ميمون أم العيد: الكل خاسر من الثقافة في هذا البلد، وهذه هي مشاكل الأدب في المغرب 2/1 - Marayana - مرايانا
×
×

ميمون أم العيد: الكل خاسر من الثقافة في هذا البلد، وهذه هي مشاكل الأدب في المغرب 2/1

ميمون أم العيد، واحد من كتاب الأدب في المغرب، من مواليد زاكورة، يشتغل في الصحافة وقد صدرت له خمسة كتب بين الترجمة والأدب، هي “يوميات أستاذ خصوصي” سنة 2012، “أوراق بوڭافر السرية” (ترجمة)سنة 2014، “شهيد على قيد الحياة” سنة 2015، رواية “تقارير مخبر” سنة 2016، ومجموعة قصصية بعنوان “سِجِلّ الملائكة” سنة 2018.

مشاكل الأدب في المغرب جمة. بين دور النشر والكتّاب والقراء، نادرة هي المؤلفات التي تجد طريقها نحو الواجهة والتأثير في المجتمع.

الكتّاب في المغرب نادرون، إذا توقدت فيهم شعلة الكاتب، سرعان ما خبت. قلة من استمرت على مشروعها الكتابي مدى الحياة. القراء في المغرب نادرون أيضا، معظم الأرقام تبوئ المغرب مراكز جد متدنية في القراءة.

أما دور النشر، فإن لم تستفد من دعم وزارة الثقافة، فمشروعها خاسر لا شك؛ ونحن نتحدث في المغرب عن نشر آلاف النسخ لا غير، بينما في العالم، يتحدث المهتمون عن كتب تنشر وتباع بالملايين.

ميمون أم العيد، واحد من كتاب الأدب في المغرب، من مواليد زاكورة، يشتغل في الصحافة وقد صدرت له خمسة كتب بين الترجمة والأدب، هي “يوميات أستاذ خصوصي” سنة 2012، “أوراق بوڭافر السرية” (ترجمة)سنة 2014، “شهيد على قيد الحياة” سنة 2015، رواية “تقارير مخبر” سنة 2016، ومجموعة قصصية بعنوان “سِجِلّ الملائكة” سنة 2018.

في الجزء الأول من هذا الحوار معه، نستطلع رأيه عن الأدب المغربي، والمشاكل التي يواجهها الكتاب المغاربة من جيل الشباب. أم العيد يؤكد لـ”مرايانا” أن “نشر الكتب فيه خسارة مادية للجميع في المغرب ولا يوجد من يغتني وراء ذلك”، مبرزا أن مشكل الأدب في المغرب، “مركب ومعقد جدا، ذلك أن الأمية ضاربة بأطنابها في المجمتع، وقراء الأدب قليلون”.

  1. ما هو تقييمك للأدب المغربي بشكل عام اليوم؟

لا أستطيع تقييم الأدب المغربي، فلكل جيل كتابه ومبدعوه. وأقصد هنا أنه لا يمكنني القول إن هذا الجيل أحسن أو أسوأ. فلكل جيل ظروفه وإكراهاته التي قد لا يعلمها الجيل الآخر.

  1. كيف هي علاقة الأدباء، بخاصة الشباب منهم، بالناشرين المغاربة، الكثيرون يشتكون من صعوبات في نشر النصوص، ويقولون إن دور النشر في المغرب تبحث عن أسماء لامعة تحقق عائدات مالية فحسب؟

علاقة مبنية على المصلحة، لكن لا يمكن الحديث عن عائدات مالية لكتب الأدباء في المغرب. حتى الذين يتحدثون عن استغلال الكتاب، إنما يتوهمون ذلك. نشر الكتب فيه خسارة مادية للجميع في المغرب، ولا يوجد من يغتني من ذلك. حتى وإن كنتَ صاحب دار نشر، لا يمكنك أن تغتني على ظهر كاتب يبيع 1000 أو حتى ألفي نسخة. يمكن لدور النشر ألا تخسر شيئا باستفادتها من تمويلات لدعم الكتب من وزارة الثقافة، لكن الكل خاسر في الثقافة في هذا البلد.

