عمليات تغيير الجنس بالدار البيضاء: أبريل أشلي… أو جورج الذي غادر البيضاء عارضة أزياء شهيرة وتزوجت من اللورد آرثر 7/8
حكاية جورج… أو أبريل أشلي، حكاية ألم وغدر وخيانة.
ألم رافقها طيلة 7 ساعات، هي المدة التي أجرت فيها عملية تغيير الجنس بالدار للبيضاء، وحكايات غدر وخيانة، حين كشف أحد أصدقائها تفاصيل حياتها ضدا عنها، وحين رفع عليها زوجها اللورد قضية طلاق بعد 7 سنوات زواج… بدعوى أنها لم تكن أنثى طبيعية…
وهي أيضا، حكاية عتاب للدكتور بيرو الذي… تخلى عنها في وقت احتاجت منه فقط، أن يدلي بشهادة لصالحها.
… هذه حكاية عملية تغيير جنس مغايرة.
مغايرة، مؤلمة… ومليئة بحكايات الخيانة والغدر.
هذه حكاية “أبريل أشلي” (April Ashley) … مواليد 29 أبريل 1935.
الحكاية هنا مختلفة عن كل الحكايات السابقة… (أنظر الأجزاء 1، 2، 3، 4، 5 و6)
في 29 أبريل 1935، لم يكن المولود هو “أبريل أشلي”، بل كان… الصبي الذكر، الحامل لاسم “George Jamieson”…
… بمدينة “ليفربول” الانجليزية، سيرى “جورج” النور، ليكون واحدا من ستة أطفال لأب كاثوليكي، وأم بروتستانتية.
“جورج” عانى منذ طفولته من مرض نقص كلس الدم، أو “hypocalcémie”، ما جعله يخضع لعلاج طويل ومستمر، ويخضع أيضا، لجلسات حقن خاصة مرة في الأسبوع على الأقل.
في سن الرابعة عشرة من العمر، سيلتحق “جورج” بقطاع الملاحة التجارية في بريطانيا، ثم بعدها، سيقرر الانتقال للعيش في لندن منذ سنة 1950… وفي هذه الأثناء بالضبط، بدأ “جورج” رحلة البحث عن هوية جنسية تلائم ميولاته.
في سن الـ 25 من العمر، نجح “جورج” أو “أشلي”، في توفير مبلغ مالي قدره 3 آلاف فرنك فرنسي، ليسارع مباشرة إلى التوجه إلى الدار البيضاء، ويقصد مصحة الدكتور “بيرو” ويجري عملية تغيير جنس. حدث ذلك بالضبط، في 12 ماي 1960.
مع بداية الخمسينات، سينتقل “جورج” إلى فرنسا، ليبدأ في استعمال اسم “أبريل أشلي”، وليلتحق بالعمل في فرق الاستعراضات الفنية والرقص، ضمن “Le Carrousel” الشهيرة، والذي لم تكن نجمته الأولى ومسيرته سوى … “كوكسينيل” .
في سن الـ 25 من العمر، نجح “جورج” أو “أشلي”، في توفير مبلغ مالي قدره 3 آلاف فرنك فرنسي، ليسارع مباشرة إلى التوجه إلى الدار البيضاء، ويقصد مصحة الدكتور “بيرو” ويجري عملية تغيير جنس. حدث ذلك بالضبط، في 12 ماي 1960.
لاحظوا هنا، كيف أن تكلفة عملية تغيير الجنس لم تكن ثابتة. “عملية تغيير جنس “بامبي” كما رأينا في جزء سابق، كانت قد كلفت 5 آلاف فرنك فرنسي.
عملية تغيير جنس “أشلي” لم تكن سهلة مقارنة مع باقي العمليات التي خضع لها غيره…
استغرقت العملية 7 ساعات كاملة، وكانت نتيجتها في البداية … قاسية للغاية، حيث فقد “جورج” أو “أشلي” كل خصلات شعره، وعانى من آلام قوية… قبل أن يتماثل للشفاء، ويتم الإعلان عن نجاح العملية.
بعد إجراء العملية، ستغادر “أشلي” الدار البيضاء، ستغادرها أنثى… لكن ذلك لن يعني بالضرورة… اختفاء “جورج”…
بعد نجاح العملية، ستعود “أشلي” في فترة لاحقة إلى إنجلترا؛ لتصبح هناك واحدة من أهم عارضات الأزياء، ولتحقق نجاحات خيالية، ولتنهال عليها العروض والطلبات من أرقى مجلات ودور الموضة، وليسند إليها أيضا دور سينمائي مهم في فيلم ” The Road to Hong Kong “، للمخرج “Norman Panama”… ومن بطولة “Bing Crosby” و”Bob Hope”.
إقرأ أيضا: تزويج القاصرات: حين يشرعن القانون الرق… والاتجار بالبشر!
لكن… “جورج” سيعود ليغير الكثير من حكاية أشلي…
في سنة 1961، سيقوم أحد أصدقاء “أشلي” ببيع تفاصيل حكايتها الحقيقية للإعلام، وسينشر حقيقتها في مؤلف تحت عنوان “Her secret is out ” (سرها افتضح).
بعدها… ستضطر “أشلي” للإفصاح عن تفاصيل حكايتها، في استجواب مطول مع “Sunday People”، ولتعترف، كأول إنجليزية، بأنها خضعت لعملية تغيير جنس… لتتحول بذلك، إلى عنوان كبير للفضيحة وإلى مادة إعلامية.
في سنة 1963، ستتزوج “أشلي من اللورد “أرثر”…
7 سنوات بعدها، سيطالب اللورد بإلغاء الزواج واعتباره باطلا، دافعا في ذلك بدعوى تزوير وافتراء، على اعتبار أن أشلي ولدت ذكرا، وأن أنوثتها ليست طبيعية؛ وهو ما تحقق سنة 1970. على الرغم من أن اللورد كان يعرف الحقيقة قبل زواجه من أشلي، وعلى الرغم من أن كل بريطانيا، ومعها كل العالم… كان يعرف الحقيقة قبل عقد الزواج.
ثمن “السر” كان قاسيا… المسار الفني الذي حلمت به “أشلي” في السينما، سينتهي هنا. لكن…
في سنة 1963، ستتزوج “أشلي” من اللورد “Arthur Cameron Corbett”، الذي سيصبح فيما بعد، البارون الثالث لـ “Rowallan”… والذي لم يكن سوى ابن ووريث اللورد “Thomas Corbett”.
استمر الزواج لمدة سبع سنوات، لكن… “جورج”، سيعود من جديد…
البارون “أرثر” سيطالب بإلغاء الزواج واعتباره باطلا، دافعا في ذلك بدعوى تزوير وافتراء، على اعتبار أن أشلي ولدت ذكرا، وأن أنوثتها ليست طبيعية؛ وهو ما تحقق سنة 1970، على الرغم من أن اللورد كان يعرف الحقيقة قبل زواجه من أشلي، وعلى الرغم من أن كل بريطانيا، ومعها كل العالم… كان يعرف الحقيقة قبل عقد الزواج.
إقرأ أيضا: هذه بعض من أهم البيمارستانات التي عرفها المغرب يوما ما… 3/3
في مذكراتها الصادرة سنة 1982، والتي حملت عنوان “April Ashley’s Odyssey”، ستتحدث أشلي بكثير من التفاصيل عن إجرائها للعملية بالدار البيضاء…
تحدثت “أشلي”… عن أثاث مصحة “clinique du parc” والديكورات الغريبة التي كانت موجودة بها، عن الثماثيل… وعن كل التفاصيل التي كان الغرض منها، شد انتباه الخاضع للعملية، لأشياء أخرى غير الانتباه للآلام الحادة التي تسببها العملية.
في نفس المذكرات… لم تخف أشلي عتابها للدكتور “بيرو”، الذي أشارت له فقط بـ “الدكتور.ب” ولم تخف خيبة أملها فيه، عندما طلبت منه أن يمدها بشهادة تثبت أنوثتها كي تدلي بها للمحكمة، وكي تواجه دعوى الطلاق التي رفعها عليها زوجها “أرثر”.
الدكتور “بيرو”، كما جاء في مذكرات “أشلي”، فضل الصمت، ولم يستجب لطلبها، لتحكم المحكمة بالطلاق، ولتعود أشلي إلى نقطة الصفر.
“أشلي”… ستعود خلال هذه الفترة للعمل في الملاهي والمراقص، قبل أن تفتح مطعما شهيرا.
… في الثمانينات، ستتزوج “أشلي” مرة ثانية، من “Jeffrey West” على متن الباخرة السياحية “RMS Queen Mary”.
في سنة 2004، ستعتمد بريطانيا قانون “Gender Recognition Act” الذي يعترف بحقوق المتغيرين جنسيا.
وفي 2005… سيتم الاعتراف رسميا بأنوثة أشلي.
… في الجزء المقبل نتابع حكاية تغيير جنس”جو”… حفيد الكاتب الوطني للحزب الفاشي الإيطالي
لقراءة الجزء الأول: عمليات تغيير الجنس: حين كانت الدار البيضاء قبلة الراغبين في تغيير جنسهم (الجزء الأول)
لقراءة الجزء الثاني: أول عملية تغيير جنس في الدار البيضاء: كيف حول الدكتور بيرو مهندس صوت إلى امرأة جميلة (الجزء الثاني)
لقراءة الجزء الثالث: الدكتور “بيرو”… من الجزائر إلى جراحة تغيير الجنس بالدار البيضاء (الجزء الثالث)
لقراءة الجزء الرابع: كوكسينيل… ذكر غادر البيضاء أنثى ودفع المشرع الفرنسي “للتطرف” مع المتحولين جنسيا (الجزء الرابع)
لقراءة الجزء الخامس: “بامبي”… الذكر الجزائري الذي غادر البيضاء فنانة فرنسية شهيرة (الجزء الخامس)
لقراءة الجزء السادس: عمليات تغيير الجنس: حدث سنة 1972… أديب، عسكري، صحافي وأب لـ 5 أبناء، يغادر الدار البيضاء أنثى (الجزء السادس)
لقراءة الجزء الثامن: عمليات تغيير الجنس: جو… حفيد الكاتب الوطني للحزب الفاشي الإيطالي يغادر الدار البيضاء أنثى بصدر ممتلئ وطول قارب المترين (الجزء الثامن والأخير)