من تاريخ التعذيب في الإسلام: حين تفنن الحكام في التعذيب وابتكروا وسائل جديدة… هذا 13 مثالا لذلك! 5 - Marayana - مرايانا
×
×

من تاريخ التعذيب في الإسلام: حين تفنن الحكام في التعذيب وابتكروا وسائل جديدة… هذا 13 مثالا لذلك! 5\5

إخراج الروح من الدبر، التعذيب الجنسي، التعطيش، القتل بالنورة، قرض اللحم…
وسائل وطرق كثيرة، تفنن الحكام في ابتكارها، وتلذذوا بممارستها ضد معارضيهم ومخالفيهم.
13 طريقة… اختلفت الأدوات المستعملة فيها، وتوحدت في البشاعة والفظاعة.

بعدما تابعنا في الجزأين الأول والثاني،  فضائع الأمويين وسيرة العباسيين في التعذيب السياسي، رأينا في الجزء الثالث أنواع التعذيب التي وجهت لأهداف غير سياسية، وفي الجزء الرابع، أكثر وسائل التعذيب شيوعا في صدر الإسلام… في هذا الجزء الخامس والأخير، نجرد أشكال مفردة من التعذيب، لم يكن لها نسق محدد، لكنها لا تقل بشاعة عما سبق أن تابعناه.

نعتمد في هذا الجزء على كتاب “فصول من تاريخ الإسلام السياسي” للمفكر العراقي هادي العلوي، إضافة إلى مصادر أخرى نذكرها في حينه.

إخراج الروح من الدبر

أوحت عقيدة خروج الروح من الفم للمعتضد، بأشكال من القتل، كان الغرض منها إخراج روح المقتول من طريق… غير الفم.

استعمل في ذلك وسائل عدة، من بينها أنه كان يأمر بحفر حفيرة، يدلى فيها رأس الضحية ويطرح عليه التراب، بحيث يبقى نصفه السفلي ظاهرا، فيداس بالأرجل حتى تخرج روحه من دبره، بعد أن تكون كل المنافذ الأخرى التي يمكن أن تخرج منها قد سدت.

التعذيب الجنسي

روى الذهبي في “سير أعلام النبلاء”، أن الحاكم بأمر الله الفاطمي، كان يتجول على حمار ومعه غلام أسود ضخم، فمن أراد تأديبه، أمر الأسود فأولج فيه جهارا. لكن هذه الرواية بحسب هادي العلوي، بحاجة إلى توثيق.

التعطيش

يروي ابن كثير، في أحداث عام 403 هـ، أن قبيلة خفاجة هجمت على الحُجّاج فقتلوا منهم الكثير فيما هرب كثيرون إلى الصحراء وماتوا عطشا، فقبض الوزير البويهي على قائدهم وأركانه، وأمر بصلبهم على مسيل ماء بحيث يرونه ولا يصلون إليه… حتى ماتوا عطشا.

قرض اللحم

استخدمه قرامطة شرقي الجزيرة ضد الخادم الذي اغتال أبا سعيد الجنابي، مؤسس الدولة القرمطية،. يذكر المقريزي في “اتعاظ الحنفاء”، أنهم قبضوا عليه فشدوه بالحبال، ثم أخذوا يقرضون لحمه حتى مات.

القتل بالنورة

قيل إن إبراهيم الإمام، زعيم الدعوة العباسية قبل ظهورها، قُتل بها على يد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، إذ وضع رأسه في جراب مليء بالنورة[1] وشده عليه بإحكام، ثم ترك على حاله هذه إلى أن مات مختنقا.

التكسير بالعيدان الغليظة

حين عُزل خالد القسري، بعدما كان واليا على الحجاز ثم على العراق، قُتل بسبب مخالفات صدرت منه ضد الخليفة، وكان قتله كالتالي يروي هادي العلوي:

وُضع عود غليظ على قدميه وقام عليه عدد من الجلادين حتى كسرتا، ثم وضع العود على ساقيه، فكسرتا بنفس الطريقة، ثم نقل العود إلى فخذيه وهكذا حتى انتهى إلى صدره فكسر وعندها مات.

قلع الأضراس والأظافر

دُعي هشام بن عبد الملك، حين كان أميرا إلى وليمة قرشية، ودعي معه وجيه يدعى عمارة الكلبي. اقتضى الترتيب أن يجلس عمارة فوق هشام، فاستكثرها عليه وآلى على نفسه أن يعاقبه متى ما آلت إليه الخلافة. فلما استخلف، أمر أن يؤتى به وتقلع أضراسه وأظافر يديه، وذلك ما كان.

التعذيب بالقصب

بعدما فشلت انتفاضة ابن الأشعث ضد الحجاج في العراق، اُسر أحد قادته واسمه فيروز بن حصين، وكانت تحت يديه أموال طائلة تعود للحركة.

قصد أخذها منه، أمر الحجاج بتعذيبه، فعري من ملابسه ولفوه بقصب مشقوق، ثم أخذوا يجرونه على جسده، وكانوا أثناء ذلك يذرون عليه الملح ويصبون الخل على جروحه. ثم بعد أن يئس الحجاج من اعترافه بالأموال، قطع رأسه.

التبريد بعد الجلد

جاء في “إحياء علوم الدين” للغزالي، أن عبد الملك بن مروان خطب لابنه الوليد، ابنة التابعي سعيد بن المسيب، وكانت قد اشتهرت بجمالها. لكن سعيد، لورعه ومعارضته للأمويين، رفض، فأمر عبد الملك بتأديبه، فضُرب مائة سوط في يوم بارد، ثم ألبسوه جبة صوف وصبوا عليه جرة ماء بارد.

يجدر الذكر هنا أن عمر بن عبد العزيز، حين كان واليا على المدينة، ارتكب إجراءً مماثلا بحق خُبيب بن عبد الله بن الزبير حد أن مات. لاحقا، شعر عمر بندم شديد وتاب، ومع ذلك، كان يقول لمن يبشره بحسن العاقبة لما قام به في خلافته: “فكيف بخُبيب؟”.

تنور الزيات

ابتكره محمد بن عبد الملك الزيات، وزير الواثق، لتعذيب المختلسين من عمال الخراج.

كان يُصنع من خشب تخرج منه مسامير حادة، وفي وسطه خشبة معترضة يجلس عليها المُعذَّب. كانت الفكرة أن تمنع الأخير من النوم، فكلما نام سقط على مسمار… أي أن المعذب يجد أمامه خيارين أحلاهما مر، إما النوم على المسامير أو السهر طيلة إقامته في التنور.

بالمناسبة، يذكر الطبري أن الزيات، بعد عزله في زمن المتوكل، بسبب إهانة وجّهها إليه قبل أن يستخلف، عذبه في ذات التنور الذي صنعه.

القتل بالطست المحمى

قبض أبو العباس السفاح على عبد الحميد الكاتب، وكان رئيسًا لديوان الرسائل والكاتب الأول للخليفة مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية، فسلمه إلى صاحب شرطته، فكان يحمي له طستا[2] ويضعه على رأسه حتى مات.

التعذيب بالمقدحة

يورد ابن هشام في السيرة، أن النبي دفع كنانة بن الربيع، وكان من زعماء بني النضير، إلى الزبير قائلا: “عذبه حتى تستأصل ما عنده”. كان لديه كنز من أموال بني النضير…

عذبه الزبير بالمقدحة[3]، فكان يقدح في صدره حتى أشرف على الموت، وحينذاك، سلمه النبي إلى محمد بن مسلمة لقتله، ثأرا لأخيه الذي قتله بنو النضير.

التعذيب الأدبي

طُبّق على من لا ترقى مخالفاتهم إلى درجة الجنحة أو الجناية، أو التي لا تمس أمن السلطة ومصالحها، ومن وسائله… حلق اللحى أو نتفها وحلق الرؤوس.

يذكر الباحث عباس عروة في “قراءة في تاريخ التعذيب”، حلق الحاجبين أيضا، وتعليق قلادة في العنق تشبه تلك التي تعلق للكلب.

عبيد الله بن زياد، ابتكر في هذا الباب وسيلة أخرى تحمل ذات الهدف؛ أي الإهانة أساسا، وطبقها على الشاعر يزيد بن مفرغ الحميري، حين أمر بأن يسقى مادة مسهلة وأن يطاف به.

[1]  مادة كلسية كانت تستعمل لإزالة الشعر عن البدن.
[2]  إناء كبير مستدير، يصنع بالنحاس أو نحوه، ليغسل فيه.
[3]  مغرفة.

 

لقراءة الجزء الأول: من تاريخ التعذيب في الإسلام: تشبّهَ زياد بعُمر فأفرطَ، وتشبه الحجاج بزياد فأهلك الناس 1/5

لقراءة الجزء الثاني: من تاريخ التعذيب في الإسلام: العباسيون… حاربوا بني أمية لسوء سيرتهم، ثم حين حكموا… فاقوهم في السوء! 2/5

لقراءة الجزء الثالث: من تاريخ التعذيب في الإسلام: هذه 7 أنواع من التعذيب كان الهدف منها غير سياسي! 3/5

لقراءة الجزء الرابع: من تاريخ التعذيب في الإسلام: هذه أكثر وسائل التعذيب شيوعا في صدر الإسلام! 4/5

 

 

مقالات قد تهمك:

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *