ترنيمة عشق للركح - Marayana - مرايانا
×
×

ترنيمة عشق للركح

الانتقال من دور ليلى لدور الذئب لا يحتاج شخوصا متربصة وفضاء معتما وموسيقى رعب وترقب، كما لا يحتاج سيناريو التظلم لتبرير البكاء، فالدموع تسري حسب الطلب كما الترجي، يطفو حسب درجة العتب، دون الحاجة لتبرير السبب.

 خالد وديرو: مدون وطالب إعلام

 

المسرح أبو الفنون، منه انبثقت باقي الأجناس الفنية الست.

يؤكد المؤرخون أن “الأغورا” اليونانية هي الينبوع الذي تفتقت منه هذه العبقرية التعبيرية وسارت عبر التاريخ الإنساني الطويل بين منعرجات المخيال الفردي والجماعي لثقافات مختلفة متناسلة، لقح بعضها بعضا ليخلق فصولا جديدة وأوراقا ملونة تُطوى صفحاتها من سنة لأخرى.

يقال إن مارون النقاش هو من جلب هذا الفن التعبيري من إيطاليا إلى لبنان. ومنه إلى باقي الدول المجاورة، مستمتعا بلوحاته وإمكانياته الإبداعية بين أشجار الأرز الشاهقة المتجذرة في عمق وعبق التاريخ الشامي الطويل.

إقرأ أيضا: 1984 لجورج أورويل: رواية لكل زمان ومكان؟

 يحكى أن الأدوار النسائية كان يتكلف بها بعض الرجال نظرا للطابع المحافظ للبيئة الاجتماعية آنذاك خصوصا وأن هذه العروض كانت تقدم بشكل مغلق وحصري بل وعائلي نخبوي…

 الركح أخاذ ساحر…

لكنه أيضا خاذل غادر، ليس فيه لا رابح ولا خاسر، أضواؤه براقة حتما! لكن نجوميته عابرة لا فرق فيها بين “الكومبرس” و “البطل”، بين دور رئيسي وثانوي.  بين الأضواء والكواليس.

لكن المتعة والفرجة دفعت التاريخ للتلوين والالتواء لتحضير أشهى الأطباق المسرحية، وجعلت من البساطة شرارة إبداع لا متناهي.

لا يهم، المسرح أب الفنون قطعا…

تبدل الأدوار من فصل لآخر لا يحتاج الكثير من مساحيق التجميل ولا لمؤثرات خاصة…

الانتقال من دور ليلى لدور الذئب لا يحتاج شخوصا متربصة وفضاء معتما وموسيقى رعب وترقب، كما لا يحتاج سيناريو التظلم لتبرير البكاء، فالدموع تسري حسب الطلب كما الترجي، يطفو حسب درجة العتب، دون الحاجة لتبرير السبب.

المسرح قطعة واحدة وقصة واحدة قطعا… لكن مع استعداد دائم لتغيير الدور وتبديل القناع تبعا لتبدل أحوال الطقس تارة، أو نزولا عند طلبات المتتبعين وإرضاء لفضولهم تارة أخرى…

إقرأ أيضا: من تونس، رحمة خميسي تكتب – ياسمينة خضرا: بين بطش السّلاح وسحر القلم، يولد الإبداع

 بين التذكر والتناسي تختلف تقاسيم وملامح الوجه، ويعاد ترتيب الأولويات، بين مؤهل وفاشل، وسيم ومذموم، رشيق أو بوم… بيتزا حسب الطلب.

الركح أخاذ ساحر…

لكنه أيضا خاذل غادر، ليس فيه لا رابح ولا خاسر، أضواؤه براقة حتما! لكن نجوميته عابرة لا فرق فيها بين “الكومبرس” و “البطل”، بين دور رئيسي وثانوي.  بين الأضواء والكواليس.

… أضاعت “ساندريلا ” مقاس حذائها الوردي وتنظر “بروكست” ليغير المقاس من جديد.

فلكل واحد دور والزمن دوار، والرابح الأكبر فيه هو “جناب” الجمهور.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *