المغرب: الحكم على مدوِّنة بسنتين سجنا بتهمة ازدراء الأديان - Marayana - مرايانا
×
×

المغرب: الحكم على مدوِّنة بسنتين سجنا بتهمة ازدراء الأديان

أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة واد زم، يوم الإثنين 15 غشت 2022، حكما قضائيا يدين المدونة الفيسبوكية والناشطة فاطمة كريم بسنتين حبسا نافذا، بتهمة “إزدراء الأديان والإساءة إلى الدين الإسلامي” بناء على الفصل 267 من القانون الجنائي بعد متابعتها في حالة اعتقال.

بناء على متابعة النيابة والمستخلصة عناصرها من محضر الشرطة القضائية بتاريخ 27/07/2022 الذي تم إنجازه من طرف مفوضية الشرطة بوادي زم، والذي يستفاد منه أن الدائرة الأمنية توصلت بإرسالية من المديرية العامة للأمن الوطني –مديرية الشرطة القضائية مصلحة مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة – متضمنة لبطاقة حول جنحة المساس بثوابت الأمة ومقدساتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابين الكترونيين لفاطمة كريم. الأخيرةقامت بنشر تدوينة على صفحتها فيسبوك على أحد حساباتها، قائلة: “حور عين مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان” ، مع التعليق التالي: حين تقرأفي القرآن أن نكاح الحوريات يكون في الخيام، فاعلم أن المؤلف من الصحراء وبالضبط السعودية”.

يشير منطوق الحكم الذي اطلعت عليه مرايانا أنّه، عند الاستماع إلى فاطمة كريم تمهيديا، فقد “اعترفت بأن الحسابان الاكترونيين على فيسبوك يخصانها وأنها تستعمل بهما الرقم الهاتفي الخاص بها، وأنها تضع بحساباتها المذكورة مجموعة من التدوينات المسيئة للدين الإسلامي معزية سبب ذلك إلى ممارسة حقها الدستوري في حرية التعبير ولكونها ليست مسلمة وتتبنى الفكر العلماني، وأن حسابها مفتوح للعموم من متصفحي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك”.

كما صرحت الماثلة أمام القضاء  أنها “لازالت حاليا تقوم بكتابة التدوينات بحسابها لكونها غير معتنقة لأي ديانة وأنها تعتبر أن الأديان السماوية ما هي إلا فكر بشري فقط وليست من السماء كما هو معروف، وأن باقي التدوينات الأخرى المدونة بحسابها الفيسبوكي هي من قامت بتدوينها”.

من بين هذه التدوينات، مما استند عليه منطوق الحكم، أن فاطمة كريم سبق وكتبت: “يومكم عرفة مبروك للمجرمين واللصوص والمغتصبين والفاسدين بالعالم الإسلامي، فقد تم اليوم محو ذنوبهم السابقة واللاحقة، الله ظالم”، وأيضا تدوينة جاء فيها: “ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهمحسبتهم لؤلؤا منثورا -الآية- عندها تفسير واحد الغلمان والبيدوفيلية، هل خالق الكون مجرم ويشارك في هذه المهازل؟؟ لا أظن ومستحيل مهندس الكون يكون هكذا، اتضح وبالدليل القاطع أن الكتب الابراهيمية من تأليف البشر”.

تعليق هيئة الحكم قال إن “المتهمة دفعت بعد مواجهتها بالتدوينات المذكورة بأنّ السبب وراء تدوينها لها هو ممارستها لحريتها في التعبير والرأي المكفولة دستوريا، غير أن هذا الدفع مردود وغير مبني على أساس، وذلك ولئن كان الدستور المغربي في الفصل 25 ينص على أن حرية الفكر والتعبير مكفولة بكل أشكالها”. إلا أن هذه الحرية، وفق هيئة القضاء، “يجب أن تمارس في احترام تام لحرية الغير ولمعتقداتهم الدينية، وبشكل غير مخالف لباقي مقتضيات الدستور، وخاصة في ديباجته التي تعتبر جزءا لا يتجزأ منه والذي اعتبر ان الهوية المغربية تتميز بتبوء الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، والفصل الأول منه الذي أكد على أن الدين الإسلامي يعتبر من الثوابت التي تستند عليها الأمة”.

على هامش الحكم، أوضح بوعزة كريم، أخ المتهمة، أن “أخته وطنية ومتشبتة بالملكية، وتؤمن بالمؤسسات وأجهزة الدولة، ومؤسسة شركة للخياطة ومواد التجميل”؛ موضحا في تصريح لـ”تيلكيل عربي” أنه “يختلف معها في مواضيع عديدة، دينيا وسياسيا، ولكن هي تمارس حقها في التعبير وفق ما يتيحه لها دستور المملكة، ولم يُقدم أي أحد شكاية ضدها” مشيراً أن “له ثقة كبيرة في القضاء لينصفها في الاستئناف بعدما أعتبر أن الحكم الابتدائي قاسٍ جدا في حق ناشطة فايسبوكية”.

شقيق فاطمة كريم لفت الانتباه، أيضا، إلى أن “مستواها التعليمي ليس بعال، إذ لا يتجاوز الثالثة إعدادي، واعتبر أن أحكاما كهاته تسيء لسمعة بلدنا الذي تقدم كثيرا بعد دستور 2011 في مجال حقوق الانسان” موضحا أنّ “مشروع القانون الجنائي المقبل يجب أن يعيد النظر في مثل هذه العقوبات، وملاءمته مع الاتفاقيات الدولية في هذا الصدد”.

هذه المحاكمة أثارت مخاوف حقوقيين بالمغرب، لكونها لبست الأولى من نوعها، حيث سبق وقضت المحكمة الابتدائية بمراكش، قبل سنة، في قضية مشابهة، بالحبس 3 سنوات ونصف السنة في حق شابة تحمل الجنسيتين المغربية والإيطالية، على خلفية نشر مقاطع “تحاكي آيات قرآنية” على “فيسبوك”.

بيد أن محكمة الاستئناف ألغت الحكم بعد شهرين من اعتقال الشابة التي كانت تبلغ 23 عاما حينها، حيث تم حينها إصدار حكم استئنافي يخفف العقوبة إلى شهرين مع إيقاف التنفيذ.

مقالات قد تثير اهتمامك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *