تضامن لا مشروط من مرايانا. هجوم أصولي وإعلامي: تجييش وترهيب. موقع أنفاس بريس في قلب هجمة أصولية - Marayana - مرايانا
×
×

تضامن لا مشروط من مرايانا. هجوم أصولي وإعلامي: تجييش وترهيب. موقع أنفاس بريس في قلب هجمة أصولية

لا تزال الحملة الشرسة على موقع أنفاس بريس مستمرة.
بعد إلغاء ندوة في مرتيل، وجدت أنافس بريس نفسها في قلب حملة مُوجهة ومدعومة إعلاميا يغديها حقد أصولي دفين.

“مرة أخرى نجد أنفسنا، داخل موقع «أنفاس بريس»، على خط المواجهة المباشرة مع دعاة الفكر الأصولي المتطرف وأعداء التقدم، وذلك فقط لأننا آثرنا، بتجرد، أداءنا الإعلامي ونزاهته”. كان هذا رد موقع أنفاس بريس على حملة ممنهجة هدفها ردع كل الأصوات المضادة للتيار الأصولي.

لقاء مشبوه

تعود أطوار الواقعة، إلى هجوم تعرَّض له موقع أنفاس بريس، عقب إلغاء ندوة بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل. كان موقع أنفاس بريس، قبل إلغاء الندوة، قد نشر مقالاً يتساءل من خلاله عن تنظيم هذا اللقاء بعنوان “مشبوه وملغوم”.

جاء ضمن مقال أنفاس بريس، أنه من المنتظر أن ينظم “نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية”، بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، مساء يوم الأربعاء 21 فبراير، محاضرة لسعيد الكملي بعنوان:” حلية معلمي الناس الخير”، بالمركب البيداغوجي، بذات المؤسسة.

الموقع أشار إلى أن منسق النادي، وجَّه دعوات لفعاليات عديدة، رغم أن اللقاء خاص بطلبة المدرسة. هذا يطرح عدة تساؤلات، أهمها وفقَ مقال أنفاس بريس: كيف يتم استدعاء الكملي لمؤسسة تربوية أكاديمية، وهو المعروف بنسف أدبيات الفقه المالكي عروة/ عروة، وبتصريف أجندات أصولية في المغرب وخارجه؟

أنفاس بريس، تساءلت ما إن كان عنوان المحاضرة يعكس دقة التوصيف التربوي، أم يعكس هُلامية التضمين الأصولي بالصيغة الحكواتية؟

أسئلة عديدة طرحتها أنفاس بريس جعلتها محط هجوم منظم بدعم إعلامي لموقع معروف بدعمه لتيارات أصولية.

هجوم منظَّم

بعد إلغاء النشاط، جندت الجهات الأصولية أتباعها للجهوم على أنفاس بريس، و”نُصبت لها المشانق” في محاولة يائسة قادها أحد أبرز الوجوه السلفية والأصولية بالمغرب، المدعو حسن الكتاني، معتبرا أن موقع أنفاس بريس الذي كان سبباً في إلغاء المحاضرة، هو موقع “العلمانيين”.

المعني بالأمر، لم يتوقف عند هذا الحد، بل اعتبر الأمر “من طغيان العلمانيين في بلادنا، ومن صمت أهل الدين وأهل الإسلام عن الدفاع عن حقوقهم. لو أن الناس جميعا أنكروا واستنكروا على هذا التغول العلماني، لما وصلت بهم الجرأة ليفعلوا هذا”.

موقع إعلامي آخر، وجه من أوجه السلفية والأصولية بالمغرب، ساهم في نشر التحريض ضد أنفاس بريس، عبر نشره مقالاً يهاجم من خلاله الموقع وهيئة تحريره.

تجييش وتهويل

عبد الرحيم أريري، مدير موقع “أنفاس بريس وجريدة الوطن الآن”، يعتبر في حديث خصَّ به مرايانا أن الهجمة هي محاولة تيار أصولي التوغل ومهاجمة كل الأصوات المُضادَّة للتيار الأصولي.

يقول أريري: “لم نكن ضد إجراء أي محاضرة في المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، غير أننا نرفض السياق الذي كان ينوي تنظيمه فيها نادي القرآن، الذي يرأسه سعيد القنطري والمعروف بولائه للأصوليين”.

حسب المتحدث فإنه من غير المقبول، التجييش والتهويل الذي رافقَ المحاضرة، حتى يتم إنزال عدد من أنصار وأتباع الأصوليين في عدد من المناطق المجاورة للمنطقة، في اختبار قوة ما بين التيار الأصولي والدولة.

يشير مدير موقع أنفاس بريس وجريدة الوطن الآن، إلى أن هاته المسألة خط أحمر، فالمغرب استثمر أموالاً ضخمة في جهة طنجة تطوان، في الوقت الذي كان من المفترض أن تتحول المنطقة إلى واحة للإنسانية والتسامح والتنوع، أصبحت مشتلا للتطرف والخلايا الإرهابية.

معركة ضد الأصولية

يقول أريري: “لدينا عقيدة رسمية لتجفيف منابع التيارات الأصولية، لكن للأسف الشديد، تراخي المؤسسات الرسمية المعنية بالأمن الروحي للمغاربة، وتحديدا المجالس العلمية المحلية ومندوبيات وزارة الأوقاف، ساعد على تغلغل هذا التيار لدرجة أنه استولى على المؤسسات المحلية بشريط الشمال وهذا ما زاد من عنتريته”.

علاقة بهجوم مؤسسة إعلامية على أنفاس بريس، يشير أريري إلى أن المؤسسة المعنية بالأمر، لها ولاء واضح ومكشوف للتيار الأصولي، وهي بوق للتطرف ولجهات تُعاكس التدين المغربي.

يشدد أريري على أن الصف التقدمي بدوره ساهم في هذا التغول، بعد تراجعه عن تقدم المسيرة، ليعتقد هذا التيار  أن الشمال هو إمارة خاصة به. وفق أريري فإن تراجع المجتمع التقدمي سرَّع من وتيرة تنامي الفكر الأصولي.

أريري يعتبر أن المعركة ليست معركة أنفاس وحدها، بل هي معركة مجتمعية، إعلامية، فكرية، لتجفيف منابع التطرف والحفاظ على التدين المغربي البسيط الخالي من الفكر الأصولي المتزمت.

في النهاية، مرايانا تتساءل عن توغل هذا التيار في المجتمع، وضربه ليس فقط التيار الحداثي والتقدمي، بل هو ضرب للتدين المغربي البسيط. هجوم بدعم إعلامي وتجييش لعدد من الأتباع.

ألم يحن الأوان لتتدخل الدولة لتجفيف منابع الأصولية والتطرف بالمغرب، وكيفَ يُسمح لمواقع إعلامية ومؤسسات مشبوهة بالتحرك بأريحية دونَ حسيب أو رقيب.

في الوقت الذي اعتقدنا فيه أن الجامعات هي مكان للعلم والمعرفة، هناك من يحاول جعلها بؤرة للأصولية، وكثيرا ما يتم استغلال المناصب العلمية لعقد لقاءات وندوات تغذي الفكر الأصولي، وهذا ما يجب التنبيه له… الجامعة للبحث والعلم لا لغيره.

 

تعليقات

  1. احمد

    كل التضامن مع قوى التنوير ضد تغول القوى الظلامية والتجهيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *