الشعب يريد صلاة التراويح وعدم معاقبة مفطري رمضان - Marayana - مرايانا
×
×

الشعب يريد صلاة التراويح وعدم معاقبة مفطري رمضان

انتشار وسم المطالبة بصلاة التراويح ووسم إسقاط الفصل 222 دليل على أن المغرب بلد الاختلافات ويجب أن نحافظ على ذلك بضمان حقوق الجميع، سواء من يريد أن يصلي في المسجد (حين تتيح الظروف الوبائية ذلك) أو من يريد تناول طعامه جهارا في رمضان.

في كل رمضان، يعود الحديث عن الفصل 222 من القانون الجنائي في المغرب الذي ينص على أن كل شخص عُرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، بمكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من اثني عشر إلى مائة وعشرين درهمًا.

هذه السنة، أضيف لنقاشات رمضان الإعتيادية. مطلب فتح المساجد لأداء صلاة التراويح لأنه، وللسنة الثانية على التوالي، حرم المغاربة من أداء صلاة التراويح في المساجد بسبب جائحة كورونا.

لقي القرار معارضة من عدد كبير من الناس. في بعض مدن المملكة، خرج العشرات في مسيرات للمطالبة بفتح المساجد خارقين الحظر الليلي، كما أن البعض حاول إقامة الصلاة في أبواب المساجد.

سيرحل كوفيد وستعود التراويح للمساجد وسيصلي الناس في الشوارع ويقيمون شعائر الله. لكن، سيبقى عدد من المغاربة ممن اختاروا لأسباب أو لأخرى عدم الصيام، يتعرضون للتضييق ويتهمون بزعزعة عقيدة مسلم وغيرها من التهم الجاهزة

صلاة التراويح لم تمنع لأنها تزعزع عقيدة من لا يصليها، ولم تمنع لأن هناك قانونا يمنعها ويعاقب مرتكبيها. لم تمنع لأن من يصليها معرض لانتقاد أو هجوم…

أغلقت المساجد كما أغلقت المقاهي والمحلات وغيرها من المرافق للحد من انتشار فيروس كورونا. ورغم ذلك، أقام العديد ضجة وشعروا بنوع من التضييق على حريتهم والمساس بإيمانهم لأن رمضان لا تكتمل روحانياته إلا بالتراويح في المساجد.

بالمقابل، كل سنة، هناك العديد من المغاربة ممن يجدون أنفسهم مظطرين للتظاهر بالصيام وإخفاء إفطارهم في نهار رمضان حتى لا يتعرضوا للهجوم من الناس في الشارع أو في أماكن العمل، أو مخافة الاعتقال كما حدث في زاكورة منذ بضع سنوات حيث اعتقل شابان بعد أن شربا شربة ماء في يوم حار (وهما يشتغلان في ورش بناء)، أو كما حدث في الحسيمة قبل أيام قليلة عندما اعتقل شاب تناول وجبة في نهار رمضان وحيدا على شاطئ البحر.

صلاة التراويح لم تمنع لأنها تزعزع عقيدة من لا يصليها، ولم تمنع لأن هناك قانونا يمنعها ويعاقب مرتكبيها. لم تمنع لأن من يصليها معرض لانتقاد أو هجوم… أغلقت المساجد كما أغلقت المقاهي والمحلات وغيرها من المرافق للحد من انتشار فيروس كورونا. ورغم ذلك، أقام العديد ضجة وشعروا بنوع من التضييق على حريتهم والمساس بإيمانهم لأن رمضان لا تكتمل روحانياته إلا بالتراويح في المساجد

صلاة التراويح ليست فرضا إجباريا… هي ممارسة دينية، كعدد من العبادات الأخرى، يُؤجر من قام بها ولا يعاقب تاركها! كما أن الدين نفسه، لم يحدد عقوبة دنيوية لمن لا يصوم… فلماذا يسعى البعض لأن يكونوا أكثر تشددا من الدين نفسه ويصرون على معاقبة المفطرين ومنعهم من حق عدم الإيمان أو عدم إقامة ركن من أركان الاسلام الذي يأتي بعد ركن الصلاة. لنلاحظ أيضا أنه لا يوجد قانون يعاقب تارك الصلاة ولا نرى من تتزعزع عقيدته عندما يصلي في مسجد مجاور لمقهى ممتلئ بالناس مثلا، ولا تتزعع عقيدته عندما يقوم للصلاة ومحيطه لا يفعل ذلك، أو العكس!

سيرحل كوفيد وستعود التراويح للمساجد وسيصلي الناس في الشوارع ويقيمون شعائر الله. لكن، سيبقى عدد من المغاربة ممن اختاروا لأسباب أو لأخرى عدم الصيام، يتعرضون للتضييق ويتهمون بزعزعة عقيدة مسلم وغيرها من التهم الجاهزة.

ستعود صلاة التراويح وسيتنفس منتظروها الصعداء، وسيبقى الإحساس الذي شعروا به أثناء المنع يرافق مفطري رمضان طالما مازال الفصل 222 قائما.

انتشار وسم المطالبة بصلاة التراويح ووسم إسقاط الفصل 222 دليل على أن المغرب بلد الاختلافات ويجب أن نحافظ على ذلك بضمان حقوق الجميع، سواء من يريد أن يصلي في المسجد (حين تتيح الظروف الوبائية ذلك) أو من يريد تناول طعامه جهارا في رمضان.

 

مقالات قد تهمك:

 

تعليقات

  1. محمد الوارزازي

    السلام على الجميع..
    اضم صوتي عاليا لمطالب الحرية والعدالة الاجتماعية في بلدي وسائر البلدان…
    ممارسة المعتقد حق مقدس تماما كالحق في اختيار عدم ممارسة طقوس دينية..

  2. العسيري عبد العزيز

    في القانون العثماني لا تجوز شهادة متناولي الطعام عيانا في سائر الأيام إذ أنها ليست من أخرق المسلم حتى لا يضايق الجائع الفقير واليوم مع تكاثر المطاعم والأكشاك تجد الكثيرين يأكلون ويتلذذون وهم تتشورعون جيئة وذهابا وقذ ذحب خياؤهم وليتهم تداروا تناولهم منزوين فإذا كانت الأخلاق الإسلامية تحتم ذلك فكيف يفطر المفطر والناس صيام فهو كمن يعلن تحديه لأحد الأركان الإسلامية في دولة دستورها الإسلام .
    أما عن التراويح فهي من المستحبات أقامها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال ثم أعادها إلى بيته حتى لا تصبح واجبة ولإن كان لها فضل فهي ككل النوافل على مدار السنة كقيام الليل ولها الأفضلية مقامة في البيت ليعم فضلها العائلة تهذيبا وتعودا وتقديرا للإستطاعة. لكن فيما يخص الأوبئة فضرورة التباعد تحتم فرضية التفرد في كل الصلوات دون استثناء ما لم يكن الحال على ما يرام فقد قال تعالى في سورة البقرة : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *