المسلمون المهاجرون واللاجئون إلى أوروبا. يقتلون ويذبحون بناتهم ونساءهم بأشكال بشعة، لإثبات أن الهجرة إلى دار الكفر لم تنسيم “دينهم” و “إسلامهم” وعاداتهم وتقاليدهم ورجولتهم، وشرفهم القابع حصريا فى دم غشاء البكارة.
الإسلام الجهادي يهدر دم كل أعزل ينتقد الإسلام.
على سبيل المثال:

في 2 نوفمبر 2004، اُغتيل المخرج الهولندى “ثيو فان جوخ” في أمستردام على يد شاب هولندي من أصول عربية إسلامية، وكان يتلقى التهديدات بتصفيته جسديا، لأنه انتقد الإسلام. وبعد أن أخرج فيلم “الخضوع” الذي يوضح، على لسان نساء مسلمات، العنف الذي تتعرض له المرأة المسلمة من جرائم قتل النساء باسم الدفاع عن الشرف وتزويج القاصرات وضرب الزوجات، تمت تصفيته فعليا.

في 7 يناير 2015، تم اقتحام صحيفة شارلي إبدو صباحا في باريس، حيث قُتل 12 شخصا وإصابة 11. في فرنسا، تم حينها تنظيم أكبر مسيرة في تاريخها، مسيرة الجمهورية، التي ضمت أكثر من 3 ملايين شخص، متزامنة مع مسيرات في مدن أوروبية أخرى، وضمت أيضا 50 شخصا من قادة العالم.
بالطبع، كان للنساء نصيب من العنف، في بلدان اللجوء؛ فقد تعرضت عشرات النساء للتحرش والاعتداءات الجنسية في مدينة كولونيا بألمانيا ، ذى ليلة رأس السنة 2015 / 2016.

فى 12 أغسطس\غشت 2022، تعرض الكاتب سلمان رشدي، مؤلف رواية “آيات شيطانية” للطعن مرات عديدة في نيويورك، على يد شاب وُلد في لبنان وهاجرت أسرته إلى أمريكا. كان الشاب من داعمي الجمهورية الإسلامية الشيعية في إيران، وينفذ فتوى أصدرها الخمينى منذ 33 سنة في 1989، بإهدار دم سلمان رشدي.

أعتقد أن الشعوب الأوروبية تدفع ثمنا باهظا، لتَعاوُنِ عدد من حكوماتها مع تيارات الإسلام السياسي الجهادي؛ وتدفع أيضا ثمن تعاطف اليسار الأوروبي مع ممارسات الإسلامية للمهاجرين، حيث وجد فيهم البديل عن موالاته للطبقة العاملة الكادحة المقهورة التي تكاد تختفي أو اختفت بالفعل، ويتعامل مع المهاجرين من البلدان ذات الأغلبية الإسلامية باعتبارها “الضحية” المظلومة، المضطهدة من قبل الرأسمالية، “العدو الكلاسيكي”، ولكن في شكله المستحدث.

أحد مشاهير الشيوخ قال إن “الأنترنت سوف يخرج الكثير من المسلمين من الإسلام”.

كيف يمكن أن نفهم هذه المقولة مع الجهاد في سبيل الله… لأسلمة بلاد أوروبا؟

الشِعر خاتمتي

يا حبيب ليلة الأحد
صدقني إذا قلتُ لك
إني بعمري المتعب الطويل
لم يحبني مثلك أحد
***
يا حبيب ليلة الأحد
كيف عرفت مكاني وعنواني
إنى امرأة تشتهي الغموض
لا يتعرف عليها أحد
***
يا لها من ليلة
أعادتني إلى شهقات الفرح
رجعت إلى ملامح وجهي
أحببتُك ليلة وإلى الأبد
***
أكنتَ سرَ الوجود
تدفق من عمق السكون
أم كنتَ وهجا
بعضه نور…
بعضه جنون ؟
وأنا… هل كنت أعزف لحنا
على أوتارك المنسية
أم أشدو هامسة
على صوتك الحنون ؟
أنا لا أذكر شيئا
إلا يدك تمسح بكائي
وعينك تروي ظمئي الشغوف
وقلبي لرقتك ذاب وسجد
***
جئتني في ليلة الأحد
سحابات أمطرت على أرضي
زرعت حلما كدت أنساه
وأنا ثبته كما الوتد
***
ولدت معك من جديد
عصفورة حرة تغرد وتطير
في الهواء… على الشجر
وروح مطمئنة بلا جسد
***
ترى… ماذا تقول عني ؟
وهل في قلبك آويتني؟
حتى لو خاب ظني
سأحبك مهما طال الأمد
***
يا حبيب ليلة الأحد
هل ستأتيني ليلة أخرى ؟
لقد تفائلت بليلة الأحد
وبعدك لا يهمني أحد

 

مقالات قد تهمك

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *