حسن الحو: علم الترقيع… آخر سلاح الإسلاميين
اخترع حراس الخرافة وكهنة المعبد علما جديدا سيضاف إلى العلوم الشرعية، التي لو قرأت منها عشرات المجلدات المنمقة، لن تخرج بكبير فائدة غير الغبش الفكري، والتناقض المعرفي، والانحياز لإحدى طوائف الاسلام الموعودة في مخيال أتباعها بأنها في الجنة والباقي في النار.
إنه “علم الترقيع”… علمٌ كان لزاما أن يظهر ليرقع الخروق التي اتسعت في ثوب المعتقد والفقه، ويخيط عباءة الأحاديث الممزقة التي تخالف العقل والعلم والذوق. ولولا ما ابتكره المرقعون من أساليب لِسَتر عورة الكتب الصفراء، واجتهادهم في تغطية شمس الحقائق بغربال القداسة، لجعل الناس الكتب الصفراء وفتاوى الشيوخ في أرشيف الإنسانية الكبير، يتم الرجوع إليه قصد الاطلاع على التطور الفكري للتراث الانساني الذي يُحترم ولا يُقدس.
تقف البشرية اليوم في تعداد عمرها الحديث على أعتاب القرن الواحد العشرين بعد الميلاد. قضت قبله ملايين السنيين… تطورت ولازالت تتطور.
يسير الزمن الى الأمام، وفي سيره، تتطور مدارك البشر فيتجاوزون أشياء ويستحدثون أخرى، يدفنون أفكارا ونظريات ويخترعون أخرى… وغايتهم في كل ذلك، النزوح لأقصى درجة من الكمال والرفاه الإنساني. فتجد الجديد من الأفكار والنظريات والمستحدثات التقنية أشد تعقيدا وأكثر رُقيا، وأجمل منظرا وأقرب للحقيقة ومنطق الأشياء، فنظريات القرن العاشر الميلادي في الفلك والطب أصبحت، في أغلبها، مدعاة للتندر والسخرية، وحواسيب الأمس القريب أخذت مكانها في مكب الخردة والنفايات، وما كان يُضحك الناس حتى تسيل دموعهم كروائع “شارلي شابلن” ومسرحيات “إسماعيل ياسين“، أصبحت اليوم لا تستثير ابتسامة صفراء…
إنها حتمية التطور الإنساني، الذي يجعل المستقبل مكانا للإبداع والخلق، والتاريخ أرشيفا شاهدا على بساطة وسذاجة ما كنا نحسبه يوما أرقى ما وصلت إليه البشرية.
ومن يحاول اليوم أن يعيد الحياة لفلسفة المشائين في مجملها، أو يبتعث ركام المدارس الكونفوشيوسية أو يستدعي موضة السبعينات في المأكل والملبس والمركب… ليجعلها أصل الأصول التي ينبغي ربط كل شيء بها، مُستمِدا الشرعية من تفاصيل منهجها، فهو لا محالة خارج التاريخ، وخارج النطاق الطبيعي للصيرورة التطورية. لكن فلسفة المشائين وتعاليم كونفوشيوس كانت مجرد مثال، ولا يوجد اليوم من يريد فعلا أن يعتنق بتعصب كل ما تدعو إليه المدرستان الفكريتان، وإن كان فيهما بعض ما ينبغي استصحابه من مبادئ عالمية وانسانية متفق عليها.
… هذه الأصول هي السلاح الأخير للمرقعين من أجل ملاءمة النصوص مع الواقع المتجدد، أو التدليك القلبي لإعادة الحياة إلى جثة هامدة، بعد أن اطلع الناس على الفضائح القابعة في بطون الكتب الصفراء… إنها محاولة أخيرة يائسة لإغماض أعين الناس عن عيوب ثوب ممزق، اتسع فيه الخرق على الراقع
الذي يهمنا من هذه المقدمة، هو الغيبوبة الفكرية التي دخلها العالم الإسلامي، واعتقاد متدينيه وعامة ساكنيه، أن بطون الكتب الصفراء وسِيَر السلف الصالح والمدارس الفقهية الأربعة، التي نظَّرت لكل شاردة وواردة، وأفتت في كل نازلة، هي الأساس الذي يجب العودة إليه، والحل السحري لكل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
نظرةٌ واثقة وعقيدةٌ مقدسة، تحرم النظر بتجرد وحيادية في إفرازات فقهية وفكرية عفا عنها الزمن، وتكتم على أنفاس كل من يحاول الاقتراب منها. سياجٌ من أشواك ونار وحدود شرعية أضحى جزء من التكوين النفسي لقاطني هذه الرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى الخليج.
رغم التطور التكنولوجي الذي سهَّل تداول المعلومة، ويَسَّر الوصول إلى تفاهة وتناقضات بعض المقدس الديني، والتزوير التاريخي، فقد اخترع حراس الخرافة وكهنة المعبد علما جديدا سيضاف إلى العلوم الشرعية، التي لو قرأت منها عشرات المجلدات المنمقة، فلن تخرج بكبير فائدة غير الغبش الفكري، والتناقض المعرفي، والانحياز لإحدى طوائف الاسلام الموعودة في مخيال أتباعها بأنها في الجنة والباقي في النار.
إنه “علم الترقيع”: علمٌ كان لزاما أن يظهر ليرقع الخروق التي اتسعت في ثوب المعتقد والفقه، ويخيط عباءة الأحاديث الممزقة التي تخالف العقل والعلم والذوق، ولولا ما ابتكره المرقعون من أساليب لِسَتر عورة الكتب الصفراء، واجتهادهم في تغطية شمس الحقائق بغربال القداسة، لجعل الناس الكتب الصفراء وفتاوى الشيوخ في أرشيف الإنسانية الكبير، يتم الرجوع إليه قصد الاطلاع على التطور الفكري للتراث الانساني الذي يُحترم ولا يُقدس.
سنحاول أن نوجز في هذا المقال، أهم أصول الترقيع التي يلجأ إليها الإسلاميون في تعسفٍ ظاهر، يجعل طريقة ترقيعاتهم كالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة، فلا هو نجح في غنج ودلال الحمام، ولا هو احتفظ بأصالة مشيته.
الأصل الأول: المؤامرة والماسونية…
يستدعي المرقعون نظرية المؤامرة والحرب الماسونية وتوصيات مؤسسة “راند” الأمريكية والبرتوكولات الصهيونية، للتدليل على محاولة المتآمرين فصل الأمة عن تاريخها العظيم وثنيها عن إعادة مجدها القديم وعزها الضائع، وترسيخ ثقافة الشك عند الشباب المسلم؛ مستدلين في ذلك بالآية: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم“. لا يتورع الإسلامي ابتداءً في شيطنة المخالف واتهامه بالعمالة، وخدمة أجندات عالمية تروم زعزعة الاسلام، قبل النظر فيما يقدمه من أراء وأفكار ومناقشتها، وهو في كل ذلك، يحاول التشغيب على المتلقين، وزرع الكره في نفوسهم، وصرفهم عن النظر غير المنحاز إلى كل الأفكار، وانتقاء ما يرونه صوابا دون وصاية من أحد.
إن تعلق الإسلاميين بنظرية المؤامرة تَعَلُقٌ له تبعات خطيرة، وينم عن تطرف يؤدي إلى تكفير من يعتبرونهم “عملاء وخونة”، واستباحة دمائهم ورفع دعاوى قضائية لتطليق أزواجهم بعد الحكم بردتهم. وهذا الأصل وحده كاف لكبح جماح الفكر والكف عن خلخلة المفاهيم الجامدة وانتقاد الكتب الصفراء مخافة المساءلة والتكفير والنبذ الاجتماعي.
الأصل الثاني: المقدس منزه عن النظر
القداسة تستمد قوتها من قطعية اليقين، والمعتقد صحيحٌ لا تطوله الشكوك ولا تكدره الشبهات، وثبتت صحته بالأدلة والحجج الواضحة، وتَرَسَخَّ بالمعجزات والبيِّنات، فكل ما يأتي بعد ذلك من قِبَله، من أحكام وأفكار وحكايا عن التاريخ وتوجيهات للمجتمع، يتم قبولها دون شك أو تردد، فالمقدس كالصخرة التي تنكسر عليها كل الظنون والأوهام، وتُلجم أفواه دعاة الحداثة، وتكشف خبث العلمانيين وزيف أفكارهم.
ما يحشده المرقعون من أحاديث عن معجزات خارقة للعادة، أُلِّفَت بعد قرنين من وفاة صاحب الرسالة، هو مخالفة صريحة لنص القرآن، الذي نفى عن نبي الاسلام المعجزات في قوله: “وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون“، ومخالف لقول نبي الاسلام: “ما من الأنبياء من نبيٍّ، إلا وقد أُعطَى من الآيات ما مِثلُه آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذي أُوتيتُه وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ“. رواه البخاري.
لكن، عند تمعن هذه الدعوة والكَرِّ عليها بالنقد والتحليل، يتبين أنها دعوة طوباوية أوهن من بيت العنكبوت، فلو كان المقدس بهذه القطعية والوضوح لما احتاج لكل تلك المرافعات الدونكيشتوية، التي انتدب لها تلة من شيوخ الاسلام المبرزين، ولا افتقر لكثرة القنوات المخصصة لرد الشبهات… فلا يحتاج أحد للتدليل على صحة أن الجزء أكبر من الكل وأن جمع الواحدين يساوي اثنين.
وكل ما يستدلون به على ثبوت المقدس، من أدلة عقلية وبراهين منطقية، هي عينها دليل كل المعتقدين من كافة الأديان، فلم يبق عندهم شيء يحيل على أصالة الاستدلال وتفرد الحجة.
وأما ما يحشدونه من أحاديث عن معجزات خارقة للعادة، أُلِّفَت بعد قرنين من وفاة صاحب الرسالة، فهو مخالفة صريحة لنص القرآن، الذي نفى عن نبي الاسلام المعجزات في قوله: “وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون“، ومخالف لقول نبي الاسلام: “ما من الأنبياء من نبيٍّ، إلا وقد أُعطَى من الآيات ما مِثلُه آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذي أُوتيتُه وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ“. رواه البخاري.
فمن أين جاءت أحاديث معجزات تكثير الطعام وسلام الحجر وأنين الجذع وانشقاق القمر… إلا أن تكون من تأليف من كان يرى أن الكذب للنبي ليس كالكذب عليه.
الأصل الثالث: تحقير المخالف وشخصنة النقاش
يركز المرقعون في مداخلاتهم على التقليل من القيمة العلمية للمخالفين، ويشنعون على تفاهة ثقافتهم لإسقاطهم من أعين الناس. وكأن المسائل المطروحة للنقد والاستفهام: كـ…زواج الصغيرة وثبات منظومة الرق في الإسلام وشرعية جهاد الطلب وتاريخ اقتتال السلف الصالح ووحشية الحدود… مسائل تحتاج لحيازة معارف علمية كبيرة أو نيل درجة الدكتوراه، للتعرف على عيوبها ونقائصها. ولو كان لا يحق التكلم إلا لمن حفظ المتون البائدة، وعكف سنين من عمره على قراءة مطولات الفقه وختم الكتب الصفراء، لما تكلم أحد من الناس، ولرُدت إبداعات فلاسفة وروائيين عالميين ساهموا في بناء فِكْرِ المدنية الحديثة، لأنهم لم يزوروا المدارس العتيقة لحفظ ألفيات الفقه وعلوم الآلة وعقائد الفرق الكلامية، فالحفظ والتكرار والافتخار بكثرة المحفوظات لا يلزم منه إطفاء شرارة الفكرة وقتل روح الإبداع، فما قدمه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب من فقة التكفير والكراهية، وما أنتجه فقهاء الحيض والنفاس، لا يساوي شيئا أمام أفكار “كانط” و”ماركس” و”نيتشه” وفلاسفة عصر الأنوار، الذين أسسوا لما تحياه البشرية اليوم من احترام لحقوق الإنسان في ظل دولة المؤسسات. فلا حجة بعد اليوم للمرقعين في إسكات أحد لأنه لا يحفظ ألفية ابن مالك أو لا يحيط بمذهب الأشاعرة حفظا وإتقانا.
الأصل الرابع: الإحالة على الغيب
وهو ما يلجؤون إليه… عند قصور الأفهام عن إدراك الواقع وفك تعقيداته، فلا يكمل إيمان مؤمنٍ حتى يؤمن بالغيب ويفوض كل الغموض إلى علام الغيوب. وكل من يروم استكناه الحقائق واستفراغ الوسع للإحاطة بالمشكلات وعدم ردها لإله الفجوات، أو سترها برداء الغيب، فهو عند المرقعين مهرطق ملحد مخالف لصريح الآية القرآنية القائلة: “لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون“، فعند منطوق هذه الآية تنتهي كل التساؤلات، ويوضع جدار فاصل بين عالم الغيب وعالم الميتافيزيقا، وتُوأدُ كل محاولة لفك الأغلال المحجوبة بحجب الغيب الكثيفة.
الأصل الخامس: المغالطات المنطقية
هي سلاح المرقعين لصرف انتباه الناس عن المواضيع المطروحة للنقاش وإعمال العقل لفهم المتغيرات، فعوض المناظرة المباشرة، وطرح الحجة مقابل الحجة، ومقارعة الدليل بالدليل، وفتح باب الحوار دون اتهام مسبق أو انحياز تأكيدي، يتم تغليط المتلقين بمغالطات منطقية عديدة، كقنواتٍ تُمرَّرُ من خلالها أفكار خاطئة، ويشيطن بها المخالف، وسنضرب مثالا عن ثلاث مغالطات شهيرة، وإلا فكلام المرقعين مليء بالمغالطات المنطقية.
المثال الأول: مغالطة رجل القش
وهي أكثر المغالطات استعمالا عند المرقعين، فعندما يطرح أحد المستفهمين سؤالا حول جهاد الطلب وشرعة السيف في فرض الدين، وعوض أن يُرَكَّزَ النقاش حول شرعية جهاد الطلب وفاشية النظام السياسي الذي يسعى للتوسع والهيمنة العسكرية والفكرية، يجيب المرقع بوجود نصوص من التوراة والإنجيل تدعو لإبادة الناس وإعمال السيوف في الرقاب، ويستدل بمجازر الحرب العالمية الأولى والثانية وجرائم المستعمرين. فيقوم بصنع رجل من القش يمكن نسفه بسهولة عوض التصدي للإشكالية الأصل.
عندما تطالب المرقعين بالأدلة على أخلاقية الحدود أو تزويج القاصرات أو الرق في الإسلام، وعوض أن يتحملوا عبء البحث عن الأدلة المقنعة، فإنهم يَحتَمونَ بمغالطة تبديل عبء الدليل، ويطالبون السائل بالدليل عن المرجعية التي على أساسها حكم على الحدود والرق بأنه سلوك لا أخلاقي.
المغالطة الثانية: مغالطة المنطق الثنائي
أو مغالطة الأبيض والأسود، وقد تسمى مغالطة الجنة و النار، فعوض الكثير من البدائل المتاحة في شتى المسائل المختلف فيها، يلجأ المرقع إلى الزج بالحوار الى خيارات ثنائية مثل: إما تُحَكَّم الشريعة أو يعم الفساد، إما أن تكون مع الشرع أو أنك علماني كافر.
هذه الثنائيات، التي تحجر على الاختيارات الكثيرة المتاحة وتخيف الناس من التفكير الحر المتعدد المشارب وتضعهم بين خيارين اثنين إما الجنة أو النار، كفيلة بجر الحوار إلى جدال عقيم لا يرجى من ورائه شيئ غير تكريس النظرة الضيقة، وإظهار المرقع، في أعين الناس الذين تنطلي عليهم هذه المغالطات، في ثوب المنتصر الحامل للحقائق المؤيدة باللطف الالهي.
المغالطة الثالثة : تبديل عبء الدليل
عندما تطالب المرقعين بالأدلة على أخلاقية الحدود أو تزويج القاصرات أو الرق في الاسلام، وعوض أن يتحملوا عبء البحث عن الأدلة المقنعة، فإنهم يَحتَمونَ بمغالطة تبديل عبء الدليل، ويطالبون السائل بالدليل عن المرجعية التي على أساسها حكم على الحدود والرق بأنه سلوك لا أخلاقي.
الأصل السادس: التعسف اللغوي
ويتبنى هذا الأصل، المدرسة القرآنية بزعامة الدكتور: “محمد شحرور“، التي تأولت، في تعسف ظاهر، آيات الحدود وملك اليمين وتحريم الزنا، بعد أن ألغت كلية مدونات السنة النبوية.
لكن هذا التأويل أو التحريف، هو أصل يلجأ إليه كل المرقعون من كل التيارات الإسلامية، عندما لا تُسعفهم اللغة وظاهر النصوص لتغطية العوار والتناقض، فيُأولون أحاديث غروب الشمس تحت العرش، وحديث الجُساسة، وخروح ياجوج وماجوج، ومجيء الله يوم الحساب، وحديث زمن قيام الساعة المرهون بهرم أحد الصبيان الجالسين مع النبي، وحديث القرود الذين أقاموا حد الرجم على قردة زانية، وحديث مبيت الشيطان في الخياشيم… والكثير من المعضلات التي لا حل لها إلا بالتعسف في التأويل.
إن هذه الأصول هي السلاح الأخير للمرقعين من أجل ملائمة النصوص مع الواقع المتجدد، أو التدليك القلبي لإعادة الحياة إلى جثة هامدة، بعد أن اطلع الناس على الفضائح القابعة في بطون الكتب الصفراء…
إنها محاولة أخيرة يائسة لإغماض أعين الناس عن عيوب ثوب ممزق، اتسع فيه الخرق على الراقع، أو ترميم غشاء بكارة لفتاة كان الأولى بها أن تتعايش مع فقدان عذريتها عوض خداع الناس ببكارة مرقعة.
مقالات قد تهمك:
- علي اليوسفي: البعد الشيطاني* للخطاب الديني 1\3
- اغتال العقل وقدس القتل: أثر التشدد الديني على المجتمعات
- التكفير والتطرف… من ابن تيمية إلى محمد بن عبد الوهاب وسيد قطب. أصل المأساة!
- كيف استغل الإسلاميون اغتيال فودة لتأسيس حد الردة الجديد؟
- وصفوه بمؤسس علم المقاصد. الشاطبي… المُجدد الذي دعا إلى “الوقوف عند اجتهادات الأوائل”! 1/3
- العصر الذهبي للدولة الإسلامية… التاريخ الديني 1/4
- العصر الذهبي للدولة الإسلامية… مجاعات، عبيد ومحاربة العلماء 3/4
كلام براق ظاهره يخفي ما يحتويه من بهتان وافتراء وغمط للحق والحقيقة. أقول شبرا واحدا : انعم واهنأ بما كتبته وأنت تدري ما تحط يداك ولا أرى أن الحقيقة متلبسة عليك… إهنأ هنيهة فالعمر لا بد منقضي وعندئذ توزن مثقال الذرة خيرا أو شرا ، ونية المرء أساسية.
تستدل بآيات من القرآن الكريم، فهل تؤمن بصدق ما جاء فيه؟ الحدود واردة في القرآن الكريم وليست مما سميته الكتب الصفراء ، فهل ترفض ما ورد في القرآن الكريم؟ هذه الأسئلة سببها اللبس الذي يحصل حول احتمال استثنائك للقرآن الكريم من النقد . وعموما فقد بذلت جهدا كبيرا حتى تموه على القارئ ، فهنيئاً لك ، ولتواصل على نفس النهج حتى يأتيك اليقين، فهو آت لا محالة.
ساهدم هذا المقال في هذا التعليق المطول ، و ارجو من الكاتب أن يحترم نفسه و عقول اتباعه بدل أن يشحن المقال بعبارات اقل ما يمكن أن يقال انها ” متحاملة ” و مغرضة ضد الاسلام تحت ذريعة هجوم ” الاسلاميين ” ، ابدأ اول سيء بالقول : 1 – ابتدء الكاتب مقاله بنعت المسلمين باوصاف هم لم يصفوا به انفسهم ، و قد كان الكاتب قد أشار أن المسلمين من اسلحتهم هو ” الشخصنة ” و انا اسأل ، اليس هذه شخصنة و وصف الخصم بصفات ذات وقع سيء لتمهيد القارئ نفسيا لعدم قبول ما سيتقيء الكاتب ؟ فمن حيث اردت أن تجعلهم مشخصتين انت صرت مثلهم و زيادة 2 – لا أدري ما دخل التطور البشري في التقنيات بتطوره في الفكر ؟ و الا فليقل لنا الكاتب ، هل صدور هاتف جديد كل يوم يستدعي و و الدائم عندك ، فهل هذه ” القاعدة ” قابلة للتطور ام لا ؟ ان قلت لا ، فانت تعترف أن هناك شيء غير قابل للتطور ، و ان قلت نعم ، فما الذي يجعلك على يقين أن ما حكمت بحسنه اليوم ليس قبيحا بعد سنة و عقد او قرن ؟ اذا كان كذلك ، فان كل ما كتبته في هذا المقال يغدو عديم القيمة ، و سيراه الاجيال اللاحقة كما ترى انت كلام التراثيين ! 3 – اليس أحرى بالكاتب أن يبين لنا مه هذه التصوص التي تأباه العقل و ال ” ذوق ” ؟ و ما مقصده بالعقل و الذوق ؟ اهو العقل الضروري ام عقل الذاتي ؟ و منذ متى كان ذوق مصدرا للمعرفة ؟ هل لو كان ذوق فلان أن يشتهي امه و الاطفال ، و رأك تخالفه ، هل يحق له أن يرميك بقلة الذوق ؟ 4 – يكثر الكاتب من الكلام المرسل بدل أن يوضح منهجية الفقهاء الذي جعلهم يدخلون في السياسة و الاجتماع ، و ما جهة التي بها دخلوا ، و لكن يتغاضى عن ذلك الكاتب و يستمر في عنتريته دون رقیب و حسیب ! 5 – يعمم الكاتب أن جميع الاسلاميين يعانون من مرض المؤامرة ، و هذا التعميم وحده كاف لابطال كلامه علميا ، و انهم يرمون غيره بالعمالة ، و ها هنا اسال الكاتب ، الا تفعل نفس الشيء انت ؟ تختزل صررتهم في مقالك و كأنه مجموعة من الهمج و الحمقى الذي لا يعرفون شيء ، فلا عقل لهم و لا ذوق ؟ اخشى ان الكاتب له مرض النسيان المبكر ، اذ ينهى عن شيء فلا يلبث الا و يطبقها على نفسه
باختصار نحمد الله ان كل ما قلته عن الترقيع ماتاه من الاحاديث وليس من القران. نحن لدينا قران الذي لن ياتيه الباطل باذن الله و هو قابل للنقاش على مدى العصور . علماء المسلمين يقضون حياتهم حتى النهاية في البحث و يجتهدون في الشرح دون ان يغيرو كلمات او ان يحرفون القران .عكس تمامًا ما يقومون به الاطراف الاخرى . ان اختلاف شراىءح المجتمع واختلاف ديانتهم هو السبب الرئيسي الى خوض العالم الى البحث عن اجابات مختلفة فان اصاب فله الاجران و ان لم يصب فله اجر الاجتهاد و البحث . و لكن اعيد انه لم يحرف او يبدل اي حرف من القران و هدا يعتبر فخرا الاسلام و المسلمين