اقرأ أيضا: “هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 1\3”

يمكن أن نتحدث عن عائدات مالية إذا كان لدينا من يبيع مليون نسخة أو نصف مليون، أما في المغرب، فيمكنني أن أجزم لك بأن الأمور سيئة جدا. ليس لدي أرقام، لكن الذين يتمكنون من بيع 1000 نسخة في عامين قليلون جدا. هناك فلتات أدبية قليلة لمبدعين وصلت رواياتهم لقوائم الجوائز العالمية، واستطاعوا أن يبيعوا مثلا بضعة آلاف نسخة. لكن الأمر يتعلق بشخصين أو ثلاثة.

أم العيد: “قراء الأدب نادرون جدا… لا يوجد كاتب مغربي قرأ له مليون شخص ولا حتى 100 ألف، حتى لو بدأ يوزع كتبه بالمجان”.

بمعنى أنك إذا وجدت من ينشر لك في المغرب وفي هذه الظروف، فاحمد الله واشكر الناشر! وهنيئا له بالعائدات المالية الوهمية.

  1. لجوء بعض الكتاب المغاربة إلى دور نشر عربية وأجنبية، أيمكن تفسيره بغرض الانتشار أكثر؟ من جملة المشاكل التي تعترض الأدب في المغرب، أيمكن اعتبار الانتشار واحدا منها؟

اللجوء إلى ناشرين أجانب حق مشروع، هناك ناشرون محترمون على الأقل يضمنون وصول كتابك لمعارض دولية، رغم أن الكثير من الكتاب والكاتبات يصطدمون بمشكل وصول النسخ للمغرب. هناك كتاب وكاتبات نُشر إبداعهم في المشرق لكن لم يروا هذا الكتاب أو وصلتهم فقط 10 نسخ منه، وبقي الكتاب في تلك الدولة.

هناك شق آخر في سؤالك، يتعلق بإحساس بعض الكتاب بوهم التفوق إذا ما نشرت لهم كتب في الشّرق، رغم عدم توصلهم بهذه الكتب وعدم وصولها للمغرب. لكنهم على الأقل سيقولون: “تم نشر روايتي بعنوان كذا عن دار نشر كذا في لبنان أو الكويت أو أي بلد آخر”. هناك من يرى ذلك فخرا.

  1. أيمكن القول أيضا إن مشكلة الأدب في المغرب هي مشكلة مادية أساسا، بحيث إنه لا يحقق عائدات مادية تمكن الكاتب من التفرغ للكتابة الأدبية؟

المشكل مركب ومعقد جدا، الأمية ضاربة بأطنابها في المجمتع، وقراء الأدب قليلون. هناك قراء يحبون مطالعة أخبار الكرة وأخبار السياسة وتدوينات الفايسبوك، لكن قراء الأدب نادرون جدا، هناك كتاب مشهورون (مشهورون بين الكتاب وليس بين القراء) باعوا فقط 500 نسخة من إصدارهم! هناك مبدعون يطبعون في كل كتاب 200 نسخة! هذه الأرقام كارثية إذا ما قورنت بـ33 مليون نسمة.

اقرأ أيضا: “حوار الحضارات من خلال أدب الرحلات 1\2”

لا يوجد كاتب مغربي قرأ له مليون شخص ولا حتى 100 ألف، حتى لو بدأ يوزع كتبه بالمجان. المشكل ليس ماديا بالضرورة.

هناك رجال تعليم يشتغلون في ظروف لا بأس بها، ويبدعون، ينشرون كل سنة كتابا، لكن لا يقرأ لهم سوى الأصدقاء والأحباب ويجمعون بذلك إعجابات الفايسبوك. ويضيفون ذلك لنهج سيرتهم، بأنه صدر لهم كذا وكذا كتاب، بينما الكتاب لم يطلع عليه ربما حتى 200 شخص في المغرب.

لقراءة الجزء الثاني من هذا الحوار: 

ميمون أم العيد: صناعة الوعي ليست مهمة الأدب، والأخير لا يرقى إلى التأثير في المجتمع 2/2

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *