هل هي نهاية “فحص العذرية”؟ أطباء مغاربة يمتنعون عن منح شهادة العذرية ويدعون إلى مقاطعتها - Marayana - مرايانا
×
×

هل هي نهاية “فحص العذرية”؟ أطباء مغاربة يمتنعون عن منح شهادة العذرية ويدعون إلى مقاطعتها عذرية المرأة... للطب قوله الفصل الذي لا يعتد به المجتمع! (الجزء الأول)

في سابقة من نوعها، أخذ أطباء مغاربة في القطاعين العام والخاص، منذ أسابيع، يمتنعون عن منح شهادة العذرية للنساء المقبلات على الزواج، كما يدعون إلى مقاطعتها؛ إذ اعتبروا الشهادة “إهانة …

في سابقة من نوعها، أخذ أطباء مغاربة في القطاعين العام والخاص، منذ أسابيع، يمتنعون عن منح شهادة العذرية للنساء المقبلات على الزواج، كما يدعون إلى مقاطعتها؛ إذ اعتبروا الشهادة “إهانة لكرامة المرأة وتتسبب لها في أمراض نفسية”.

قرار هؤلاء الأطباء جاء على خلفية تقرير مشترك، صدر في أكتوبر 2018، عن منظمة الصحة العالمية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دعا المغرب ودولا أخرى إلى حظر اختبار العذرية.

غشاء البكارة، ببساطة، غشاء يقع في القناة المهبلية للأنثى، يختلف الأطباء بشأن وظيفته، لكن أغلبهم يؤكد أن لا وظيفة محددة له في جسم المرأة… أما في عرف المجتمع، فوظيفته لا غنى عنها: إثبات عذرية الأنثى، ومن ثم شرفها!

التقرير أوضح أن “الفحص الطبي الذي يجريه الأطباء لمعرفة ما إذا كانت الفتاة قد قامت باتصال جنسي مهبلي، يشكل صدمة نفسية لها ولا أساس له مطلقا من الناحية العلمية أو الطبية”.

تقرير “القضاء على فحص العذرية”، أكد أنه “لا فحص يثبت أن المرأة كانت تمارس الجنس من قبل”، وأن هذا الاختبار “انتهاك لحقوق الإنسان”، مسجلا أنه “من غير الأخلاقي بالنسبة للأطباء القيام بهذا النوع من الكشوفات الطبية”.

بالمقابل، تقول الحكومة المغربية إن شهادة العذرية هذه، لا أساس قانوني لها في المغرب؛ ذلك أن الشهادة الطبية التي تسلم للخطيبين، تتعلق بتأكيد عدم إصابة أي منهما بأمراض معدية وحسب، كما يفيد بذلك القرار المشترك لوزيري العدل والصحة، الصادر في مارس 2004.

وبالرغم من ذلك، ولأسباب مختلفة، لا يزال بعض الأطباء ومقدمي الخدمات الصحية يجرون اختبار العذرية ويقدمون شهادات طبية بخصوص ذلك، وهو ما يحاول أطباء آخرون التصدي له مؤخرا.

غشاء البكارة… لا وظيفة له طبيا، بيد أنه مجتمعيا: كل شيء!

غشاء البكارة، ببساطة، غشاء يقع في القناة المهبلية للأنثى، يختلف الأطباء بشأن وظيفته، لكن أغلبهم يؤكد أن لا وظيفة محددة له في جسم المرأة… أما في عرف المجتمع، فوظيفته أساسية لا غنى عنها، ولأجلها وجد في جسم المرأة: وظيفة إثبات عذرية الأنثى، ومن ثم شرفها!

في مجتمعات كالمغرب، لغشاء البكارة أهمية تكاد لا تضاهيها أهمية، ويذهب البعض في سبيل التيقن من وجودها، بعيدا في الغرابة… يقول بعض الباحثين، مثلا، إنه في إحدى القرى المغربية، تخضع الفتاة لفحص يدعى “اختبار البيض” للتيقن من عذريتها.

هذا الفحص الغريب من نوعه، ينص على استلقاء الفتاة على ظهرها مفرجة ساقيها، فيما تقوم امرأة مسنة بكسر بيضة على فرجها؛ فإذا انزلقت إلى داخله، عرفت بأنها غير عذراء!

شهادة العذرية هذه، لا أساس قانوني لها في المغرب؛ ذلك أن الشهادة الطبية التي تسلم للخطيبين، تتعلق بتأكيد عدم إصابة أي منهما بأمراض معدية وحسب.

نعم، للمجتمع طرقه الخاصة في الكشف عن العذرية، طورها على امتداد زمن طويل من أسطورة الشرف، حتى لكأنه يبدو امتناع الأطباء عن منح شهادة العذرية بلا طائل.

في الواقع، يتردد كثير من الأطباء وذوي الاختصاص في إثبات عذرية الأنثى بناء على شكل البكارة؛ فهو أنواع عديدة، ومنها ما لا يتمزق حتى مع وجود علاقة جنسية بالإيلاج. هذا دون أن ننسى أن أشكالا أخرى من الممارسة الجنسية يمكن أن تتم، دون أن يكون هناك افتضاض لغشاء البكارة. وبالتالي، فوجوده لا يثبت “العذرية”.

ثمة أيضا منه ما يكون سميكا إلى درجة تمنع الإيلاج؛ إذ لا يتمزق الغشاء إلا بعملية جراحية أو خلال الولادة؛ علما أن الحمل قد يحدث حتى مع وجود غشاء بكارة سليم.

بل إن الخبراء الجنائيين في معرض الكشف عن علامات الأذية التي تعرض لها غشاء بكارة طفلة ما في قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، يواجهون صعوبة بالغة في إيجاد أدلة قاطعة عن تأذيه، بخاصة إذا ناهز الزمن بين الاعتداء ونقل الطفلة إلى المشفى مدة طويلة.

بالتأكيد أن المغرب لا يعرف وجود ظاهرة “جرائم الشرف”، كما قد نجد في بعض بلدان الشرق الأوسط. لكن، ومع ذلك، يبقى الدم عند السواد الأعظم دليلا قاطعا على عذرية الأنثى ومن ثم شرفها.

هكذا، حين نعلم أن ثمة أغشية بكارة مطاطية لا تتمزق خلال الإيلاج، وأن هناك فتيات يولدن دون غشاء بكارة، هل نعي عدد النساء اللواتي اتهمن ظلما بـ “الفجور” لمجرد أن الدم لم يسل ليلة الدخلة؟

في الجزء الثاني: في ليلة الدخلة، ينقلب المجتمع على القوانين التي أحاطت بالمرأة سنينا طويلة قبل زواجها. هكذا، ما كان عارا، سيغدو شرفا تفرح به العائلة… بيد أن ذلك واقف على شرط الدم، مرة أخرى!

لقراءة الجزء الثاني: عذرية المرأة… حين يصبح “العار” بالزواج شرفا! (الجزء الثاني)

– اقرأ أيضا:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *