أسماء بن العربي: نعم للغة الإنجليزية… وللغة الفرنسية أيضا
مشكل التعليم أكبر من اللغة…. علينا تغيير المناهج!
إذا استطعنا في وقت ما أن نُكَون تلميذا يتقن العربية والفرنسية إضافة إلى الأمازيغية والإنجليزية، سنكون قد فتحنا أمام طلابنا العديد من الأبواب وسيكون ذلك أفضل من تعويض لغة بأخرى، خصوصا وأن اللغة الفرنسية تعتبر عقدة عند الكثيرين ليس بسبب عدم إتقانهم لها فقط، بل لاعتبارها لغة علية القوم ويجب التخلص منها بأي طريقة
انتشر على مواقع التواصل في المغرب وسم #نعم_للانجليزية_بدل_الفرنسية، طالب من خلاله بعض مستعملي مواقع التواصل بإلغاء الفرنسية وتعويضها باللغة الإنجليزية.
طبعا، لا يمكن إنكار أن اللغة الإنجليزية هي لغة البحث العلمي والمعرفة. لكن، في نفس الوقت، لايمكن تبخيس الفرنسية.
المطالبة بإلغاء اللغة الفرنسية هو ضرب من الخيال في الوقت الحالي، إذ أن أغلب المدرسين تلقوا تعليمهم باللغة الفرنسية، خصوصا ما بعد الباكالوريا، ويجدون صعوبة في تدريس المواد بلغة أخرى. كما أن الملايين من المغاربة يعتمدون في عملهم على اللغة الفرنسية، وتعويضها بالانجليزية ربما قد يحتاج إلى عشرات السنين.
ما يمكن اعتماده هو عدم التخلي عن اللغة الفرنسية، بل تغيير طريقة تلقينها، لأن عددا لا بأس به، خصوصا من تلاميذ المدارس العمومية، تقف الفرنسية عائقا أمام تفوقهم وقد تسبب رسوبهم لعدم إتقانهم لها، خصوصا في السنة الأولى باكالوريا والتي تعتبر فيها مادة اللغة الفرنسية لغة أساسية في جميع الشعب. إلى جانب ذلك، يمكن إضافة اللغة الإنجليزية بالموازة مع الفرنسية وعدم انتظار سلك الثانوي لدمجها، واعتماد النظام الذي تعتمده العديد من المدارس الخاصة التي ينهي فيها الطلاب المرحلة الثانوية برصيد لغوي جيد في اللغتين.
تعلم لغتين بدل تعويض لغة بأخرى يفتح أمامك عالمين ويجعلك تسبح بين العلوم الإنجليزية والفنون الفرنسية مثلا، وتجعل الإنسان أكثر تحضرا ومعرفة
في المغرب، الفرنسية أساسية للحصول على فرصة عمل. إذا كنت تتقن الإنجليزية، ربما ستفتح أمامك الأبواب للتفوق. لكن الفرنسية تبقى لغة عمل أساسية في معظم الشركات، إضافة إلى آلاف الشركات الفرنسية المنتشرة في المغرب، والعديد من الشركات المغربية التي تتعامل بشكل أساسي مع شركات فرنسية. فهل عليها إقفال أبوابها؟ او استيراد فرونكفونيين من دول أخرى للعمل بها؟
تعلم لغتين بدل تعويض لغة بأخرى يفتح أمامك عالمين ويجعلك تسبح بين العلوم الإنجليزية والفنون الفرنسية مثلا، وتجعل الإنسان أكثر تحضرا ومعرفة.
هذا إذا تغاضينا عن كون الشعوب التي تقدمت، معظمها تدرس المواد بلغتها الأم. ربما يحتاج نظامنا التعليمي لإضافة ساعات تدريس باللهجة الأمازيغية وإدماجها في كل الأسلاك، وربما يحتاج لاعتماد الدارجة أو بعض كلماتها في المستويات الابتدائية لمساعدة التلاميذ على التأقلم سريعا وفهم المحتوى.
أعتقد بأن مشكل التعليم أكبر من اللغة…. علينا تغيير المناهج!
إذا استطعنا في وقت ما أن نُكَون تلميذا يتقن العربية والفرنسية إضافة إلى الأمازيغية والإنجليزية، سنكون قد فتحنا أمام طلابنا العديد من الأبواب وسيكون ذلك أفضل من تعويض لغة بأخرى، خصوصا وأن الفرنسية تعتبر عقدة عند الكثيرين ليس بسبب عدم إتقانهم لها فقط، بل لاعتبارها لغة علية القوم ويجب التخلص منها بأي طريقة.
مقالات قد تهمك:
- الفرنكفونية في المغرب، لغة أم سلاح؟ 2/1
- كيف تسيّدت الإنجليزية لُغات العالم؟ وهل ستظلّ مُتسيّدةً إلى الأبد؟
- اللغة العربية… ذكوريّة؟ 1/2
- حركة الترجمة في العصر العباسي: هؤلاء أول من نقل العلوم والمعارف اليونانية إلى اللغة العربية! 4/4
- حسين الوادعي يكتب: في اليوم العالمي للغة العربية…حقائق وأساطير
- أحمد الخمسي: حجر “الدارجة”… في مستنقع
- بعض من كلام: أمبرطو إيكو، عيوش، الكلاب والحمار… بالدارجة الفصحى!!
- الفرنسية والإنجليزية في التعليم المغربي: هيمنة اللغة… لغة الهيمنة؟ 2/2