بعدما اقتربت المواعيد المُحدّدة… إلى أين وصل العالم في إنتاج “لقاح كورونا”؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية وجود سباق محموم لإنتاج لقاح ضد الفيروس، وقد أحصت عشرات مشاريع اللقاح، بعضها يوجد فعلا في آخر المراحل… وفي هذا التقرير نتابع أهمّها، وموعد توفّرها.
منذ أن ظهر فيروس كورونا المستجد وأخذ يكتسي صفة “جائحة كوفيد-19″، سارع العلماء إلى إخبار العالم بحقيقة واحدة على الأقل:
لا شيء ينقذنا من هذا الكابوس سوى لقاح فعال وآمن.
دخل العالم بعد ذلك حجرا صحيا أسهم في خفض معدلات الإصابة، بيد أنه لم يقضِ على الفيروس لتفشل أكثر التوقعات تفاؤلا.
بينما كانت شركات الأدوية تنفق حوالي 150 مليار دولار سنويا على مشاريع الأدوية، يتوقع بحسب تقارير إعلامية، أن تبلغ قيمة صناعة الأدوية هذه السنة 1.4 تريليون دولار.
ثمّ حدثَ أن ضاق العالم ونفد صبره، فأخذ يرفع تدريجيا تدابير الحجر الصحي… وكان أن عاد الفيروس إلى شراسته ليصدق توقع الموجة الثانية.
في الواقع، وعهدة هذا الكلام على بعض العلماء، لا تُعزى شراسة الفيروس بالنحو الذي نعيشه الآن إلى تحوّر أو طفرة ما عرفها بعد فصل الصيف… إنّما إلى نفاد صبر البشر، وتخلّيهم التدريجي عن الإجراءات الوقائية.
ويبدو أنّ هذا الاستنتاج، فضلا عن كونه علميا، صحيحٌ بالبداهة ذلك أن البيئة التي ينشط فيها الفيروس أكثر من غيرها تحمل الصفات نفسها: بيئةٌ لا تخضع (أو بقليل) للإجراءات الوقائية والحاجزية.
اقرأ أيضا: سكان العالم القروي في زمن كوفيد 19… حياتنا عبء على السياسي
اليوم ونحن في نهايات أكتوبر، نقف على أعتاب الأمتار الأخيرة للمواعيد التي حددتها شركات عديدة فيما مضى لإنتاج لقاحات مضادة للفيروس.
كثيرا ما يحدث، بالمناسبة، أن المرء يتعب في الأمتار تلك… الوصولُ يكون حينها قريبا، لكنّ الخطى شاقة أكثر من أي وقت مضى.
فهل من لقاح في الأفق القريب، كما وُعدنا، يُنهي مأساة العالم هذه؟
سباقٌ محموم
تؤكد منظمة الصحة العالمية وجود سباق محموم لإنتاج لقاح ضد الفيروس، وقد أحصت فعلا ما لا يقل عن 150 مشروع لقاح في مرحلة التطوير ما قبل السريري.
بينما كانت شركات الأدوية تنفق حوالي 150 مليار دولار سنويا على مشاريع الأدوية، يتوقع بحسب تقارير إعلامية، أن تبلغ قيمة صناعة الأدوية هذه السنة 1.4 تريليون دولار.
صرّح وزير الصحة، خالد آيت الطالب، أن اللقاح سيحل بالبلاد بحلول السنة القادمة أو آخر السنة الحالية…
فضلا عن المشاريع السابقة، تصرّح المنظمة، يوجد 42 لقاحا مرشحا دخل في تجارب سريرية على البشر حول العالم.
عَشرٌ من هذه اللقاحات… بلغ المرحلة الثالثة!
المرحلة الثالثة هذه، جدّ متقدمة، وتقوم الشركات المُحضّرة خلالها بتقييم فعالية اللقاح على نطاق واسع؛ في عدة قارات وعلى عشرات الآلاف من المتطوعين.
غير أنّ منظمة الصحة العالمية، كما عهدناها خلال الجائحة، واقعيّةٌ على نحو قد لا يستحمله البعض…
اقرأ أيضا: جائحة كورونا وسوسيولوجيا الهامش
كبيرة العلماء في المنظمة، سمية سواميناثن، قالت للصحافة في الآونة الأخيرة: “لكي نكون علميين، فإننا نتوقع أنه بحلول منتصف عام 2021 سيتوفر لقاح يمكن نشره على نطاق واسع”.
خيبات الأمل التي تعرّض لها البشر طيلة الفترة الماضية من إنتاج لقاح في أقرب الآجال، جعلتهم، إلى حد ما، يستغنون عن سؤال: متى؟
منظمة الصحة العالمية: “لكي نكون علميين، فإننا نتوقع أنه بحلول منتصف عام 2021 سيتوفر لقاح يمكن نشره على نطاق واسع”.
لكن متى فعلا؟ الآراء العلمية متعددة وكلها يتفق في انقضاء العام قبل الحديث عن توفّر لقاح.
في المغرب، مثلا، صرّح وزير الصحة، خالد آيت الطالب، أن اللقاح سيحل بالبلاد بحلول السنة القادمة أو آخر السنة الحالية… أيا يكن، اللقاح ذاك صينيّ وشارك في تجاربه السريرية نحو 600 متطوع مغربي بموجب اتفاق سابق بين الطرفين.
اقرأ أيضا: الدراسات الطبية… هل انكشف المستور في زمن كورونا؟ 2/1
لم تُسجّل، بالمناسبة، أي أعراض جانبية خطيرة لهذا اللقاح على المتطوعين المغاربة. خلاف ذلك ولّد استجابة مناعية قوية، بحسب الصحافة المحلية، ويُنتظر أن يدخل المرحلة الرابعة في قادم الأيام؛ مرحلة تصنيع اللقاح.
هذا عن اللقاح الصيني الذي يهمّ بإنتاجه مختبر “سينوفارم” في معهد بكين للمنتجات البيولوجية، فماذا عن أبرز مشاريع اللقاح الأخرى؟
لقاح “سبوتنيك” الروسي
كان أول لقاح يُعلن عنه عالميا بعدما رخّصت روسيا باستخدامه محليا منذ غشت 2020.
الواقع أن مخاوف كثيرة أبرزها العلماء في الغرب حياله إذ خمّنوا أن روسيا تخطت مرحلة ما من أجل حيازة السبق.
اقرأ أيضا: هل تُعجّل جائحة كورونا بالقضاء على الفجوة الرقمية في العالم؟
بيد أن تقريرا نشرته دورية لانسيت الطبية، تورد بي بي سي، أكد أن كل شخص تناول اللقاح طوّر أجساما مضادة لمحاربة الفيروس دون أن يتعرض لأي أعراض جانبية خطيرة.
مع ذلك، يُصرّ بعض الخبراء على أن التجارب كانت أصغر من أن تثبت فاعليته وسلامته.
شركة “بيوكاد” الروسية، المنتجة للقاح، أعلنت عزمها البدء في الإنتاج الصناعي لهذا اللقاح قبل دجنبر 2020.
لقاح أوكسفورد
آمال كبيرة تُعقد على هذا اللقاح. التقارير الإعلامية تشير إلى أنه من بين أكثر اللقاحات الواعدة في العالم.
تُنتجه جامعة أوكسفورد بشراكة مع “أسترا زينيكا” البريطانية، وآخر أخباره أنه أظهر استجابة مناعية قوية.
اقرأ أيضا: جائحة كورونا تعمق أعباء الديون للاقتصادات المتقدمة
تشير أنباء حديثة إلى وفاة متطوع في البرازيل بسببه، إلا أن وكالة بلومبرغ توصلت إلى أنه تلقى جرعة من الدواء الوهمي، لا من اللقاح… وهكذا استمر اللقاح في خوض مرحلته الثالثة.
لقاح مودرنا
لقاح تهم بتحضيره شركة مودرنا الطبية الأمريكية، وقد دخل مراحله النهائية في وقت مبكر.
تشير تقارير إعلامية إلى أنها بدأت اختبارات تضم 30 ألف متطوع منذ يوليوز 2020، فيما توصلت الدراسات الأولية إلى أنه أظهر استجابة مناعية وأنه كان آمنا بشكل عام.
اقرأ أيضا: السيد منصف السلاوي… باحث أمريكي من أصول مغربية
الرئيس التنفيذي للشركة، ستيفان بانسيل، أكد أن الحكومة الفيدرالية يمكن أن تأذن باستخدامه في حالات الطوارئ ابتداء من دجنبر 2020، مشيرا إلى أن الشركة حققت نتائج إيجابية سيتم الإعلان عنها في نونبر.
الشركة تُخطّط بالمناسبة لإنتاج نحو 20 مليون جرعة بحلول آخر العام، وما لا يقل عن 500 مليون جرعة في العام المقبل.
لقاح فايزر وبيوتنيك
لقاح يجري تحضيره بين “فايزر” الأمريكية و”بيوتنيك” الألمانية، ويوجد هو أيضا في ثالث المراحل.
اقرأ أيضا: الجائحات… مصائب الفقراء عند الأثرياء فوائد!
الشركة الأمريكية أشارت في وقت سابق إلى أنها ستحدد قريبا ما إذا كان اللقاح فعالا بناء على تجربتها السريرية التي تشمل 40 ألف شخص.
وقالت إنها قد تقدّم طلبا للحصول على ترخيص أمريكي لاستخدامه في أواخر نونبر، بما يعني أنه من الممكن توفره في الولايات المتحدة قبل نهاية العام الجاري.