هشام روزاق يكتب: مذبحة نيوزيلاندا. يؤلمكم أنكم… لستم القاتل!؟ - Marayana - مرايانا
×
×

هشام روزاق يكتب: مذبحة نيوزيلاندا. يؤلمكم أنكم… لستم القاتل!؟

… في النهاية، للأسف… وبكامل لغات العجز، بكل مفردات الرعب، انتصر المنطق. همجية نيوزيلاندا… هي بكل اللغات الباردة، انتصار لمنطق الدين الوحيد الذي يحكمنا اليوم. دين الدم… دين عبدة الدم. …

… في النهاية، للأسف… وبكامل لغات العجز،

بكل مفردات الرعب، انتصر المنطق.

همجية نيوزيلاندا… هي بكل اللغات الباردة، انتصار لمنطق الدين الوحيد الذي يحكمنا اليوم. دين الدم… دين عبدة الدم. دين أولئك الذين يعتقدون أنهم يؤمنون أن الخالق واحد، وينكرون أنهم خلقوا إلههم كما أرادوه… كما تصوروه في أبشع الصور. صور الأشلاء والجثث والدماء التي يسيلونها باسمه.

نعم… جريمة نيوزيلاندا الإرهابية، هي انتصار لمنطقكم. هي إفلاس وهزيمة لمنطقنا، منطق معاداة القتل. منطق الحياة… الحياة التي خلقها إله تقتلون اليوم باسمه.

تسقط جثث مخلوقات الله ضحايا للهمجية في باريس، فتبررون الدم، لأن الضحايا ليسوا منكم. يقتل الأبرياء في لندن ومدريد ولبنان ونيويورك ومالي و… فتعتبرون الأمر، مجرد رد فعل طبيعي ضد الظلم. تعتبرون أن دينكم فقط، هو الدين الحق… أن لا حياة لبشر خارج هذا الدين، وأن من حقكم أن تسترجعوا هذا الحق، كما لو أن حياة مخلوقات الله، كانت مجرد دين استعصى على مستدينه منكم أن يوفي به.

المقرف هنا، أن الحرب القذرة تدور بينكم، وأن الضحايا نحن.

المقرف… أن السلاح سلاحكم، ودين الدم دينكم، والإله الذي صنعتموه قاتلا، هو إلهكم… والضحايا دائما نحن…

نحن… حين نكون في مسجد للصلاة لإلهنا، حين نحتفي بإلهنا الذي لا تعرفون، في معبد أو كنيسة أو مسجد.

الضحايا نحن، حين نمجد الحياة التي منحنا إياها الإله، فيغتالنا ويغتالها جبنكم.

يغتالنا جبنكم ونحن نحتفي بالحياة في مسرح في باريس أو حفل فني في مرقص بإسطنبول أو… في مطعم بالدار البيضاء.

إقرأ أيضا: هجوم نيوزلندا الإرهابي: حين تنتصر الكراهية…

أنتم في النهاية، نفس الرشاش ونفس الرصاص، ونفس العته… ونفس التبرير… لا لشيء سوى لأنكم لا تريدون منا أن نؤمن بالله الذي خلق الحياة، ولكن…

تريدوننا عبدة لإله أنتم خلقتموه.

هنيئا لكم إذن اليوم… بهذا النصر العظيم. بهذا الدم المراق في مساجد نيوزيلاندا الذي… لم يزدكم إلا إيمانا بعقيدة الدم.

… جريمة نيوزيلاندا، كان يفترض فيها أن تحرك فيكم، أول حكاية الدين… أن ترجعوا لأول النص الذي قال: “اقرأ!”…

لكنكم… أبدا لم تقرؤوا. أبدا لن تقرؤوا.

سقط ضحايا حربكم الجبانة والقذرة باسم الله في نيوزيلاندا، فحزنتم…

… دعنا ــ أيها القاتل، الذي يتدثر في ثوب الضحية ــ نتحدث بصراحة: أعرف أنك لم تحزن بالمرة من أجل ضحايا مجزرة نيوزيلاندا، فلو كان فيك طريق للحزن، كنت سلكته حين سقط عباد الله ضحايا همجية في كنيسة أو معبد يهودي… أو في حفل وشارع. الذي حدث في نيوزيلاندا، لم يفعل فيك… أكثر مما تفعل بعض المواد الكيماوية، في الصدأ. قتل الأبرياء في نيوزيلاندا، أزال كل الصدأ الذي علق بك منذ مدة، فعدت… عدت لذات لغات القتل. عدت تبرر الهمجية، وتدعو للقتل

حزنتم، ليس لأن الدم أريق باسمكم…

ليس لأن عبدة الله قتلوا وهم بين يديه.

حزنتم فقط… لأن القاتل لم يكن أنتم، ولأن المقتول لم يكن الآخر. لأن المقتول هذه المرة… هو ببساطة، من سرقتم إلهه منه. لأن المقتول، تصورتموه دائما… السابق بالقتل… لا المستحق للقتل.

تسقط جثث مخلوقات الله ضحايا للهمجية في باريس، فتبررون الدم، لأن الضحايا ليسوا منكم. يقتل الأبرياء في لندن ومدريد ولبنان ونيويورك ومالي و… فتعتبرون الأمر، مجرد رد فعل طبيعي ضد الظلم. تعتبرون أن دينكم فقط، هو الدين الحق… أن لا حياة لبشر خارج هذا الدين، وأن من حقكم أن تسترجعوا هذا الحق، كما لو أن حياة مخلوقات الله، كانت مجرد دين استعصى على مستدينه منكم أن يوفي به.

إقرأ أيضا: على هامش الحادث الإرهابي لنيوزيلاندا، مرايانا تستحضر جرائم إرهابية أخرى… باسم الرب

نعم…

بكل اللغات الباردة التي أدمنتم حقننا بها. بكل مفردات البشاعة… بكل أبجديات منطقكم، أنتم، اليوم أيضا، القاتل لا القتيل.

مذبحة نيوزيلاندا، جاءت لتقول لكم فقط:

لستم وحدكم من يجيد صناعة إله دموي على المقاس،

لستم وحدكم من يقتل باسم الحقيقة المطلقة،

لستم وحدكم من يقبل على الموت طمعا في الخلود،

مذبحة نيوزيلاندا، جاءت لتقول لكم فقط: الدم عقيدة واحدة، والقتل رسول القاتلين… والبشاعة كتاب همجيتكم المقدس.

لأجل هذا… دعنا ــ أيها القاتل، الذي يتدثر في ثوب الضحية ــ نتحدث بصراحة:

أعرف أنك لم تحزن بالمرة من أجل ضحايا مجزرة نيوزيلاندا، فلو كان فيك طريق للحزن، كنت سلكته حين سقط عباد الله ضحايا همجية في كنيسة أو معبد يهودي… أو في حفل وشارع.

الذي حدث في نيوزيلاندا، لم يفعل فيك… أكثر مما تفعل بعض المواد الكيماوية، في الصدأ.

قتل الأبرياء في نيوزيلاندا، أزال كل الصدأ الذي علق بك منذ مدة، فعدت… عدت لذات لغات القتل. عدت تبرر الهمجية، وتدعو للقتل.

عدت… تعتبر قتل مسلمين، حربا ضد الإسلام.

بكل اللغات الباردة التي أدمنتم حقننا بها. بكل مفردات البشاعة… بكل أبجديات منطقكم، أنتم، اليوم أيضا، القاتل لا القتيل. مذبحة نيوزيلاندا، جاءت لتقول لكم فقط: لستم وحدكم من يجيد صناعة إله دموي على المقاس، لستم وحدكم من يقتل باسم الحقيقة المطلقة، لستم وحدكم من يقبل على الموت طمعا في الخلود، مذبحة نيوزيلاندا، جاءت لتقول لكم فقط: الدم عقيدة واحدة، والقتل رسول القاتلين… والبشاعة كتاب همجيتكم المقدس.

… أنت الذي قلت دائما، إن داعش وغيرها من عبدة الدم لا يمثلون الإسلام، وإن ما يقومون به، عمل فردي لا يمثل المسلمين، عدت اليوم لتزيل صدأ اللغات عنك، وتخرج علينا كما أنت… دون تعديلات ولا تقية، لتعتبر أن ما قام به مجرم في نيوزيلاندا، حرب من الغرب على الإسلام، كما قال فقيهك الريسوني… وكما قال غيره.

عدت… لتعتبر كل الذين تعاطفوا مع ضحايا باريس عملاء للماسونية، وكل الذين واجهوا قتل الأبرياء باسم الإسلام صهاينة، وكل الذين رفضوا الانتماء لعبدة الدم كفرة…

جريمة نيوزيلاندا، أعادتك فقط، لعقيدتك الأصل.

إقرأ أيضا: على هامش الحادث الإرهابي لنيوزيلاندا، مرايانا تستحضر حكاية داعش المسيحية

للقتل… للدم. لكل تلك الهمجية التي لن تستطيع العيش خارجها.

… حين يخرج الريسوني، خديم قطر باسم الإسلام، ليبشر بحرب صليبية جديدة باسم مذبحة نيوزيلاندا، وحين يتكالب كثير من داعشيي الفيس بوك وغيره على دماء الضحايا، كي يجعلوا من دمهم حبرا لقتل كل الرافضين للهمجية والقتل…

حين… وباسم الدعوة لرفض الهمجية، تستعمل لغات الهمجية، لتصفية الحسابات مع المختلف، والدعوة عمليا لتصفيته، رمزيا وجسديا…

حينها فقط…

أعترف لكم أنكم انتصرتم،

أن عبدة الدم يحكمون العالم اليوم.. وليس يهم في النهاية، أن يكون القتل باسم موسى أو عيسى أو محمد. الأهم… أن القتل يتم باسم الله.

لكن…

تذكروا فقط، وأنتم تستعملون كل استعارات القتل والهمجية وترفعون رايات الدم… تذكروا (Howard Zinn) حين قال:

“ليست هناك راية تكفي… لتغطية عار قتل الأبرياء”.

إقرأ لنفس الكاتب: ذكرى 20 فبراير وبنكيران: زمن “التقاعــس” الاستثنائي

هنيئا لكم بانتصار دين القتل…

تعازينا لكل الأبرياء الذين قتلتهم الهمجية…

وإنا على الحياة لمقبلون…

وهذا… بعض من كلام.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *