الزواج عند عرب “الجاهلية”: يمكن لرجلين أن يتبادلا زوجتيهما… 3/3
بعدما تحدثنا في الجزء الأول من هذا الملف عن مكانة المرأة الزوجة لدى عرب “الجاهلية”، تابعنا في الجزء الثاني منه، بعضا من أنواع الزواج لدى هؤلاء، كـ”نكاح الاستبضاع” و”نكاح الضيزن” وغيرها… أما في هذا الجزء، الثالث والأخير، فنتابع ونتم أنواع الزواج هذه التي شاعت بين “الجاهليين”.
عرضنا في الجزء الأول من هذا الملف ملامح عامة عن دور ومكانة المرأة الزوجة في “الجاهلية”. في جزئه الثاني، قدمنا أنواعا متعددة من الزواج عرفت عند العرب في “الجاهلية”، منها مثلا: الاستبضاع، الضيزن، وأنواع أخرى. في هذا الجزء، الثالث والأخير، نتم هذه الأنواع.
نكاح المتعة
زواج بأجل إذا بلغه، وقع الطلاق. نكاح المتعة كان معروفا في “الجاهلية” وبعد ظهور الإسلام، وقد أشير إليه في القرآن، في سورة النساء، وهو موضوع جدل بين الفقهاء اليوم.
هذه الزيجة ظهرت بسبب التنقل والأسفار والحروب. كان الرجل حينها يقترن بامرأة لأجلٍ على صداق معين، متى ما انتهى الأجل، انفسخ العقد. وكان على المرأة بعده أن تعتدّ (أي أن تقضي عدتها) حتى يسمح لها بالزواج مرة أخرى.
كان زواج السبي الأشهر عند العرب، ذلك أنه كان من الأهداف الأساسية للحروب. كانت المرأة المسبية تعرف بالنزيعة، لانتزاعها من أهلها، ويعرف ابنها بالنزيع.
أبناء المتعة ينسبون في الغالب إلى أمهاتهم؛ ذلك أن الأب يرحل عن الأم ويمكن للصلة بينهما أن تنقطع حتى، لكن يبقى لهم حق الانتساب للأب وحق الإرث.
اقرأ أيضا: العكاكزة: قصة طائفة مغربية جعلت من الجنس الجماعي وزواج الكبيرة بالصغير طقوسا تعبدية 1\3
وفق كتاب المؤرخ اللبناني، محمد قطوش، “تاريخ العرب قبل الإسلام”، فإن هذا الزواج لم يكن متينا، كما أن المرأة في ظله تمتعت بحرية ممارسة علاقتها الجنسية مع الآخرين، عند انتهاء أجل القران ورفضها تجديده.
نكاح البدل
من اسمه يمكن أن نستشف نوعه، فهو إذن يعني تبادل الزوجات. بعبارة أخرى، أن يقول رجل لآخر: “انزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي”، أو “بادلني بامرأتك أبادلك بامرأتي”. هذه المبادلة تكون بغير مهر.
نكاح السبي
للرجل إذا سبى امرأة أن يتزوجها إن شاء، وليس لها أن ترفض ذلك، مادامت تعد من أملاكه يتصرف بها أنى شاء.
إذا استولد الرجل أمته، يظل أبناؤه عبيدا وإماء له، ولا يعتقهم إلا بمحض إرادته أو إن أبانوا عن شجاعة كبيرة وقدموا خدمة للقبيلة. عنترة بن شداد، أشهر الأمثلة في هذا الصدد.
يكون زواج السبي بغير خطبة ولا مهر، ولا يشترط رضا أهل المرأة؛ فهو وفق كتاب “تاريخ العرب قبل الإسلام”، حق المحاربين المنتصرين في نساء المحاربين المغلوبين، إذا لم تُفتدَ المرأة أو يحررها قومها عنوة.
اقرأ أيضا: سناء العاجي تكتب: صوفيا تغتصب الأمهات العازبات
هذا الزواج كان الأشهر عند العرب، ذلك أنه كان من الأهداف الأساسية للحروب. كانت المرأة المسبية تعرف بالنزيعة، لانتزاعها من أهلها، ويعرف ابنها بالنزيع.
نكاح الإماء
يقصد به زواج الرجل من أمته. ولا يحق للأولاد إذا استولد الرجل أمته أن يلحقوا بنسبه. يظل هؤلاء عبيدا وإماء له، ولا يعتقهم إلا بمحض إرادته أو إن أبانوا عن شجاعة كبيرة وقدموا خدمة للقبيلة. عنترة بن شداد، أشهر الأمثلة في هذا الصدد.
ابن الأمة في هذه الحال، كان يطلق عليه هجينا، والهجين من كان أبوه عربيا وأمه أمة. وقد كان السود منهم، الذين سرى إليهم السواد من أمهاتهم، أوضعهم منزلة، يعير بهم آباؤهم. هكذا، بشكل عام، كان “الجاهليون” يبغضون أن تلد إماؤهم منهم.
نكاح الخدن
إذا اتخذ الرجل خليلة، أو إذا اتخذت المرأة خليلا، يسمى هذا بنكاح الخدن. ولا يعد زواجا وإن سمي في الروايات التاريخية بذلك، وفق المؤرخ اللبناني محمد قطوش، ذلك أنه صداقة وليس فيه عقد أو خطبة.
اقرأ أيضا: خُنَاثة بنت بكار.. من هدية للسلطان إلى أم للسلاطين!
كان هذا الزواج في الغالب، على نحو أن يتخذ الرجل خدنا لجواريه، ليحدث الجارية ويصاحبها ويؤنسها حتى لا تستوحش، ويمكن طبعا أن يتصل بها جنسيا.
نكاح المضامدة
المضامدة تعني أن تعاشر المرأة غير زوجها؛ أي أن تتخذ خليلا أو أكثر. هذا الزواج كانت تلجأ إليه نساء القبائل الفقيرة، أيام القحط والشدة.
تضطر بذلك المرأة إلى دخول الأسواق العامة بحثا عن رجل ثري تنقطع إليه وتختص به، حتى يتيسر لها المال والطعام، فتعود إلى زوجها الأول.
لقراءة الجزء الأول: المرأة “الزوجة” في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام… 3/1
لقراءة الجزء الثاني: الزواج عند عرب “الجاهلية”: المرأة أيضا تُعدّد… 3/2