ليلى أبو زيد وزينب فهمي: هؤلاء نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 3/3
في هذا الملف، نكتشف بعضا من نساء كثيرات، بصمن بدايات الكتابة الأدبية في المغرب!
نخصص الحزء الأول للمبدعتين ليلى أبو زيد وزينب فهمي.
بعدما تناولنا في الجزء الأول سيرة خناثة بنونة و آمنة اللوه، ثم في الجزء الثاني، السيرة الأدبية لكل من مليكة الفاسي وثريا السقاط؛ نتطرق في هذا الجزء، الثالث والأخير، إلى إسهامات ليلى أبو زيد وزينب فهمي في الأدب المغربي.
ليلى أبو زيد
ولدت ليلى أبو زيد سنة 1950 نواحي مدينة بني ملال، ثم انتقلت إلى الرباط في فترة لاحقة من عمرها لتدرس الأدب الإنجليزي بجامعة محمد الخامس، التي حصلت فيها على الإجازة، قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أتمت دراستها في جامعة تكساس، واشتغلت هناك أيضا في حقلي، الترجمة والتأليف.
بعيد عودتها إلى المغرب، اشتغلت أبو زيد في الصحافة، ثم عملت بعد ذلك في دواوين وزارية عدة. بجانب ذلك، كان الأدب قد شغفها، فأصدرت، مجموعتين قصصيتن بعنوان “الغريب”، و”المدير”، إضافة إلى عملين في أدب الرحلة بعنوان “أمريكا، الوجه الآخر”، و”بضع سنبلات خضر”.
أول رواية أصدرتها أبو زيد، الكاتبة العصامية كما يلقبها البعض، كانت “عام الفيل”، وذلك سنة 1982، وتعتبر إحدى أشهر رواياتها إذ لاقت إقبالا كبيرا لدى قراء اللغة الإنجليزية حين ترجمت ودرست في بعض الجامعات الأمريكية.
إحدى أهم أعمال أبو زيد غير المسبوقة أيضا، سيرتها الذاتية “رجوع إلى الطفولة”، التي كتبتها سنة 1993، ففاجأت بها عددا من النقاد المغاربة باعتبار أن الكاتبات في المغرب لا يكتبن سيرا ذاتية.
تناولت أبو زيد في “رجوع إلى الطفولة” المعاناة التي عاشها المغاربة في ظل الاستعمار الفرنسي، فيما كانت تقص حكاية طفولتها وما عاشته بعد دخول والدها السجن ومعاناة والدتها في صراعها مع عائلة زوجها.
اقرأ أيضا: “استخدام المغاربة للشبكات الاجتماعية… حينما يصبح الافتراضي واقعا!”
الحقيقة أن ليلى أبو زيد من المدافعات عن الكتابة عن الواقع المعيش، وتنتقد بالمقابل الكتابات التاريخية. وقد عبرت عن هذا الرأي في حوار تلفزيوني قائلة: “ما يهمني أنا هو الكتابة عن الواقع الحالي… لا فائدة ترجى من الرجوع إلى الخرافة والتاريخ؛ فبين أيدينا واقع زاخر بالوقائع المعيشية”.
زينب فهمي
تعد زينب فهمي الملقبة بـ”رفيقة الطبيعة”، إحدى أبرز الوجوه التي أسست لفعل الكتابة النسائية في المغرب. ولدت زينب بالدار البيضاء سنة 1941 وانضمت إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1968. ونشرت عدة مجموعات قصصية، مثل “رجل وامرأة”، “تحت القنطرة”، و”ريح السموم”.
الناقدة المغربية زهور كرام، تؤكد في مقال لها بعنوان “الكتابة النسائية المغربية أفق مفتوح على التنوع”، أن تجربة زينب فهمي، بجانب من سبق ذكرهن، شكلت تأسيسا فعليا للشكل الإبداعي السردي والشعري، اعتبارا لتوظيفهن للكتابة الإبداعية كمجال للتعبير عن قضايا وطنية وقومية واجتماعية ونقابية.
اقرأ أيضا: “هذا أخطر أنواع اللاتسامح وأكثرها شيوعا في المجتمعات.. وهكذا يمكن مواجهته!”
ختاما، يهمنا في “مرايانا” أن نؤكد أن التذكير بمسار هؤلاء الست أديبات، لا ينفي القيمة الأدبية لكاتبات وشاعرات مغربيات أخريات من جيلهن ومن الأجيال اللاحقة.
وستكون لنا في ذلك عودة…
لقراءة الجزء الأول: “خناثة بنونة وآمنة اللوه: هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 1\3”
لقراءة الجزء الثاني: “مليكة الفاسي وثريا السقاط: هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 3/2”