أسماء بن العربي: بعد اكتساح الإناث للوائح التفوق، قريبا كوطا للرجال! - Marayana - مرايانا
×
×

أسماء بن العربي: بعد اكتساح الإناث للوائح التفوق، قريبا كوطا للرجال!

ماذا لو وجدنا الرجال، بعد عشرين أو ثلاثين سنة، يطالبون بكوطا للاتحاق بمراكز تكوين الأساتذة أو كليات الطب والمدارس العليا أو ليلجوا وظيفة معينة؟
ماذا لو غير اكتساح البنات ذكورية المجتمع؟ ماذا لو أصبحت القوانين تصاغ من طرف النساء؟
هل سيقبل الذكور العيش في مجتمع “تحكمه” الإناث كما عاشت النساء في مجتمعات ذكورية لقرون؟

في إحدى المرات التي كان يرقد فيها والدي في المستشفى، كان مدير المصحة سوريا. خلال حديث معه، أخبرنا بأنه، عند قدومه للمغرب أول مرة، جلس في مقهى صباحا في أحد أهم شوارع العاصمة الاقتصادية؛ وأثار استغرابه، هو القادم من المشرق، كيف أن كل الحافلات التي مرت في الشارع في صباح شتوي مظلم كانت شبه مكتظة بالنساء، في حين أن الرجال لم يزد عددهم إلا عند قرابة الساعة التاسعة صباحا.

كان يحكي هذا باستغراب…. لكن من يعيش بيننا، يعلم أن العديد من النساء يشتغلن في المصانع ويبدأن العمل باكرا وبعضهن يشتغلن كمنظفات في المكاتب والشركات وعليهن إنهاء أعمالهن قبل حضور الموظفين، أو مساعدات في المنازل وعليهن الوصول إلى أماكن العمل قبل خروج أصحاب المنزل للعمل.

أغلب هذه المهن لا توفر للنساء التغطية صحية ولا التقاعد.

وقد جاء في تقرير للمندوبية السامية للتخطيط صدر يوم العاشر من أكتوبر سنة 2020 بأن “أكثر من ثلث النشيطات المشتغلات (%35,3) يشتغلن كعاملات أو عاملات يدويات في الفلاحة، الغابة والصيد، %14 كعاملات يدويات غير فلاحات، أو عاملات المهن الصغرى، %12,4 كمستخدمات %11,3 كحرفيات أو عاملات مؤهلات في المهن الحرفية، %8,8 كأطر عليا أو أعضاء المهن الحرة، و%7,8 ضمن مجموعة المشتغلون الفلاحيون، صيادو السمك، الغابويون والقناصون”.

رغم كل ما عانته النساء، نجد بأنه، في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة نجاح الإناث مقارنة بالذكور. مثلا، في امتحان الباكالوريا، تجاوزت نسبة الفتيات الناجحات 50% من نسبة الناجحين (55,54 %حسب وزرارة التربية الوطنية).

أيضا، فقد اكتسحت الفتيات لوائح التفوق…

هذا يعني أن نسبة النساء في الجامعات والمدارس العليا سترتفع، وبالتالي نسبة اشتغالهن في ظروف أفضل قد ترتفع وقد ترتفع أيضا نسبتهن كأطر ويصبح لهن دور أكبر في التسيير.

تفوق الإناث هذا قد تكون له عدة أسباب، ربما من بينها أن الفتاة في المجتمع عليها بذل مجهود كبير أينما كانت، سواء من أتيحت لهن فرصة التمدرس أو من حرمن منها. وبالتالي، فهن، أمام ضغط المجتمع، يبذلن مجهودات جبارة سواء في الحقول أو المنازل أو المدارس؛ في حين أن الذكر يعتبر متفوقا لمجرد أنه ذكر، مما لا يدفعه لبذل مجهود كالذي تبذله الاناث.

كما أن الفتيات يتفوقن من أجل الاستقلالية والتي يبدأ طريق الوصول إليها بالحصول على استقلالية مادية. وأقرب طريق لهذه الاستقلالية، في غالب الأحيان، هو الدراسة للحصول على شهادة ومن تم إيجاد عمل، وكذا بسبب بحث الفتيات عن مورد دخل قار ومحترم لتحسين المستوى المعيشي لأسرهن.

بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن، ومع استمرار ارتفاع نسبة المتفوقات، سترتفع نسبة النساء في مناصب القرار، وسيرتفع الوعي داخل الأسر والعائلات، وبالتالي سيسهل اكتساحهن لجل المجالات.

ماذا لو وجدنا الرجال، بعد عشرين أو ثلاثين سنة، يطالبون بكوطا للاتحاق بمراكز تكوين الأساتذة أو كليات الطب والمدارس العليا أو ليلجوا وظيفة معينة؟

ماذا لو غير اكتساح البنات ذكورية المجتمع؟ ماذا لو أصبحت القوانين تصاغ من طرف النساء؟

هل سيقبل الذكور العيش في مجتمع “تحكمه” الإناث كما عاشت النساء في مجتمعات ذكورية لقرون؟

مقالات قد تهمك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *