مصطفى مفتاج يكتب:غزة والصمود العربي الإسلامي! وأخجل لأنهم لا يخجلون - Marayana - مرايانا
×
×

مصطفى مفتاج يكتب:غزة والصمود العربي الإسلامي! وأخجل لأنهم لا يخجلون

هيا أيها الشعراء، آن الأوان لقصائدكم ومقاماتكم شعرا ونثرا ورقصا وغناء ودموعا وغيرها، وكلها تغسل الذنوب كبائرها والصغرى.
أما أنا، فينهال دوي الفؤوس والتراب على نَفَسٍ ألتقطهُ لعلني أصير يوما ما إنسانا يستحق إنسانيته وما تبقى في الدنيا من كرامة أو ضمير.
وأصاب مع كل غارة بالهوان والإحساس أن زمنا انتهى وأن ثقبا أسود يلتهم العالم خير من هذا الزمان.
ثم أخجل لأنهم لا يخجلون ولن يخجلوا!

مصطفى مفتاح

ونحن نقفل الخمسة أشهرٍ على الجولة الجارية للحرب على فلسطين، وخصوصا في غزة، ينبهر العالم من الثبات والصمود العربي في مواجهة ما يحدث للفلسطينيين، وخصوصا منهم المدنيون، رجالا ونساء وأطفالا ورضعا، وصحافيين ومسعفين وعمران، من قصف وحصار وتجويع والعطش.

صمودٌ أسطوريٌّ صمودُنا، إصرارا على ألا يتزعزعَ ميزان القوى في المنطقة ولا يغامر المغامرون بجر “أحسن أمة أخرجت للناس” إلى التهور والزج بالنخوة والشهامة والفروسية العربية في التهلكة.

لقد اتفقنا، كل بلباسه الوطني، على أن نعد لأعداء العروبة القوة وما استطعنا من رباط الخيل بمساعدة عنترة وخالد بن الوليد وأبا فراس الحمداني وعمرو ابن كلثوم، “ليجهل فوق جهل الجاهلينا ويورد الرايات البيض حُمْرًا قد روينَا”.

ستصمد أمتنا المجيدة التي تتوعد كل من تسول له نفسه أن يتخلف عن الأناشيد القومية واستقامة الصفوف في المظاهرات التي ستنظمها القوانين. وسنبثُّ الرماة الأشاوس لمحاصرة من قد يحاصر السفارات الصديقة لمنع خطر الأيديولوجيات المستوردة ومنع تحريض أهلنا على الصبر. أهلنا الذين يطالبوننا بالسماح لهم بالموت والشهادة دون تمييز ولا حتى بالتقوى.

وسنستمر في الموقف الصامد العظيم والمثابرة حتى يشتد الخناق على معبر “رفح” والمعابر المماثلة ونحيي وندعم كل الدول الشقيقة المرابطة في الدفاع عن تزويد إسرائيل بالخضر لأن منتوجاتنا التي تعبر من أراض وأجواء عربية صامدة تَفُلُّ عزيمة العدو.

وبهدف تضليل العدو ومخابراته والأقمار الاصطناعية، ستستمر تلفزاتنا في بث المسلسلات المدبلجة والنشرات المنوِّمة وسهرات رمضان، وستستمر وكالات الأنباء الرسمية والأهلية في صب الزيت على نيران حروبنا الصغيرة والمسابقات بالجوائز حول من ستعضُّهُ “غوادالوبي” ومن ستدُسُّ العسلَ في طعام حريم سليمان القانوني.

سنرفع دعوى قومية جماعية لدى مجلس الأمن الدولي ضد دولة جنوب إفريقيا الفضولية لأنها تعترف بإسرائيل ومحكمة العدل الدولية وتلهي المجتمع الدولي عن حل الدولتين واللاءات.

وسيجتمع وزراء الشباب العرب ليبحثوا أثر العقوبات الأمريكية والفرنسية على المستوطنين الإسرائيليين.

وقبل أن يرتد إلينا طرفنا، سنرفع صوتنا عربيا فصيحا صريحا لتسجيل الصمود في تراث الأمة العربية وعموم الإنسانية لدى منظمة اليونسكو، راجين أن يهتدي أولئك اللبنانيون والحوثيون الذين يدعمون أهل غزة بوسائل غير ملائمة مثل إطلاق النار والصواريخ.

على أيٍّ، ستحدث جامعة دولنا العربية مدرسة للمهندسين في العلوم النظرية والتطبيقية للصمود العربي، لتنمية مواردنا البشرية وتكوينها المستمر بكل اللغات الحية والميتة وغيرها.

وسنعمل على إقرار مساهمة عاجلة لمساعدة قواتنا المرابطة قرب صلاة الجمعة وعلى الحدود، منعا لكل ما من شأنه إلهاء العدو وإزعاج السير والجولان في الشوارع والساحات.

وبمساعدة حلفائنا الدوليين، وعلى رأسهم الأشقاء التاريخيون في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، سنواصل صمودنا في استمرار الإيقاع بالعدو في شرك التطبيع للاستفادة من خبراته في السلاح والتجسس والزراعات المبذرة للمياه والغزو الناعم لأفريقيا في مواجهة عصابات الملحدين الروس و”سنلقنه درسا” في تربية السحالي والقطط المتجولة والحفاظ على بُرْدَةِ السكينة والسلام.

وحتى تستمر شمس العرب في جنوحها نحو الغروب، سنصدر أمرنا القومي لمراكز البحث والعلماء بوضع شواهد الملكية العلمية لتسجيل كل الاكتشافات التي سنستقيها من صبر وجلد السكان، رغم الحصار والغارات والفوسفور العنقودي والمعطيات حول شفاء الأشلاء وأجسام الأطفال وذوي القصور الكلوي من الإدمان على مواد البنج والتخدير والمعقمات غير الطبيعية قبل العمليات الجراحية.

ونأمل شفاء عاجلا لمن لا يريدون أن يخلصوا المشاهدين من صور إصاباتهم وأرقام قياس تحملهم المجاعة والعطش دون إهمال الأعراض العلمية والطبية والإحيائية التي تبرز عرضيا وبشكل كثيف، كتغطية الصحافيين لإصاباتهم وحرص المسعفين لما تبقى منهم ومن سيارات الإسعاف والطفيليات الأخرى وانقطاع الاتصالات التلفونية والالكترونية.

كل هذا سيحسن موازين التبادل التجاري مع العالم في أكثر المجالات علما وتقنية؛ ونتمنى ألا يتم إقصاء المسؤولين العرب المعنيين من جوائز “نوبل”.

ونرجو أن تستفيد الصناعات العربية الواعدة الموعودة من الخلاصات القمينة بالوصول إلى نتائج باهرة في زيادة ساعات العمل ونقص الوجبات الغدائية وعلاج حوادث الشغل بأقل التكلفة والحفاظ فقط على أطراف أجسام قوة العمل الضرورية للإنتاج.

سيقلدنا المركب العسكرتاري-الصناعي-الالكتروني- الذكي المصطنع. فلنأخذ سيل الحيطة ونسبق.

وعلى أية حال، لنا اليقين أن شغيلتنا ستبز أهل “حماس” و”الجهاد” والجبهات” وبعض “فتح” المرابطين وبقية البشر الساكنة هناك في غزة في التحمل والصبر والمكايدة القومية.

… يتشبث حكام عرب على إثقال ميزان حسناتهم بالعود والإصرار في قصف غزة بمعونات “إنسانية”. الله يتقبل!”

لكن، يؤسفنا أن تتسابق دولة “الولايات المتحدة الأمريكية الوصية الشقيقة” في رمي المساعدات الغدائية جوا على تجمعات الأهالي.

لكننا سنساعد أشقاءنا في الترويج لإضافة رياضتي قصف المساعدات بدقة بمختلف أوزانها واقتناص الأكياس وسط الرصاص الحي إلى الألعاب الأولمبية وتنظيم دوري لبطولات وطنية وقارية ودولية في هذه الرياضات.

سنقدم الدليل على أن “السيرك الروماني” بأسوده والنمور ومصارعيه العبيد ليس فقط مهارة أوربية، بل عربية أيضا وباستحقاق.

ومرورا للهجوم، سندعو لاجتماع عاجل لمنظمة العالم الإسلامي حتى يصدر قرارا عاجلاً يطالب دولة تركيا فورا بالكف عن توجيه قناة “TRT” لتغطية عورتنا في غزة وبث صور الضحايا دون إذن من توفى من أولي الأمر أو ما تبقى من أشلائهم، كما أن دولنا المتواجدة في “الاتحاد الافريقي” ستطالب باتخاذ عقوبات ضد دولة جنوب افريقيا للأسباب المعروفة وسنرسل سفراء للاحتجاج على كل الحكومات التي تفضح ما يجري في تلك المنطقة العزيزة على قلوبنا.

ونوصي الشهداء أن يلفوا حول جثثهم كل أشلاءهم ويبادروا للإدلاء بهوياتهم واصاباتهم لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لعله يلعق الآيس كريم وباله مرتاح.

وفي الختام، ومباشرة بعد انتهاء “التوتر” في غزة فلسطين، سننكس الأعلام وننشر الخيام بالألوان الوطنية ونجهزها لتنظيم حفلات الرثاء والتأبين لكل من وافاه أجل العناق الأخير مع رصاص وقنابل وصناديق المساعدات، ونفتح باب المساهمة لكل من لم يرف له جفنٌ ولا أثَّرتْ في فصاحته وجزالة لفظه كل المآسي التي وقعت حين وقعت الأحداث المؤسفة هناك في الشرق الأدنى للنفط القومي العزيز.

هيا أيها الشعراء، آن الأوان لقصائدكم ومقاماتكم شعرا ونثرا ورقصا وغناء ودموعا وغيرها، وكلها تغسل الذنوب كبائرها والصغرى.

أما أنا، فينهال دوي الفؤوس والتراب على نَفَسٍ ألتقطهُ لعلني أصير يوما ما إنسانا يستحق إنسانيته وما تبقى في الدنيا من كرامة أو ضمير.

وأصاب مع كل غارة بالهوان والإحساس أن زمنا انتهى وأن ثقبا أسود يلتهم العالم خير من هذا الزمان.

ثم أخجل لأنهم لا يخجلون ولن يخجلوا!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *