محمد أمنصور: إنهم يدقون طبول الحرب في اتحاد كتاب الريع - Marayana - مرايانا
×
×

محمد أمنصور: إنهم يدقون طبول الحرب في اتحاد كتاب الريع

بعد تغير مفهوم الصراع داخل الهيئة من مواجهة الثقافة الرسمية للدولة المخزنية إلى الاقتتال حول المصالح العليا للأعضاء؛ من هم يا ترى الداعون اليوم “بلا حشمة بلا حيا” إلى إحياء الاتحاد؟ هل هذا ممكن؟
ثم بعث الحياة في جثة شبعت موتا من أجل ماذا ولأي دور؟

1 ـ في الثمانينيات من القرن الماضي، تقدمت بطلب للحصول على العضوية في اتحاد كتاب المغرب، فرفض طلبي. وعندما عرضت علي العضوية في وقت لاحق، رفضت العرض. يعني هذا باختصار أنني لم يسبق لي أن كنت عضوا في هذه الهيئة الوطنية التاريخية. أتحدث عن عالم ما قبل انهيار سور برلين وظهور الأنترنيت لمّا كان الاعتراف بالوضع الاعتباري للكاتب في مغرب اللاكتابة يشترط على الأقل شرطين:

ـ  نشر بعض الكتابات في أهم الملاحق الثقافية للمرحلة.

ـ الحصول على بطاقة العضوية في اتحاد كتاب المغرب (…)

اليوم، تغير العالم وتعولم. لم يعد للحزبي ذلك الدور المرعب في تشكيل الحقل الثقافي. تحقق حلم القرية العالمية الموحدة بأكثر الأشكال قسوة وتراجعت الأدوار التقليدية للأحزاب والجمعيات والنقابات والصحافة الورقية. أنزل الستار على المشهد القديم وتغيرت قواعد اللعبة على جميع المستويات. تم تجاوزالأسوار الوطنية ولم تعد صناعة الكاتب أو الاعتراف به حكرا على “مسامر الميدة” المحليين. تغير مفهوم الكاتب نفسه. أما الاتحاد، فقد كان طبيعيا أن ينهار ضمن ما انهار من مخلفات القرن العشرين. رحل عن دنيا القرن الحادي والعشرين بالسكتة القلبية وإن ظل يسمع له بين الحين والآخر أنين حشرجات احتضار طويل الأمد!(…)

3 ـ اليوم، أخرس اللغط الأزرق صوت النخبة المتنورة. توزع دور المثقف العضوي بين الدعاة والمؤثرين. عوض العالم الافتراضي الورق والعمل الجمعوي الميداني. انفلتت الشعبوية من عقالها فكنس باعة الدين وغوغاء المؤثرين الحضور الرمزي للمنظمة التاريخية سليلة فكر الحركة الوطنية .صرنا، ببساطة، في عالم آخر! (…)

4 ـ كيف لا أستغرب بعد كل هذا دعوة بقايا كتاب الريع من القرن العشرين إلى عقد مؤتمر استثنائي للمنظمة المرحومة في مدينة العيون بزعم بعث هيكلها العظمي من موته السريري المحقق؟ لكل هذا انشطر عقلي إلى شطرين: سائل ومجيب.

السائل: بعد تغير مفهوم الصراع داخل الهيئة من مواجهة الثقافة الرسمية للدولة المخزنية إلى الاقتتال حول المصالح العليا للأعضاء؛ من هم يا ترى الداعون اليوم “بلا حشمة بلا حيا” إلى إحياء الاتحاد؟ هل هذا ممكن؟ ثم بعث الحياة في جثة شبعت موتا من أجل ماذا ولأي دور؟

المجيب: وأنت تتحدث عن هذه الهيئة انتبه! فهي تتمتع بصفة المنفعة العامة وتتوفر على مقر جديد فخم بتعليمات ملكية، و…..

السائل: جيستومون، هذا الانتباه هو الذي يجعلني أستغرب لماذا كلما اقترب موعد مؤتمر من مؤتمرات الاتحاد يدقون طبول الحرب ويشحذون السيوف لقطع رؤوس بعضهم البعض. هل تعرف أنت ما الذي يحركهم؟

المجيب: لك أن تتخيل ما شئت، إلا المساهمة في هيكلة الحقل الثقافي المغربي، أو إعادة الاعتبار لصوت المثقف في مواجهة الشعبوية المتفشية، أو نشر الوعي النقدي بعد الانبطاح النقابي والحزبي والجمعوي، أو الدفاع عن قيم الحداثة؟ أو الانتصار لقضايا المرأة؟ أو الانحياز للإبداع؟ أو الصراع من أجل تكريس الديمقراطية؟

السائل: وكأني بك تلمح إلى هوسهم بالشرب والأكل والتهافت على السفريات والأكل والشرب وزبونية الفنادق والندوات والشرب والأكل والنشر وإخوانيات المؤتمرات والأكل والشرب وووو….؟

المجيب: هه.. يكفي! أ إلى هذا الحد هم عطشى وجوعى؟ إلى كان الأمر مرتبط غير باللهطة، فطوي عليا هاد الموضوع. سدينا! (…)

فعلا سدينا. بعد القطيعة التي تمت بين المنظمة التاريخية التي ناضل أعضاؤها من أجل بديل ثقافي جديد وبين الهيكل ـ المسخ الذي يضم اليوم كتاب الريع علاش ما نسدوش؟

السائل: تسمح لي بواحد السؤال؟

المجيب: ماعيتيش؟!

السائل: غير الله يخليك ممكن تقول لي من يصر اليوم على نفخ الروح في جثة متعفنة؟

المجيب: وا ارخف عليا الله يرحم الوالدين.. من غير كتاب الريع الذين كلما اقترب موعد مؤتمر الاتحاد يدقون طبول الحرب؟ (…)

نقطة، عودة إلى السطر!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *