هشام روزاق يكتب: La voz de Francisco Franco… هكذا تحدث إعلام الفاشيين. وهكذا خسرنا. - Marayana - مرايانا
×
×

هشام روزاق يكتب: La voz de Francisco Franco… هكذا تحدث إعلام الفاشيين. وهكذا خسرنا.

… حين اندلعت الأزمة، التي كان يفترض أن تظل سياسية، بين المغرب وإسبانيا، تحدث الكثير من المثقفين والصحافيين والمغاربة عموما، عن خطيئة الدولة، في المغرب، في اللعب بورقة الهجرة السرية واستغلال الأطفال في حرب لا مكان لهم فيها، لكن …
كل هذا ، لم يرد الإعلام الإسباني أن يراه، تماما كما لم ير أننا وطن وشعب، بكل عثراته وحبوه، يخطو نحو بلد لم يعد كما يريده الإسبان أن يكون. 

… في العادة، يتجشأ بسرعة، من يأكل بسرعة. لكن إسبانيا… تجشأت عن جوع.

في الأزمات بين الدول، ليس هناك منتصر. هناك فقط خاسرون. هناك فقط رمي بمشاعر الشعوب نحو مواقد الكراهية والحقد، وكثير من نذوب لا يُجمِّلها الزمن.

في الأزمة الأخيرة بين المغرب وإسبانيا، كانت الخسارات مضاعفة، لكن بعضها … كان له طعم النصر.

على امتداد عقود طويلة، كان المسلم به عند الكثيرين، أن الإعلام الإسباني هو قرين الحرية والاستقلالية والمهنية، وهو الطفل الشرعي لديمقراطية خرجت من رحم الفرانكوية والفاشية.

صحافة إسبانيا، ترانا، في ذات الجملة، مجموعة صحافيين تابعين للمخزن والنظام إن كنا ضد “بن بطوش الجزائري” وميليشياته، وترانا حداثيين وديمقراطيين… إن كنا ضد ” كارل بوديمونت” وضد حق شعب كتالونيا في تقرير مصيره.

في لحظة… وجدتني أتذكر ما كتبته الكاتبة الإسبانية Almudena Grandes وهي تسرد بعضا من حكاية إسبانيا والإسبان في روايتها “Los besos en el pan”، تقول:

“… أخبرنا أحدهم أن علينا أن ننسى، وأن المستقبل يكمن في نسيان كل ما حدث… من أجل بناء الديمقراطية، كان من الضروري التطلع إلى الأمام والتظاهر بأنه لم يحدث شيء هنا على الإطلاق. وبنسيان الأشياء السيئة، نسينا، نحن الإسبان، الخير أيضا. لم يبد الأمر مهما لأننا، فجأة… أصبحنا وسيمين، أصبحنا عصريين… لماذا نتذكر الحرب، والمجاعة، ومئات الآلاف من القتلى، والكثير من البؤس؟”.

في الأزمة المغربية الإسبانية، لم ينس الإسبان (ولنقل الإعلام الإسباني) الأشياء السيئة. تناسوا فقط، كل ما هو خير.

إعلام الدولة الديمقراطية، تجشأ كما وحش عصره الجوع… تجشأ عنصرية وحقدا، ولفق أخبارا كاذبة، وامتهن كرامة الناس.

إعلام الاستقلالية والمهنية والحرية الإسبانية… تحول، في “لمح الخبر”، إلى جوقة بروباغاندا ودعاية، إلى آلة حربية تدوس الجثث وتمثل بالأرواح… بأرواح الحرية والمهنية التي طالما تبجحت بها وسائل الإعلام الإيبيرية، قبل أن تكشف، فجأة، عن حمضها النووي الأصل… وعن عقيدة الفاشية المتأصلة التي زرعها فرانكو.

…دون كثير جهد، وكما لو لتُذكر إسبانيا قبل المغرب بحقيقتها، خرجت العنصرية والحقد من مخبئها، وتحولت إلى عناوين بارزة، ومقالات متناثرة، أعلنت عودة العقيدة الأصل. عقيدة الفاشية التي لم تنجح عقود الانتقال الديمقراطي في إسبانيا، أن تدمج فيها وسائل إعلام… ظلت في النهاية، أكثر فرانكية من فرانكو.

بكل برود اللغات، حولنا إعلام الإسبان إلى مجموعة همج وجياع.

 في المغرب، كانت لغات الإدانة والخجل والرفض لعملية النزوح الكبير الذي دبر بليل نحو سبتة، بالتأكيد، أكثر نبلا من كل لغات الحقد والعنصرية والهمجية التي استعملها الإعلام الإسباني ضد شعب، بمبرر الحرب ضد دولة.

لم تكن الصحافة الإسبانية، طيلة أيام الأزمة، تكذب. كانت فقط تقول الحقيقة…

والحقيقة، أن إعلام إسبانيا يريد أن يرانا، كمغاربة، كما ــ كان! ــ العالم ينظر إلى الإسبان، لا كما يرانا العالم.

في حقده… في انتصاره للعنصرية، في احتفائه بالأخبار الكاذبة والملفقة، في احتفاله بهمجية اليمين الإسباني المتطرف، كان الإعلام الإسباني في النهاية، يحاول الانتصار على نفسه فقط. يحاول الانتصار على آلاف الكليشيهات التي ربطت الإسباني بالفقر، وجعلت إسبانيا مجرد كلمة عارضة في قواميس الفاشية.

قفز الإعلام الإسباني على أسباب أزمة ديبلوماسية كان يفترض أن تظل حبيسة أبجديات السياسة والعلاقات بين الدول، وتحول إلى جندي مجند في معركة الخسة والوضاعة.

… وقفز الإعلام الإسباني على أبجديات المهنة والحرفية، فتحولت الأخبار الكاذبة إلى حقائق، وصار المعنى الحرفي للــ “Embedded Journalism”… هو صحافة “الفراش”. الفراش هنا، بما فيه من عهر ودعارة… وخدمة بمقابل.

… صحافة فراش إسبانية، تريدنا ببساطة، أن نكون انفصاليين في بلدنا، ووحدويين في إسبانيا.

تريدنا أن نكون مع البوليساريو وتقرير المصير في العيون المغربية، ووحدويين في كاتالونيا…

صحافة ترانا، في ذات الجملة، مجموعة صحافيين تابعين للمخزن والنظام إن كنا ضد “بن بطوش الجزائري” وميليشياته، وترانا حداثيين وديمقراطيين… إن كنا ضد ” كارل بوديمونت” وضد حق شعب كتالونيا في تقرير مصيره.

… حين اندلعت الأزمة، التي كان يفترض أن تظل سياسية، بين المغرب وإسبانيا، تحدث الكثير من المثقفين والصحافيين والمغاربة عموما، عن خطيئة الدولة، في المغرب، في اللعب بورقة الهجرة السرية واستغلال الأطفال في حرب لا مكان لهم فيها… وهذا أيضا، لم يرد الإعلام الإسباني أن يراه، تماما كما لم ير أننا وطن وشعب، بكل عثراته وحبوه، يخطو نحو بلد لم يعد كما يريده الإسبان أن يكون.

نسي الإسبان فجأة… أننا سليلو ملاحم الريف وسجون المغرب السرية، وحلم الحرية. وتناسوا أن حرب الغازات السامة، إسبانية النشأة والعقيدة.

في المغرب، كانت لغات الإدانة والخجل والرفض لعملية النزوح الكبير الذي دبر بليل نحو سبتة، بالتأكيد، أكثر نبلا من كل لغات الحقد والعنصرية والهمجية التي استعملها الإعلام الإسباني ضد شعب، بمبرر الحرب ضد دولة.

لم تكن الصحافة الإسبانية، طيلة أيام الأزمة، تكذب. كانت فقط تقول الحقيقة… والحقيقة، أن إعلام إسبانيا يريد أن يرانا، كمغاربة، كما ــ كان! ــ العالم ينظر إلى الإسبان، لا كما يرانا العالم.

… في الأزمات بين الدول، الخاسر الأكبر عادة، هم الشعوب.

في الأزمة بين المغرب وإسبانيا، هناك خاسرون كثر… إضافة للشعوب.

خسرنا، ولعله أجمل انتصار، ذلك الوهم الذي رافقنا على امتدا عقود في أن:

1ــ الإعلام الإسباني مستقل

وأن …

2ــ القضاء الإسباني مستقل

وأن… وهذا الأهم

3ــ الإعلام الرسمي المغربي… يصلح لشيء.

اكتشفنا أن الإعلام الإسباني، لا علاقة له بمهنية ولا حرفية ولا استقلالية… لكن الأهم في الحكاية، أننا تأكدنا أن…

الإعلام الرسمي غير العمومي في المغرب… ذلك الإعلام الذي تضخ فيه الملايير من أموال الشعب، وتمارس فيه أبشع أنواع الإقصاء ضد المهنيين وأصحاب الرأي المستقل والمختلف… لا يصلح ليكون مجلة حائطية في مدرسة ابتدائية.

تناسل حولنا… الطبالون والباعة والفرٌاشة وشناقة المواقف…

تناسل المؤثرون…

استكان الإعلام الرسمي غير العمومي بالمغرب، للتفاهة والتافهين وباعة الكلام… ولكن…

في أول معركة…

اكتشفنا أن لا صوت لنا. أن ذلك الإعلام المؤداة أجوره من جيوبنا… لم ينجح حتى في جعل المغاربة، ينتصرون لمعنى الوطنية، ولو بشوفينية، فيهم…

خسر الإعلام الإسباني معركته المهنية وتحول لوحش.

وظل الإعلام الرسمي المغربي كما هو… كائنا لم ينجح حتى في أن يكون وحشا.

في النهاية…

نُذكر إعلام الحرب الإسباني، أنه لم يكن أكثر قوة منا في إدانة جريمة استعمال الأطفال في حرب لا مكان لهم فيها. لكنه…

كان أكثر انتصارا للفاشية، وأكثر عنصرية من اليمين المتطرف، وأكثر فرانكية من فرانكو. وأقل إنسانية من أعتى النازيين.

ونذكر الاتحاد الأوروبي، أنه في النهاية… كشف عن وجهه الحقيقي…

انه يدافع عن دولة تستعمر مدنا ومناطق في دولة خارج قارة أوروبا…

وأن كل دروس الحرية وحقوق الإنسان الأوروبية… تنهار حين تنتصر للاستعمار.

وهذا بعض من كلام

مقالات قد تهمك:

 

تعليقات

  1. محمد الفتوحي

    حلم ان شاء الله

  2. ابراهيم اشعو

    يارب الفوز

  3. ابراهيم اشعو

    اتمنى كل خير

  4. محمد الفتوحي

    حلم ان شاء الله يارزاق ارزق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *