هجوم نيوزلندا الإرهابي: حين تنتصر الكراهية… - Marayana - مرايانا
×
×

هجوم نيوزلندا الإرهابي: حين تنتصر الكراهية…

في حين شعر العديد في العالم بالصدمة والأسى حيال حادث نيوزلندا الإرهابي، لم يفلت البعض الفرصة للتعبير عن انتمائه لـ”أمة الكراهية” من خلال الإشادة بالحادث ورفع القبعة للإرهابي.

كريم الهاني
كريم الهاني

49 شخصا راحوا ضحية إرهابي أسترالي اسمه برينتون تارانت، قرر “اتخاذ موقف لضمان مستقبل أفضل لأبناء جلدته”، فراح يفرغ رصاص رشاشه على المصلين أثناء صلاة الجمعة، في مسجدين بمدينة كراست تشيريش، شرقي نيوزلندا، مصورا عمليته الإرهابية بكل هدوء يبثها للآخرين عبر الأنترنت ليتابعوها معه.

لكن… وفيما شعر العديد في العالم بالأسى والصدمة والذهول لما حدث، وفيما سارع رؤساء دول عديدة إلى إدانة الهجوم ووصفه بـ”الإرهابي”، كان هناك من شكلوا الوجه الآخر لردود الأفعال التي خلفها؛ إذ أيدوا الجاني وهنؤوه على نحو لا يخلو من التطرف والكراهية.

اقرأ أيضا: مقتل 49 شخصا على الأقل في هجوم إرهابي استهدف مسجدين أثناء صلاة الجمعة بنيوزلندا

يتقدم هؤلاء النائب الأسترالي، السيناتور فرازر أنينغ، الذي نشر بيانا عقب الهجوم ألقى فيه باللوم على المسلمين والإسلام قائلا: “لنكن واضحين؛ فربما كان المسلمون هم الضحايا اليوم، وعادة يكونون جناة… إنهم في العالم كله يقتلون الناس باسم عقيدتهم”.

واعتبر النائب أن السبب الحقيقي في ما حدث أصلا “هو برنامج الهجرة الذي يسمح للمسلمين المتعصبين بالهجرة إلى نيوزلندا”، على حد تعبيره.

بيد أن رئيس الوزراء الاسترالي، سكوت موريسون، انبرى بالرد على النائب في سلسلة تغريدات على تويتر، قائلا إن ما قام به الأخير “أمر مقرف”، مضيفا أن “مثل هذه التصريحات لا مكان لها في أستراليا، فكيف بالبرلماني الأسترالي!”.

موريسون أضاف مؤكدا أن نيوزلندا كما أستراليا “مأوى للناس من جميع المذاهب والثقافات والخلفيات، ولا مكان في دولتنا للكراهية وعدم التسامح التي أنتجت التشدد والإرهاب والعنف التي ندينها”.

اقرأ أيضا: لننس “الدين الصحيح” ولنتحدث عن “حرية الاعتقاد”

وعلى نحو لا يقل فداحة عما قام به الإرهابي تارانت، “احتفت” تعليقات على الشبكات الاجتماعية، من جنسيات مختلفة، بالهجوم الإرهابي بل و”هنأت” الجاني.

كتب أحدهم مثلا أن الإرهابي “قام بعمل جيد”، فيما منحه آخر”وسام الشرف”، وذكر آخر أنها “المرة الأولى التي يتم فيها تبادل الأدوار”، أما أحد المعلقين فذهب إلى أن “وجود مسجدين في المدينة لوحده يعتبر استفزازا”.

أفلا يشبه ذلك إلى حد كبير التبرير الذي يجده بعض “المسلمين” للعمليات الإرهابية التي يقوم بها المتطرفون منهم؟ نعم، ففي نهاية المطاف، الإرهاب والكراهية… أمة واحدة!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *