#ألف_حكاية_وحكاية: كعب عالي - Marayana - مرايانا
×
×

#ألف_حكاية_وحكاية: كعب عالي

تعود الكاتبة المغربية حنان الدرقاوي من جديد لتسرد علينا حكاية من #ألف_حكاية_وحكاية… حكاية الكعب العالي!

كنت صغيرة، وكنت أصنع أحذية من عظم الذرة. أحيط عظم الذرة بخيوط قوية وأصنع الحذاء. أرتديه وأريه لأمي. حذاء بكعب عالي. لاشك أن أمي ستعجب به وبقدراتي في الصنع.

تنظر إلي بجفاء وتقول: “ما هاته الأفكار السخيفة؟ ستسقطين وتتألم رجلك.”

أريت الحذاء لعمي، فقال إنه بكعب عال ولا يجوز لبنت في مثل سني أن تلبسه

كنت مهووسة بالأحذية: حذاء أبي الأسود، حذاء أمي ذو الكعب العالي وحذائي الرياضي.

أتأمل الأحذية وأفكر في صناعتها. لهذا، آخذ عظم الذرة. أحكه ليصير رطبا وبعدها أحوله إلى حذاء. تعلمت صديقاتي مني ذلك وصرنا نخرج لاستعراض أحذيتنا.

كن يقلن إن صاحبة الفكرة هي أنا. عانقت أحلاما كبيرة في صنع أحذية جديدة من مواد جديدة. كان عمري ست سنوات وكنت أريد أن أخلق أشياء جديدة.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: 400 ريال في ميدلت

أتي أبي وأريته الحذاء، فاعتبرني بلهاء. أريت الحذاء لعمي، فقال إنه بكعب عال ولا يجوز لبنت في مثل سني أن تلبسه.

خرجت إلى الزقاق وانهالت علي الطلبات. كل البنات يردن حذاء الذرة.

جمعت قدرا كبيرا من الذرة. خلصتها من حباتها وبقي العظم الكبير.

كانت تلك أول شركة أقمتها… لم يغادرني حلم التجارة رغم أن شخصيتي لا تتناسب مع أصول البيع والشراء.

أخذت مقاسات صديقاتي واشتغلت بهمة إلى أن صارت الأحذية جاهزة. لبسناها جميعنا وخرجنا للعب مع الأولاد. سخروا منا في البداية وقالوا إننا لن نستطيع أن نجري بتلك الأحذية. قلنا لهم:

_ نجرب وسترون…

جرينا وسبقنا الأولاد وصاروا لا يجرؤون على انتقادنا.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: التجسس على الجبنة

كانت أحذيتنا خفيفة، لكن المشكل الوحيد فيها أنها مدورة وتدور مع المشي والجري.

كنا نخاف أن نسقط. لذلك، كان علينا أن نطورها.

عانقت أحلاما كبيرة في صنع أحذية جديدة من مواد جديدة. كان عمري ست سنوات وكنت أريد أن أخلق أشياء جديدة.

اتفقنا، صديقاتي وأنا، على أن نجتمع وننظر في تلك الأمور. أن أصلح من شأن الأحذية لتصير أحذية جري…

صرنا نحك عظم الدرة إلى أن يصير مسطحا وبعدها نربط الخيوط من خلال ثقب. كنا نصنعها بقطعة حديد مسخنة. صار البيت ورشة لصنع الأحذية وقررت أن أنشأ شركة لصناعة الأحذية.

صرنا نصنع منها كميات كبيرة. نذهب أمام قصر آيت عاصم ونبيعها بعشرة سنتيمات. تجمع لدينا بعض المال واشترينا علبة سردين وقارورة كوكاكولا. تقاسمنا المأدبة ونحن نفكر في السفر إلى المدن لبيع أخذيتنا.

كانت تلك أول شركة أقمتها… لم يغادرني حلم التجارة رغم أن شخصيتي لا تتناسب مع أصول البيع والشراء.

اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: الكيس والأنكيس

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *