ستجعل المغرب مرجعا في المنطقة: خبراء يثمّنون صناعة سيارات مغربية تشتغل بالهيدروجين الأخضر والطّاقة - Marayana - مرايانا
×
×

ستجعل المغرب مرجعا في المنطقة: خبراء يثمّنون صناعة سيارات مغربية تشتغل بالهيدروجين الأخضر والطّاقة

خبراء: مسألة ريادة المملكة المغربية لم تعد شيئا جديداً، لكون المغرب يعدّ اليوم من بين الـ10 دول الأولى في صنع وتجميع السيارات، وكذلك من بين 10 دول الأولى في صنع وتجميع الطائرات، لهذا هذه الخطوة ليست سوى تعزيزاً لمكانة المغرب إقليميا وعالميا.

تابع المغاربة، بفخر كبير، الإعلان عن أول مركبتين محليتي الصنع بالمغرب، واحدة تشتغل بالطاقة الكهربائية طوّرتها شركة “نيو موتورز”، والثانية تشتغل بالهيدروجين طورتها شركة “نامكس”.

تفاصيل الاستثمارات

النموذج الأولي لمركبة الهيدروجين باسم “نامكس”، جرى تصميمهبالتعاون مع مكتب إيطالي للتصميم، متخصص في هياكل السيارات معروف بـ”بينينفارينا”… لهذا، يقول رئيس ومؤسس شركة NamX “نامكس” فوزي نجاح، إن مركبة الهيدروجين النفعية لشركة “نامكس” ستوفر كافة الامتيازات لسيارة رفيعة عادية، لكن لن تكون طرفا في تلويث البيئة.

كما أبرز في تصريح نقلته وكالة الأنباء المغربية أنّ الغاية وراء ابتكار هذه المركبة الجديدة هو إنتاج سيارة رياضية نفعية SUV، رباعية الدفع يبلغ طولها 5 أمتار وعرضها مترين، تتمتع بكافة الامتيازات التي توفرها سيارة رفيعة عادية لكن من دون التلوث الذي تخلفه هذه الأخيرة”.

وأوضح أن هذه السيارة التي “نعتزم إنتاجها في متم 2026″، أشرفت على تصميمها الداخلي كفاءات مغربية شابة، مع الإشارة لكون عمر بطارية المركبة الجديدة يصل إلى 800 كلم، مع مدة شحن لا تتجاوز 4 دقائق.

أمّا نسيم بلخياط، المؤسس المدير لشركة “نيو موتورز”، التي طورت مركبة تعمل بالطاقة الكهربائية، فقد أكد في تصريحات لصحف وطنية أنّه بدءاً من شهر يوليوز 2023، ستكون هذه السيارات موجودة في السوق بأثمنة تتراوحُ بين 170 ألف درهم و190 ألف درهم.

وفق ما قاله بلخياط في تصريحات صحافية، فإنّ “السيارة تعمل بالبنزين، وهي من فئة “كروس أوفر” صالحة للمناطق القروية والجبلية، وستوجه بالأساس إلى السوق المغربية وفيما بعد إلى السوقين الإفريقية والأوروبية، على أن يتم في مرحلة مقبلة إصدار نسخة رباعية الدفع بمحرك كهربائي”.

وأشار أنّ “محرك السيارة المغربية صُنع في القنيطرة، وقال إن الاستثمار المخصص لهذه السيارة يبلغ 156 مليون درهم تم في إطار اتفاقية وقعتها الشركة مع وزارة الصناعة عام 2019 ويمتد على عشر سنوات”.

أكثر من هذا، قال بلخياط إنّه “جرى تنفيذ المرحلة الأولى من الاستثمار بقيمة 45 مليون درهم من أجل بداية الإنتاج، وأضاف أن القدرة الإنتاجية الحالية تبلغ 5 آلاف سيارة في السنة، وسيتم الرفع منها تدريجيا للوصول إلى 27 ألف سيارة في السنة على المدى المتوسط مع زيادة الطلب وتطوير شبكة التوزيع واعتماد خدمة ما بعد البيع”.

المغرب ورهان المرجع

أمين بنونة، الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش ومدير مشروع “مونوغرافية الطاقة بالمغرب”، برى أنّ هذا المشروع يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أنّ المغرب يعد رائداً في مجال الطاقات المتجددة وبالتالي توفير بدائل متجددة وقائمة على النجاعة والابتكار وصديقة للبيئة.

بنونة أضاف، في تصريحه لمرايانا، بخصوص النماذج التي عرضت أمام الملك محمد السادس يوم الاثنين 15 ماي، أن بطارية السيارة الكهربائية لم تصنع في المغرب، وكذلك الأمر بالنسبة لخلية وقود الهيدروجين فيما يخصّ السيارة الهيدروجينية، لكنّ المكونات الأخرى تم تصميمها وابتكارها وتجميعها عن طريق كفاءة اليد العاملة المغربية.

لكن الخبير في الطاقة يكشف أيضا أنّه من المشرّف جدا أن “يعلن المغرب عن سيارة تشتغل بالهيدروجين، والمهم تذكره هنا، أن استخراج الهيدروجين من الماء ومن الهواء هو عملية تتم بكلفة جد مرتفعة بالمقارنة مع النفط والطاقات الأحفورية. الهيدروجين مكلف في استخراجه وفي نقله وشحنه وتخزينه، لهذا أثمنته مرتفعة في السوق الدولية، لكونه يحتاج لتعقيدات كبيرة تفاديا لتسربه”.

ومع ذلك، يواصل بنونة، فهناك اليوم بحوث تعرض طرقا مبتكرة لتخفيض الكلفة إلى أن تصل إلى أقل من دولارين لكلّ كيلوغرام من هذا الهيدروجين. فهذا الأخيرُ في النهاية منتوج طاقي، وحين تنخفض تكلفته إلى أقل من عشرين درهما للكيلوغرام، سيصبح منافسا للمحروقات، بل وبديلاً عنها. وطبعاً يمكن أن يكون أخضراً أو لا، لأن السيارة لا تفرق بينهما.

يقول الخبير في الطاقة، بأنّ مسألة ريادة المملكة المغربية لم تعد شيئا جديداً، لكون المغرب يعدّ اليوم من بين الـ10 دول الأولى في صنع وتجميع السيارات، وكذلك من بين 10 دول الأولى في صنع وتجميع الطائرات، لهذا هذه الخطوة ليست سوى تعزيزاً لمكانة المغرب إقليميا وعالميا.

هي خطوة، يختم بنونة، تبين ارتفاع سقف الطموحات الاستراتيجيّة والخيارات الاقتصادية الكبرى للبلد. لكن، علينا أن ننتظر التقدمات التكنولوجية المقبلة في هذا المجال، لكونها ستكون مفيدة، لأن أي اختراع جديد سيؤدي إلى تخفيض التكاليف، وخلق بدائل، تدخل في تنمية صناعة السيارات، التي انخرط فيها المغرب بجدية.

من جهته، يرى محمد بنيخلف الباحث في مجال البيئة والتنمية المستدامة، أن “الإعلان عن صناعة السيارتين كان خبراً رائعاً، لكونه موضوعا مهم للغاية بالنسبة لنا كإيكولوجيين وكبيئيين، وهو قبل كل شيء علامة ممتازة تساهم في ترسيخ اسم المغرب في مجال الحفاظ على البيئة”.

في حديثه لمرايانا، يستطرد بنيخلف أنّ الهيدروجين الأخضر يتم استخلاصه عن طريق الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة. بمعنى أنّ استخراجه، ولو كان مكلفا، فهو صديق للبيئة، ونحن نعرف أن فرنسا أعلنت أنه بحدود 2035 لن تبقى سيارة واحدة تعمل بالوقد الأحفوري تتجول بها، وسيتم الاتجاه نحو “السيارات الصديقة للبيئة”.

المغرب، بهذه الخطوة، قدم عملا استباقيا مشرفا، وسيصبح مرجعا بالنسبة للدول التي ستخطو ذات الاتجاه في السنوات القليلة المقبلة، أي التي تودّ الاستثمار في عالم السيارات عديمة الانبعاثات.

بالنسبة لبنيخلف، فإنّ هذه الخطوة توضح ريادة المغرب واستعداده الدّائم ليكون رقما مهما في مكافحة التغيرات المناخية الحادة، وكذلك ليثبت انخراطه الجديّ في مختلف التوصيات البيئية الأممية، منها التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة، التي تتسبب فيها السيارات المشتغلة بالغازوال والبنزين. فهذا الاختراع يقدم وعداً بإحداث ثورة في تجربة التنقل النظيف وإتاحة وقود الهيدروجين على نطاق واسع.

مقالات قد تثير اهتمامك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *