مالاوي: امرأة تناضل لإنهاء التزويج القسري للأطفال… أوقفت 850 حالة وأعادت أزيد من 3 آلاف طفل إلى المدرسة
مالاوي ثالث أفقر بلد في العالم وفقا لصندوق النقد الدولي. أكثر من نصف سكانه يعيشون تحت عتبة الفقر. يضطر الآباء والمبرر هذا، إلى تزويج بناتهم لأنهم لا يملكون ما يكفي …
مالاوي ثالث أفقر بلد في العالم وفقا لصندوق النقد الدولي. أكثر من نصف سكانه يعيشون تحت عتبة الفقر. يضطر الآباء والمبرر هذا، إلى تزويج بناتهم لأنهم لا يملكون ما يكفي من المال لإطعامهن، إلباسهن وتعليمهن.
حسب منظمة اليونسيف، تعرف مالاوي واحدا من أكثر معدلات الزواج في العالم. كل فتاة من بين اثنتين، تُزوّج في عمر مبكر قد يصل إلى اثني عشر عاما.
غير أن لزواج من هذا النوع عواقب وخيمة من بينها تسببه في ترك الأطفال للمدرسة. 45 بالمائة فقط من الفتيات في مالاوي يواصلن دراستهن، بينما ينتهي مشوار الأخريات بالمدرسة في سن التاسعة.
عام 2015، تم حظر الزواج دون سن 18 قانونيا في مالاوي، بعدما تمكنت امرأة تدعى تيريزا كاشينداموتو من إقناع البرلمان هناك بتمرير القانون.
ورغم أنه في الواقع لا يُعتد بالقانون دائما، تمكنت كاشينداموتو بعد عام من إلغاء 850 حالة في البلاد للتزويج القسري للأطفال، وحتى اليوم، بفضل نضالها المستميث، أعادت أزيد من 3 آلاف طفل إلى المدرسة.
كاشينداموتو، 61 عاما، أم لخمسة أطفال، وتنتمي إلى عائلة من الزعماء المحليين في مالاوي. عيّنها الزعيم السابق لمنطقة ديزدا، وسط البلاد، زعيمة جديدة عام 2003، ومنذ ذاك، وهي تحكم قرابة المليون شخص.
بعد توليتها زعامة المنطقة، قررت كاشينداموتو أن تعارض تقاليد وعادات ضاربة في عمق المجتمع المالاوي، قصد الدفاع عن نساء بلادها.
رغم تهديدها بالقتل أكثر من مرة، لا شيء يثني كاشينداموتو عن هدفها، بل ذهبت حد أن طلبت من البرلمان قبل فترة رفع الحد الأدنى لسنة الزواج إلى 21 عاما.
وضعت أولوية لها إنهاء التزويج القسري للأطفال، بخاصة الفتيات، ثم اتخذت إجراءً لإحداث تغيير. “لقد وعدت نفسي بألا يتم تزويج أي طفل في منطقتي”، تقول في تصريح صحفي.
بعد 4 سنوات، استبقت البرلمان باستخدام صلاحياتها القانونية، وحظرت الزواج قبل سن 18 عاما في منطقتها.
اضطرت إلى ذلك، وقتذاك، بعدما فشلت في إقناع الآباء والأمهات بأن الفتاة المتعلمة تجلب أموالا أكثر من الفتاة المتزوجة.
أما اليوم، فتتعاون مع المجتمع المدني ورجال الدين وأعضاء المجتمع المحلي لتحقيق هدفها.
“أتحدث مع الوالدين. نجلس ونناقش إجبار ابنتهما على الزواج. أحاول أن أقنعهما بأنهما إن قاما بتعليمها، سيحصلان على كل شيء في المستقبل”، توضح كاشينداموتو.
رغم وصف جهودها من قبل البعض بـ”الفضيحة”، ورغم التخويف، والتهديدات بالقتل، لا شيء من هذا يثني كاشينداموتو عن هدفها، بل خطت أبعد من ذلك، وطلبت قبل فترة من البرلمان رفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى 21 عاما.
ألغت 850 حالة في البلاد للتزويج القسري للأطفال، وحتى اليوم، أعادت أزيد من 3 آلاف طفل إلى المدرسة.
معركة شاكينداموتو، لا تتوقف بنضالها هذا لإنهاء التزويج القسري للأطفال، إنما أساسا على إعادتهم حيث مكانهم المفترض: مقاعد الدراسة.
لتحقيق هذا الهدف، هي على استعداد لأي شيء. تدفع رسوم مدرستهم، أو تبحث عن التمويل اللازم لإعادة تسجيلهم في المدرسة بعدما تركوها بسبب الزواج المبكر. كما تابعنا، نجحت إلى حدود اليوم في إعادة أزيد من 3 آلاف طفل إلى المدرسة.
تيريزا مقتنعة بأن الأطفال إذا كانوا متعلمين، يمكنهم الحصول على أي شيء يريدونه. تقول في تصريح صحفي: “أريد أن أتيح الفرص والحرية للفتيات؛ كل شيء ممكنا عندما تكون الفتاة متعلمة”.
عرفانا بنضالها ودعما لجهودها، توجت منظمة أصوات حيوية كاشينداموتو بجائزة القيادة العالمية عام 2017.
جدير بالذكر أن التزويج القسري للأطفال انتهاك لحياتهم ولحقوقهم الأساسية. الفتيات منهم أساسا، تتعرضن بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، للعنف الجنسي والعنف المنزلي، فضلا عن مواجهتهن لعواقبة وخيمة نتيجة الحمل.
… تكون أجسامهن غير ناضجة بما يكفي للولادة، وهذا وفقا لذات المنظمة، السبب الرئيسي الثاني لوفاة الفتيات بين سن 15 و19 في العالم.
اقرأ أيضا:
- صناعة الجوع: هل الندرة مجرد خرافة؟ 4/1
- هل المغاربة عنصريون؟
- تزويج القاصرات: حين يشرعن القانون الرق… والاتجار بالبشر!
- العنف الاقتصادي… الوجه الآخر لاستبداد الرجل بالمرأة!
- محمد علي لعموري يكتب: هكذا “تعشش” فينا… البيدوفيليا!
- جريمة الاغتصاب… بين “الحشومة” والعقوبات القانونية التي لا تكبح جماح الجناة! 3/1