“الحوت الأزرق”، “مريم”، “جنية النار”، “تحدي شارلي”: ألعاب تقتل الأطفال 2\2
تساءلنا، في نهاية الجزء الأول، لماذا لا يتوقف اللاعب عن اللعب حين يستشعر خطر الحوت الأزرق؟ ثمة تفسير لهذا الأمر… تقوم لعبة الحوت الأزرق على مدى أيام لعبها بتجميع معلومات …
تساءلنا، في نهاية الجزء الأول، لماذا لا يتوقف اللاعب عن اللعب حين يستشعر خطر الحوت الأزرق؟ ثمة تفسير لهذا الأمر… تقوم لعبة الحوت الأزرق على مدى أيام لعبها بتجميع معلومات شخصية عن اللاعب، سواء بطلبها إدخال هذه البيانات أو تصويرها، أو عن طريق الشبكات الاجتماعية.
هكذا، حين يرغب اللاعب في ترك اللعبة، تهدده بتخييره بين الاستمرار فيها والقيام بالمهمات المطلوبة أو نشر أسراره الشخصية… لهشاشته النفسية، يختار المراهق أو الطفل، في الغالب، الخيار الأول، فيستمر في تنفيذ الأوامر حتى يدركه أمر اللعبة بالانتحار.
الحقيقة أن لعبة “الحوت الأزرق” لا تخوض لوحدها في طريق دفع الأطفال والمراهقين إلى الانتحار… هناك ألعاب عديدة أخرى، مثل “مريم”، و”جنية النار” و”تحدي تشارلي” وغيرها كثير. الأكيد أنها تتنوع في الأسماء والتحديات، لكن هدفها، في الأخير، واحد دائما.
بعدما كان الصغار فيما مضى يلعبون فيما بينهم ضمن أنشطة جماعية أو فردية دون رقابة حتى أحيانا، لكن بكل أمان؛ أصبحوا اليوم، وإن في بيوتهم، يتعرضون إلى مخاطر جمة من خلال هواتفهم النقالة في ظل غزو الألعاب الإلكترونية.
تؤكد الباحثة نهاد محمود[1] أن الإنترنت بات بيئة ملائمة لظهور المتصيدين الذين يتخفون خلف شاشاتهم، فكثيرا ما توجد ألعاب إلكترونية تشجع الفرد على الانخراط مع أشخاص آخرين مجهولين، مما قد يعرضه لاختراق خصوصيته وابتزازه، وقد يتم توبيخه وإرسال رسائل سلبية له.
حتى وإن كانت اللعبة لا تهدف لإلحاق الأذى بشكل مباشر، وفق نهاد محمود، إلا أن مجرد مشاركة عدد من الأشخاص في لعبة ما تسمح لهم بإخفاء هويتهم، تعد في حد ذاتها عاملا محفزا لبعض اللاعبين لإيذاء الآخرين، واستخدام أنماط مختلفة من “البلطجة الإلكترونية”، لا سيما مع صعوبة مساءلتهم في ظل غياب المعلومات الحقيقية عن هويتهم.
هكذا، بعدما كان الصغار فيما مضى يلعبون فيما بينهم ضمن أنشطة جماعية أو فردية دون رقابة حتى أحيانا، لكن بكل أمان؛ أصبحوا اليوم، وإن في بيوتهم، يتعرضون إلى مخاطر جمة من خلال هواتفهم النقالة في ظل غزو الألعاب الإلكترونية، التي رأينا أن بعضها قد يؤدي إلى الهلاك…
صحيح أن كثيرين نفوا أن تكون هناك علاقة بين هذه الألعاب والانتحار، واعتبروا الأمر تضخيما إعلاميا من فرط تداوله، لكن هيئات حكومية روسية أثبتت أن حالات انتحار أطفال بلغ عددها 130 بين عامي 2015 و2016، تشاركت في ما بينها بتفاصيل كثيرة تؤكد ارتباطها بمجموعات خاصة بهذه الألعاب.
يكمن الحل الفعال في مواجهة هذه الألعاب في تعزيز التواصل بين الأسرة وأطفالها، وعدم تجاهل هذه الألعاب أو منعها دون تفسير، بل التوعية بمخاطرها.
فكيف يمكن حماية الأطفال منها؟ الأكيد أنه يصعب على متاجر الألعاب الإلكترونية أو حتى على الآباء أنفسهم السيطرة على هذه الألعاب، إذ أن الأمر يتم في أحيان كثيرة بعيدا عن الرقابة في مجموعات خاصة على الشبكات الاجتماعية، تطرح فيها روابط لتحميل هذه الألعاب.
لكن الأطفال الذين يلعبون هذه الألعاب تظهر عليهم بعض العلامات، وفق أخصائيين نفسانيين؛ مثل اضطراب النوم، الغضب غير المبرر، واكتساب عادات جديدة سيئة. إلى جانب مراقبة سلوكهم، تنبغي مراقبة نشاطهم على الشبكات الاجتماعية.
وفق صحيفة ذي صن البريطانية، يكمن الحل الفعال في مواجهة هذه الألعاب في تعزيز التواصل بين الأسرة وأطفالها، وعدم تجاهل هذه الألعاب أو منعها دون تفسير، بل التوعية بمخاطرها. كما أنه بإمكان المسؤولين عن الأطفال; سواء في المدرسة أو المنزل، أن يعلموهم أن قول كلمة “لا”، أمر ممكن داخل المجتمع.
هكذا، يتعلم الطفل أنه بإمكانه عدم إجبار نفسه على التأقلم في وسط لا يرتاح فيه، وأنه بإمكانه ألا يستسلم لضغوط المجتمع والذهاب في اتجاه سير الآخرين، فقط لأنه شاهدهم يذهبون فيه. ومن ثم، تزداد ثقته بنفسه، ويستطيع مناقشة القرارات التي يتخذها مع محيطه.
جدير بالإشارة إلى أن مواقع عديدة، مثل جوجل وفيسبوك، تنبهت إلى مخاطر البحث عن هذه الألعاب وعملت على توفير مساعدة بتوفير أرقام مراكز مختصة بتهيئة الأطفال نفسيا، إذ بمجرد رقن اسم “الحوت الأزرق”، مثلا، تظهر هذه الأرقام عوض روابط تحميل اللعبة.
[1] باحثة بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة (الإمارات)، عن مقال لها منشور بموقع ذات المركز، بعنوان “الحوت الأزرق.. التأثيرات النفسية لألعاب الانتحار في المجتمعات والدول”.
لقراءة الجزء الأول: ألعاب الأطفال… من التسلية والترفيه إلى حفر القبور! 1\2
– اقرأ أيضا: