المغرب يتفوّق على بلدان أوروبية وأمريكية ويحصد معدّلات مهمّة فيما يخصّ تخرّج النّساء في الهندسَة
“إلى غاية اليوم، ونحن في القرن الحادي والعشرين، نلاحظ استبعاد النساء من مجالات العلوم بسبب جنسهن. لكنّ الأساس أنّ النساء ينبغي أن يدركن أنّه بإمكانهن التفوق في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات… ومن البديهيّ أنّ من حقهن المشاركة في التّقدم العلمي”…
في تقريرها الصادر حديثاً، بعنوان: “السباق مع الزمن… من أجل تنمية أكثر ذكاء”، أكّدت اليونسكو أن المغرب يوجد في مراتب متقدّمة، من خلال حصوله على أحد أعلى معدّلات تخرّج النساء في مجال الهندسة في العالم، والتي تمثل 42.2٪ من إجمالي خريجي الهندسة في البلد.
مع ذلك، ورغم كون الهندسة واحدة من التخصصات القليلة التي لا يزال يهيمن عليها الذكور إلى حد كبير، فإن التّقرير يؤكد أنّ معدل الخريجات في المملكة المغربية، أعلى بكثير مما هو عليه في بعض البلدان المتقدمة، على غرار كندا: (19.7٪) والولايات المتحدة الأمريكية: (20.4٪) وألمانيا: (21.1٪) والمملكة المتحدة: (23.5٪) والنرويج: (23.9٪) وفرنسا: (26.1٪).
كما ورد في ذات التقرير أن أقوى تمثيل للنساء بين خريجي الهندسة موجود في بعض دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، على غرار الجزائر، التي بلغت النسبة فيها 48.5٪، تونس، التي تناهز فيها النسبة 44.2٪، سوريا، التي وصلت النسبة فيها إلى 43.9٪، والمغرب، حيث تصل النسبة، كما أسلفنا الذكر، لـ42.2٪.
بعض الدول الآسيوية والإفريقية ودول من أمريكا اللاتينية وصلت إلى أرقام مماثلة، كـ47.5٪ في البيرو، 45.9٪ في أوروغواي، 41.7٪ في كوبا، 46.1٪ في بنغلاديش و54.6٪ في البنين.
أمّا البلدان التي تمّ تسجيل أدنى معدّلات وجود النساء فيها، في مجال الهندسة، فهي المملكة العربية السعودية: (2.7٪) والنيجر: (7.5٪) وبوروندي: (8.0٪).
تأتي هذه النسب المتدنية، طبعاً، في زمنٍ تواجه فيه معظم المجالات التكنولوجية للثّورة الصناعية الرّابعة، نقصاً في المواهب. لهذا، أعلن فريق إعداد التّقرير تخوّفه من أن “تخاطر النساء بفقدان السّبل الممكنة للوصُول إلى وظائف الغد”.
كما جاء في تعليق أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، أنه “إلى غاية اليوم، ونحن في القرن الحادي والعشرين، نلاحظ استبعاد النساء من مجالات العلوم بسبب جنسهن. لكنّ الأساس أنّ النساء ينبغي أن يدركن أنّه بإمكانهن التفوق في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات… ومن البديهيّ أنّ من حقهم المشاركة في التّقدم العلمي”.
بالنّسبة للمغرب، اعتبر معلّقون أنّ النّسبة مشجّعة، وأنّ وجود خريجات الهندسة في المغرب يشير إلى أن البلاد تسير على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم العالي، ونسف الحواجز التي منعت النّساء منذ فترة طويلة من دخول مجالات يهيمنُ عليها الذّكور… مثل الهندسة.
بخصوص المجالات الأخرى ذات معدلات نجاح الإناث المرتفعة في المغرب، فهناك الصحة، بنسبة 72.3٪، وكذلك العلوم الاجتماعية والصحافة بنسبة 55.8٪، ثمّ العلوم الطبيعية بنسبة 48.7٪، فضلاً عن إدارة الأعمال والقانون بنسبة 48.7٪، وأخيراً الآداب والعلوم الإنسانية بنسبة 47.9٪.
يبقى المجال العلمي الذي يضم أقل عدد من الخريجات في المغرب هو مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تمثل النساء 41.3٪ فقط من إجمالي الخريجين.
هذه النتائج المهمّة يقابلها ضعفُ تمثيلٍ للنساء في مجال البحث العلمي؛ إذ تؤكد الدراسة أنّ 33.8٪ فقط هي نسبة النساء الباحثات في المغرب.
مقالات قد تثير اهتمامك:
- عن التعليم والشغل والعنف… تقرير رسمي يرسم صورة عن “تطور” مكانة النساء في المغرب!
- انعدام المُساواة الجندرية في سوق الشّغل بالمغرب… كم يكلّف اقتصاد البلد؟
- المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي: لا يزال هناكَ عدد من أشكال التّمييز القَائم على الجِنس
- هذا أصل حكاية الثامن من مارس/آذار… اليوم العالمي لحقوق النساء!
- التمييز بين الجنسين… فروق شاسعة يحاول القانون حظرها بينما يكرسها المجتمع! 2/1