إيران اليوم: دولة شيعية تضطهد السّنة وتنتهك حقوقهم المدنية والسياسية 2/2
كانت إيران في البدء، دولة سنية، ثم تحولت في زمن ما إلى دولة شيعية، كما تعرفنا على تفاصيل ذلك في الجزء الأول من هذا الملف… تحولٌ ترسّخَ مع مرور الزمن، …
كانت إيران في البدء، دولة سنية، ثم تحولت في زمن ما إلى دولة شيعية، كما تعرفنا على تفاصيل ذلك في الجزء الأول من هذا الملف… تحولٌ ترسّخَ مع مرور الزمن، حتى بات اليوم السّنة قلة في إيران، تعيش “الويلات” إسوة بأقليات أخرى، كما تفصح عن ذلك بعض التقارير الدولية.
في هذا الجزء، الثاني والأخير، نتعرف على بعض مظاهر التمييز والإقصاء التي يتعرض لها السّنة في إيران.
الإحصائيات الرسمية في إيران تقدر نسبة السنة في البلاد بـ10 في المائة، بينما هؤلاء يقولون إنهم يشكلون ثلث السكان البالغ عددهم أكثر من 70 مليون نسمة. حسب تقديرات لوكالة المخابرات الأمريكية، عام 2016، فإن نسبة السنة في إيران تتراوح بين 5 و10 بالمائة.
السنة الفرس في إيران اليوم يتسمون بالندرة. سنة إيران الحالية ينقسمون إجمالا إلى 3 عرقيات، هي الأكراد والبلوش والتركمان، ويتمركزون على الحدود مع باقي الدول ذات الأغلبية السنية كباكستان والعراق وأفغانستان وغيرها.
أيا كان عددهم أو عرقياتهم، فالدستور الإيراني واضح في شأن عقائد الإيرانيين. المادة الثانية عشرة منه تقول إن الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، كما أن هذه المادة، أبدية، ولا تقبل التغيير.
حين اندلعت ثورة الخميني عام 1979، انضم إليها السنة وقد أيدوا إقامة جمهورية إسلامية في إيران. لكن الخميني وأتباعه احتكروا السلطة وبددوا آمال السنة بإقامة جمهورية طائفية شيعية.
اقرأ أيضا: “في عاشوراء، المسلمون في واد والمغاربة في واد آخر…”
ذات المادة تضيف أن المذاهب الإسلامية الأخرى؛ أي المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي، تتمتع باحترام كامل، وأن أتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم. كما أن لهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية وما يتعلق بها من دعاوى في المحاكم.
حين اندلعت ثورة الخميني عام 1979، انضم إليها السنة وقد أيدوا إقامة جمهورية إسلامية في إيران. النظام السائد في إيران آنذاك، كان نظاما ملكيا علمانيا، ولم يكن يفرق بين السنة والشيعة، بقدر ما كان يهمه أن يحافظ على السلطة.
بعد الثورة وسقوط نظام الشاه، سيطر الخميني وأتباعه على السلطة محتكرين إياها، وبددوا آمال السنة في إقامة جمهورية إسلامية، بإقامة جمهورية طائفية شيعية. هكذا، يشكو السنة اليوم في إيران من قمع الأقليات المذهبية مثلهم؛ وهذا ما تبرزه تقارير دولية، تصدر بين الفينة والأخرى.
ينص دستور البلاد على أن المذهب الرسمي هو الشيعي الجعفري الإثنا عشري، ويجب أن يكون رئيس الشعب من الشيعة، لأجل ذلك لا يستطيع أبناء السنة الترشح للرئاسة.
اقرأ أيضا: “صراع “ولاية الفقيه”: هل يسطو خامنئي على شيعة العراق؟ خلاف ديني أم صراع سياسي؟”
ليس بمقدور السنة، مثلا، أن يتولوا المناصب الكبرى في إيران، كرئاسة الجمهورية أو البرلمان، أيا كان مستوى الشخص العلمي أو شعبيته الجماهيرية. شرط الدستور في هذا الباب واضح: المناصب العليا، للشيعة حصرا.
يقول أحد أبرز وجوه السنة في إيران، الشيخ عبد الحميد اسماعيل زهي، في حوار مع جريدة الشرق الأوسط، إن النظام الجديد قام في بعض القضايا العمرانية ومجالات التطوير المدني، لمدة ثلاثين سنة من عمره، بشكل متساو بين جميع المواطنين، وقام بتقديم خدمات رفاهية بطريقة مساوية في جميع المناطق حسب الطاقة، وليس لأهل السنة قلق خاص في هذه المجالات.
بالمقابل، يؤكد ذات القائل أن القضية المهمة التي أقلقت أهل السنة، هي التمييز في التوظيفات في المناصب الرسمية والرئيسية وتوليتهم مثل هذه المناصب. فنص دستور البلاد على أن المذهب الرسمي هو الشيعي الجعفري الإثنا عشري، ويجب أن يكون رئيس الشعب من الشيعة، لأجل ذلك لا يستطيع أبناء السنة الترشح للرئاسة.
اقرأ أيضا: “يوسف المساتي يكتب: وكان دم “جارية”… أغلى من كل الوطن”
هذه كانت إذن، قصة تشيع إيران… هذه الدولة التي قدمت للإسلام السني الكثير، ثم تحولت في زمن ما، بفعل فاعل، إلى دولة شيعية، تضطهد السنة، كما تفعل الدول ذات الأغلبية السنية باضطهادها الشيعة… كأن الإسلام لم ينشأ واحدا!
لقراءة الجزء الأول: هل تعرف أن إيران ليست بمهد للتشيع وأنها كانت تعتنق يوما ما المذهب السني؟ 2/1