بعد دعوة وزير الداخلية للقاء النقابات. فاطمة أبدار تكتب: همسة في أذن المهرولين …
كل الذين يرددون بعد “نجاح” المحطة النضالية لإضرابات الشغيلة التعليمية : “هيا هيا نجري جريا للحوار مع وزير الداخلية”… ولعابهم يسيل لأجل بعض الفتات المنتظر، بعد سنوات عجاف تفننت فيها …
كل الذين يرددون بعد “نجاح” المحطة النضالية لإضرابات الشغيلة التعليمية :
“هيا هيا نجري جريا للحوار مع وزير الداخلية”… ولعابهم يسيل لأجل بعض الفتات المنتظر، بعد سنوات عجاف تفننت فيها الحكومة في الإجراءات التفقيرية للشغيلة وعموم المواطنين…
كل هؤلاء… هم كمن صام دهرا وأفطر على بصل …
أيها المهرول…
يجب أن تعلم أن تاريخ النقابات اليسارية المجيد، يعلمنا درسا عرفنا فيه كيف ندبر جدلية الخبزي والسياسي بحكمة وتبصر وسعة أفق، بما يخدم مصالح الوطن والشغيلة في نفس الآن… وهذا ما جعل للنقابات في الماضي صوتا مسموعا، وقاعدة شعبية واسعة، وأعطاها ندية في الحوار ومصداقية في الخطاب…
الهرولة… سلوك يعود بالبلاد، من حيث لا يدري، إلى مؤسسة بيت الطاعة المخزنية وإلى العهد سيئ الذكر للبصري، وإعادة بعث ما يسمى بـ”أم الوزارات” العابرة للوزارات و للقانون والمؤسسات!!!
لأجل ذلك…
يجب عليك أيها المهرول… الكف عن الممارسات التي تقزم دور مؤسسة “الحوار الاجتماعي” والقفز على الصلاحيات الدستورية التي تنظمها !!
إقرأ أيضا: شرعية “البنية” أو شرعية القهر؟
إن الهرولة سلوك الضعفاء اليائسين الذين لا يعرفون كيف يناورون ليستعيدوا زمام المبادرة وقوة الموقف وصلابته!!! إنه سلوك يعود بالبلاد، من حيث لا يدري، إلى مؤسسة بيت الطاعة المخزنية وإلى العهد سيئ الذكر للبصري، وإعادة بعث ما يسمى بـ”أم الوزارات” العابرة للوزارات و للقانون والمؤسسات!!!
أهمس لنقابييينا المهرولين مهما كانت مشاربهم وألوانهم السياسية ومقارباتهم للأوضاع وتقديراتهم السياسية، ومهما بلغ حنقهم وغضبهم من الأداء الحكومي الضعيف والآثم، أن ذلك… ليس مبررا يمكن امتطاؤه لاغتيال الديمقراطية والانجراف لحوار اجتماعي مع وزارة الداخلية بدلا عن رئاسة الحكومة…
كل مهرول يردد بدون حياء، وقد سمعنا ذلك في بعض التصريحات، أن…” المخزن هو الي كاين”! هو نقابي بئيس لا يدرك خطورة موقفه المتسرع الذي لا يستحضر سوى مصالحه الصغيرة والآنية ولا يرى أبعد من أرنبة أنفه …
لسنا ثعابينا تزحف على بطونها، ولا ينبغي أن نقايض الديمقراطية بالدافع الخبزي…
… يفترض، ومن منطلق سياسي يفرض نفسه الآن أكثر من أي وقت مضى، أن نقوم بالدفع أكثر فأكثر في اتجاه الديمقراطية وتقوية وتعزيز دور المؤسسات من خلال رفض هذه الدعوة الملغومة…
في نفس الوقت… أعود وأقول إن تقوية دور المؤسسات، ليس مسؤولية النقابات وحدها فقط… إنه أيضا دور ومسؤولية رئاسة الحكومة !!
إقرأ أيضا: هشام روزاق يكتب:”الميتروقراطية” المغربية… بنسودة، الخازن العام لخدام الدولة
فلماذا إذن…لم نر ولو مجرد تصريح للسيد رئيس الحكومة، يشجب هذه الدعوة ويتشبث بدوره وصلاحياته الدستورية ؟؟
إننا لنخجل ونحن نستحضر جلسات الحوار السابقة مع أعضاء هذه الحكومة غير المسؤولين… الذين يفتقدون للياقة وللحس الإيطيقي…
كل مهرول يردد بدون حياء أن…” المخزن هو الي كاين”! هو نقابي بئيس لا يدرك خطورة موقفه المتسرع الذي لا يستحضر سوى مصالحه الصغيرة والآنية ولا يرى أبعد من أرنبة أنفه …
نخجل… ونحن نستحضر، أنهم أول من يسيئ لمؤسسة الحكومة وللحوار الاجتماعي ويفرغه من محتواه الجاد… بل ويحوله إلى مناسبة للاستهزاء بالإطارات النقابية وزرع الألغام في حقل الديمقراطية…
… فبعد أن عمل كبيرهم الذي علمهم السحر، على إضعاف النقابات والأحزاب وكل إطارات الوساطة، وقتلها بخطاباته الشعبوية وكتائبه الإلكترونية ومناوراته السياسية الخبيثة… ها هو اليوم يجني ما زرع !!!
أستحضر في هذا السياق كيف جلس “يتيم” الكفاءة والحضور، إلى جانب رئيس الحكومة بطريقة مهينة، وهو يقلم أظافره تارة وينظر في حاسوبه الشخصي تارة أخرى، غير آبه بمحاوري رئيس الحكومة، مستصغرا حضورهم، وغير محترم للمقام المؤسسي الذي يمثله ولا لمقام من يحاورهم بوصفهم ممثلي الشغيلة وليسوا هنا بصفتهم الشخصية!!
إن اليد الواحدة لا تصفق… ولكنها يمكن أن “تصرفق” وجه البلد وتعيده بكل سهولة إلى ما مضى …
إقرأ أيضا: من يحكم المغرب؟ … “جهات ما”
على جميع الأطراف إذن… إدراك حجم مسؤوليتها لإعطاء الحوار بعده الجدي والمسؤول بما يضمن سلامة الممارسة الديمقراطية ويستجيب لانتظارات الشغيلة وتراكم ملفاتها المطلبية والتي فاض بها وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى.