فرنسا ما بعد الأحداث الإرهابية… ترقب وشكوك المهاجرين المسلمين (2/2) - Marayana - مرايانا
×
×

فرنسا ما بعد الأحداث الإرهابية… ترقب وشكوك المهاجرين المسلمين (2/2)

أعاد القانون المثير الجدل النقاشَ حول علاقة فرنسا بالإسلام خلال السنوات الأخيرة، فقبل أسابيع من الآن، أثارت تصريحات إيمانويل ماكرون التي ذهب فيها إلى أن ”الإسلام يعيش أزمة في العالم” جدلا واسعا وردود فعل غاضبة من المسلمين على الرئيس الفرنسي، وصلت لحدود الاسفاف والتنمر على زوجته.

بعد أن تتبعنا في الجزء الأول من هذا الملف تفاصيل قانون ”تعزيز مبادئ الديمقراطية”، والجدالات السياسية التي أفرزها في ظل سياق سياسي مشحون. نسلط في هذا الجزء الثاني الضوء على ردود فعل المسلمين في فرنسا، وتصورهم للتأثير المحتمل لهذا القانون على حياتهم.

استياء من طرف بعض المسلمين على قانون ”تعزيز مبادئ الديمقراطية”

يشكل المسلمون 8 في المائة من سكان فرنسا، لأسباب تاريخية وثقافية، مرتبطة أساسا بفترة الاستعمار وتوالي موجات الهجرة للجمهورية في القرن الماضي.

طبع مجمل ردود فعل المهاجرين المسلمين على مشروع قانون ”تعزيز مبادئ الجمهورية”، الاستياء والقلق من مستقبل ممارستهم لشعائرهم الدينية؛ رغم أن هذه الجالية الكبيرة تعتبر نفسها أكبر متضرر من الأحداث الإرهابية، لما يعقبها من مزيد من التضييق والعنصرية.

لاشك أن قانون ”تعزيز مبادئ الجمهورية” سيفرز تحولات في حياة بعض المهاجرين المسلمين. لذلك خلف هذا التغير المنتظر ردود فعل متباينة.

عبد الرحمان عماري، طالب مغربي مستقر في فرنسا منذ ثلاث سنوات، أبدى استياءه من القرارات الجديدة. ”أنا ضد التضييق على المسلمين. هذا سيؤزم الوضعية فقط”.

وأضاف عبد الرحمان في تصريح لمرايانا: ”كان من المفترض أن نعول على الجالية المسلمة لمساعدة الدولة على استهداف المتطرفين… أرى عموما أن كل ما يحدث هو ورقة من الرئيس ماكرون، لتعبد له الطريق في الفوز في الانتخابات القادمة”.

أعاد القانون المثير الجدل النقاش حول علاقة فرنسا بالإسلام خلال السنوات الأخيرة، فقبل أسابيع من الآن، أثارت تصريحات إيمانويل ماكرون التي ذهب فيها إلى أن ”الإسلام يعيش أزمة في العالم” جدلا واسعا وردود فعل غاضبة من المسلمين على الرئيس الفرنسي، وصلت لحدود الاسفاف، والتنمر على زوجته.

كادي ديوب، مسلمة سينغالية مستقرة منذ أكثر من أربع سنوات في فرنسا، رأت أن قانون ”تعزيز مبادئ الديمقراطية”، ما هو إلى تكريس للعنصرية السائدة، والتي أكدت أنها تعرضت لها بشدة في شمال فرنسا، قبل الانتقال لمارسيليا.

وأضافت كادي في تصريح لـ”مرايانا”: ”أعرف صديقة جعلها ارتداء الحجاب بالإضافة إلى لون بشرتها الأسود تعيش وضعية صعبة، وتعرضت للكثير من العنصرية، مما جعلها تعود للسنغال”.

أي مستقبل للمسلمين في فرنسا بعد الأحداث الإرهابية؟

لاشك أن قانون ”تعزيز مبادئ الجمهورية” سيفرز تحولات في حياة بعض المهاجرين المسلمين. لذلك خلف هذا التغير المنتظر ردود فعل متباينة.

”كان من المفترض أن نعول على الجالية المسلمة لمساعدة الدولة على استهداف المتطرفين… أرى عموما أن كل ما يحدث هو ورقة من الرئيس ماكرون، لتعبد له الطريق في الفوز في الانتخابات القادمة”

بدت كادي ديوب غير متفائلة بإمكانية تراجع منسوب العنصرية بعد القانون المثير للجدل، غير أنها تحتفظ بأمل تحسن صورة الإسلام عموما في فرنسا.

ترى آية الخياري، الصحفية المغربية المقيمة في فرنسا التي تعرفنا على رأيها حول مضامين مشروع القانون في الجزء الأول، أنه ”ليس هناك عصا سحرية لمواجهة التطرف في فرنسا، نحن أمام مشكل معقد ويلتزم حلولا متعددة. لكن، هناك أشياء مبشرة، مثل مراقبة التعليم في المنازل لتجنب تسرب الفكر المتطرف، وزجر خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضافت الخياري: ”نحن أمام قانون غير مثالي. لكن، ليس له أي تأثير على حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية. تفادي حدوث احتقان وصدام مع المسلمين في المستقبل، يمر عبر تطبيق معقلن للقانون، ولا يجب استعماله من طرف السياسيين من أجل مصالحهم. وقبل كل  شيء، يجب العمل على تغيير العقليات؛ فظرفية كورونا أظهرت لنا أن القوانين غير كافية لردع الناس، وحملهم على تبني سلوكيات جديدة”.

اقرأ أيضا:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *