الوشمُ الأمازيغيّ بالمغرب… حكايةُ جمالٍ قتلته “السّلفيّة” والاستعمارُ والعولَمة! - Marayana - مرايانا
×
×

الوشمُ الأمازيغيّ بالمغرب… حكايةُ جمالٍ قتلته “السّلفيّة” والاستعمارُ والعولَمة!

ما يزالُ الوشمُ في وجوه الجدّات الأمازيغيّات بالمغرب، علامة على تاريخ يحاكي عمليّة بناء الجسد التي سادت، داخل الثّقافة الأمازيغيّة.

جدّات تترجّلن واحدةً تلو الأخرى، وتقتَل برحيلهنّ مشاهد حيّة من الهوية الأمازيغيّة. إننا إزاء زخم جمالي يحكي تفرّداً تميز به الإنسان الإفريقيّ عن باقي الشّعوب وحَوامِلها التّعبيريّة.

جذورٌ موشُومة

بحسب حمو بلغازي، الباحث في الأنتروبولوجيا والثقافة الأمازيغية، فإنّه لم يتمكّن أي فريق تخصّص في البحث العلمي حتى الآن من تحديد الأصل المكاني والزماني الدقيق للوشم. غير أنّ العديد من الباحثين الذين اقتربوا منه، يتفقون على أن جذوره ترجع إلى ما قبل الميلاد.

لذلك، تبقى هناك بياضات غير واضحة حول البدايات الأولى للوشم. لكن، رغم ذلك، هناك يقين واحد: جذور الوشم تعود لآلاف السنين، وممارسته ليست حكراً على أي مجتمع في التاريخ، بل كان حاضراً في كل الثقافات تقريباً، بصيغ مختلفة.

تشيرُ كثيرٌ من المصادر إلى أنّ وجود الوشم في شمال أفريقيا يعود إلى استخدام المصريين القدماء للوشوم كترياق علاجيّ، معتقدين أنّه ينسف آثار العين والحسد، كما كان معروفا لدى الصينيين والهنود والسومريين والآشوريين والبابليين والفرس.

إلاّ أنّ الراجح، وفق الدراسات، أنّ ممارسة الوشم في شمال أفريقيا تعود إلى فترة ما قبلالفتح الإسلامي؛ ذلك أنّ الوشم كان عادة لدى الأمازيغيّات في تلك الفَترة، وظلّ كذلك، رغم مجيء الإسلام، إلى غاية القرن الماضي.

أمّا في المغرب، فيقول بلغازي في حديثه مع مرايانا، إنّه، “حتى فترة قريبة نسبيا، تقريباً سبعينيّات القرن الماضي، كان وشم الأجداد الأمازيغ مستخدماً على نطاق واسع في البلد، سيما في الدّوائر الناطقة باللغة الأمازيغيّة وحتى بعض الناطقة بالعربية. لكن الرّاجح هو شيوع الوشم في الأرياف أكثر منه في المدن، وبين النّساء أكثر بكثير من الرجال. ومع ذلك، فقد شهد تراجعاً ملحوظاً في العقود الأخيرة لعدّة أسباب”.

تعود جذور هذا التّراجع إلى النّصف الأول من القرن العشرين. كان ذلك بفعل تظافر عاملين: اجتماعي وسياسي، تمّ إنزالهما بعناد طيلة فترة الحماية الفرنسيّة.

يفصّل حمو بلغازي: في خضمّ النضال ضدّ الاستعمار، تمّ تسجيل صعود أسهم المرجعيّة الدينية الإسلاميّة والمدّ السّلفي. هنا، تحديداً، سيكمنُ ذلكَ العامل الاجتماعي، الذي تبلور في حملة قاسيّة، شنّها رجال الدين والمحافظون والسّلفيون ضدّ كلّ ما اعتبروه محرمًا في الإسلام، منها الوَشم، وبثّ مزيد من الدعاية لتوحيد الصفوف ضد المستعمر. ثم جاءت الوهابيّة لاستئناف هذا التّوجه في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

ضمن التّقليد الإسلامي، يضيف بلغازي، نجد حديثاً نبويًّا يقول: “لعن الله الواشمة والمستوشمة”، ومن هذا الحديث تمتحُ الرؤى الدينيّة المعاديّة للوشم، على اعتبار أنّه يضُر بأحد أجمل أعمال الخلق الإلهي: الجسد الإنسانيّ؛ وهذا الضّرر يؤدّي إلى جهنّم مباشرة بعد الموت.

تداول هذا الحديث وهذا التّصور بكثرة في تلك الفترة، خلق رعباً لدى النّساء الأمازيغيّات المسلمات الأميّات بالضّرورة، فتوقّفن عن وشم بناتهنّ؛ حتى أنّ جُلهنّ تخلّصن من وشومهنّ باستعمال حمض النتريك، فخلّف ذلك تشوّهات في وجوههنّ ومناطق مختلفة من جسدهنّ. كنّ يعتقدن أنهنّ يكفّرن عن ذنب أو خطأ، يقول بلغازي.

من ناحيّة أخرى، يردفُ المتخصص في الوشم الأمازيغيّ، هناك عاملٌ سياسيّ يعودُ إلى إدخال المستعمر الفرنسي لأسلوب الهَيكلة المجتمعية الأوروبيّة المفرُوض بذريعة “المهمّة الحضارية” للاستعمار. هذه الهيكلة “المدينيّة” خلقت نظرة تفوّقيّة لدى السلوك المجتمعي الغربي، في مقابل دونيّة وتخلّف وازدراء لدى المجتمع المغربي المُستعمَر.

بناء على ذلك، تعرّضت المرأة الأمازيغيّة الموشُومة للسّخريّة والتنمّر. باتت تشعرُ بالدّونية. ولإنقاذ الأجيال الصاعدة من الفتيات من هذه المواقف، سيتمّ تجنيبهنّ كلّ وشم محتمل. بدأ الوشم يتراجع على الوجوه بشكل تدريجيّ… حتّى هجر الوشمُ ملامح النّساء الأمازيغيّات، وأجزاء أخرى من أجسادهنّ.

هذا، طبعاً، دون إغفال دور العولمة كمسألة لاحقة، وما خلقته من معياريّة للوشم الغربي على حساب الوشوم المحليّة. فضلاً عن ظهور مواد التّجميل الصّناعية، فكان ذلك سبباً كافيًّا لاستعاضة الأجيال الحاليّة بها عن الوشم.

الوشمُ… والواشِمةُ

نعتمدُ هنا على بحث أكاديمي دقيق عن الوشم، تقاسمه صاحبه حمو بلغازي مع مرايانا، لفهم سياقات عمليّة الوشم في الوسَط الأمازيغيّ عموماً.

تتمتّع المرأة بحصريّة رسم الوشم. ليس فقط كفنّانات وخبيرات في ذلك، إنما أيضاً لكون أجسادهنّ مزخرفة بالوشُوم أكثر من جسد الرّجل.

الرّجل يضع في الغالب وشماً واحداً وصغيراً على ظهر اليد أو المعصم أو الساعد أو أعلى الذراع؛ وبين بعض الأمازيغ في وسط المغرب، يضع الرجل وشماً على شحمة أنفه. يقابل هذا زخم من الوشوم يحظى بها الجسد الأنثوي الأمازيغيّ. فإلى جانب الأماكن التي يضع فيها الذكر وشوماً، تنضافُ، حصريًّا، للمرأة مناطق أخرى: الظهر والرّقبة والصّدر والفخذين وأسفل البطن والسّاقين والقدمين، وبشكل خاص الوجه والجبين والذّقن.

هناك تقنيات كثيرة للوشم حول العالم، بالخصوص ما يتعلّق بالأداة المستعملة للوشم، إنما الواضح أنّ من أكثر أدوات الوشم التقليدية شيوعاً هي الإبرة المعدنية، التي تكون نهايتها حادة وشائكة تخوّل إحداث ثقوب في الجلد.

هنا، ينبغي التنبيه أنّ عدد الإبر المستخدمة ليس هو نفسه المعتمد من مكان إلى آخر. مثلاً، في اليابان، يتم استخدام عدة إبر مربوطة في حزمة؛ أمّا في المغرب الكبير، فيتمّ استعمال إبرة واحدة فحسب.

في منطقة زمور، وسط المغرب، مثلاً، حيثُ كان الوشم لا يزال يمارس على نطاق واسع إلى زمن متأخّر، عندما لا توجدُ إبرة للاستخدام، يتمّ اللّجوء إلى شوكة الصبّار.

أيّا يكن، فالوشمُ، الذي يتمّ وضعهُ يدويًّا، يتطلب خبرة لا يستهان بها. إنها عمليّة معقّدة يلزمها كثير من الحذر لتجنّب الالتهابات والأعراض الجانبيّة، ولو أنّ الأمر يتمّ بطريقة بدائيّة. الواشمة يتمّ انتقاؤها بعناية اعتباراً لمهارتها وسرعة تنفيذها، وكذلك إلمامها وإتقانها لجميع أشكال الوشُوم.

تتمّ العمليّة باستعمال إبرة مزوّدة بقطعة صغيرة من الخشب أو القصب ومثبّتة بشكل عمودي. يساعد ذلك كي تبقى الإبرةُ في ممسَك اليد جيّدًا وتخوّل للواشِمة التّحكم فيها.

تقوم الواشمةُ بوضع ثقوب دقيقة اتباعاً لخطوط النّموذج المرسوم سلفاً بمساعدة السّناج أو الفحم. وللإشارة، فهذا السناج يتمّ الحصول عليه من الجزء السّفلي لأواني الطّهي التي تحتكّ بالحطب: قدر، غلاية ماء أو برّاد، وعاء، صحن خزفي، إلخ.

ينزفُ الجلد بعد العمليّة. لكن، يتمّ فرك المنطقة بالماء المُملّح أو بالشّعير المسحُوق أو عشب القمح لتحسين اللون. بعد الالتئام الكامل للجروح التي تسببها الثقوب، يبدأ الصباغ بإعطاء نتيجة ذات لون أخضر.

هنا، ينبغي التأكيد على أنّ كلّ عمليّة وشم هي مصحوبة بالألم. لذلك، من الصعب تفنيدُ الطرح القائل بأنّ جزءاً مهمًّا من الوشوم الأمازيغيّة، تُتَّخذُ كتعبير مرئي عن معاناة داخليّة.

هناك بيتان ينتميان للإرث الشّفوي الأمازيغيّ بالأطلس المتوسط:

ⴰⴷ ⵓⵜⵖ ⴰⵃⴷⵊⴰⵎ ⵉ ⵜⴰⵎⴰⵔⵜ, ⴳⵔⵖ ⵉ ⵢⴹⴰⵕⵏ ⴷ ⵉⴼⴰⵙⵙⵏ ⵜⵉⵖⵓⵏⵉⵡⵉⵏ

ⵉⴷⴷⴰ ⵓⵔⴳⴰⵣ ⵉⵏⵓ; ⵏⵖⴰⵏⵜ ⵙⵖⵓⵙⵏ ⵉⵎⵏⴷⵉ ⵏⵙ, ⵜⵜⵛⵏ ⵓⵍⵍⵉ

سأضع وشمًا على الذّقن [و] أضع قيوداً على القدمين واليدين.

رحل زوجي… قتلوه وأحرقوا محصول قمحه وأكلوا غنمه.

بهذا المعنى، تكون هناك رغبة لإدامة الألم الداخليّ الذي يحاصر الذات في شكل يتقاسمه الجسد مع العالم.

لمَ الوشمُ؟ 

إجمالاً، في العديد من الحضارات والثقافات، يضطلعُ الوشمُ بثلاث وظائف مشتركة على الأقل: الإشارة إلى الانتماء العرقي أو الاجتماعي، والوقاية أو الحماية أو العلاج من السّحر والأرواح الشرّيرة والخبيثة، وكذلك للزّينة.

بخصوص الوظيفة الأولى، فهناك تفسيرات تعتبرُ الوشمَ متناً تواصليًّا، يبيح للآخر معرفة عرق القبيلة التي تنتمي إليها الواشمة، وكذا معرفة حالتها الاجتماعيّة، إن كانت متزوّجة أو أرمَلة أو عازِبة.

أما الوظيفة الثّانيّة، فنجدُ أن أبحاث هيربر حول الوشم الأمازيغي بالمغرب وشمال أفريقيا، تذهبُ إلى حصره في التّصدي للسّحر والأرواح الشريرة التي من الممكن أن تتسرّب عبر ثقوب الجسد: فم، أنف، فرج. بهذا، يشكّل هذا المرجع الخرافي، العمود الفقري الذي يفسّر به هيربر الوظيفة الأساسيّة للوشم الأمازيغيّ؛ خصوصاً، ذلك الذي يكون في منطقة البطن والعانة، والموجود في الذقن وحول الأنف. هذا الطّرح تمت إعادة النّظر فيه فيما بعد وتفنيد إطلاقيّته.

على أيّ، يتقاطعُ الوشم الأمازيغيّ، أيضاً، مع الوشوم في مناطق مختلفة من العالم، في التعابير الهندسيّة المعتمدة: خط مستقيم، دائرة، مربع، مثلث، ثقوب، إلخ. غير أنّه يتم تقاسم هذه الأشكال كرموز ظاهريّة فحسب، لأن المحتوى الثقافي لكلّ وشم يختلف من منطقة إلى أخرى.

الوشم الذي يتضمّن شكلاً دائريًّا، مثلاً، يعدّ من بين الرّموز الأكثر استعمالاً في العالم. لذلك، تقول التّفسيرات إنّها علامة تعكسُ كلّ ما يوجد في الطّبيعة بشكل دائم: الشمس والقمر.

من النّاحية الرّمزية، تعبر الدائرة (أو الشّكل الدائري) عن المطلق، والإلهي (من الله وإلى الله)، والحبس، والعائق، واللامنتهي، والحدود، والدوران. إنه مرادف للحلقة والسوار والكرة والعجلة.

هناكَ كذلك تعبيرات أخرى، كحرف تيفيناغ: الزاي، الذي أصبح علامة على اللغة والثقافة الأمازيغيّتين ككلّ اليوم، وهناك النخلة، الذبابة، العنكبوت، الأفعى، النجمة الخماسية أو السداسيّة، إلخ.

بحسب تقديرات الباحثين، فإنّ هذه الأوعية الشّكيلية، تعبّر عن ارتباط المرأة الواشمة أو قبيلتها بالطبيعة المحيطة، وما يعتري ذلك من هواجس بمحاولة التصوير وخلق الواقع في مشهد جسدي.

في الثقافة الأمازيغيّة، شاع أنّ علامة زائد (+) الموشومة على وِجنة المرأة، تحيل على حرف التاء، أو أول حروف كلمة “تامطوت” أي امرأة جميلة باللغة الأمازيغيّة. في حين شاع أنّ الرموز التي توشم على النّهدين، تدل على الخصُوبة في النّسل.

في النّهاية، ورغم اندثار الوَشم تدريجيًّا في زمننا الحاضر، إلاّ أنّه حيّ مع نساء لازلن يحتفظن به، سعياً لخلود هويّة وجسدٍ معاً.

الوشمَ الأمازيغيّ لازال حيًّا في الدراسات الإثنوغرافيّة والأنثروبولوجية والسّوسيولوجية، وفي التقارير الصحافيّة والبرامج الوثائقيّة.

إنّ كل ما هو خصبٌ لا يموت، وتلك طبيعةُ… الوشم الأمازيغيّ!

مقالات قد تثير اهتمامك:

تعليقات

  1. mohamed

    nice

  2. mohalmed

    bon

  3. Mohamed

    ذلك اسمه جهل كما أنتم جاهلون

  4. mohamed

    tres bien

  5. jab

    this very nice

  6. Nora

    Très bien

  7. SUBARU

    لعن الله الواشمة والمستوشمة
    لا تحللوا ما حرم الله
    كما ان السلفية تعني اتباع السلف الصالح أي الإسلام فإذا أردتم التخلي عن الإسلام مقابل الوشم فإنكم قوم جاهلون

  8. benkacem

    bonn

  9. Anass

    nice

  10. محمد رضى

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أما بعد
    أنا شاب أمازيغي الأصل مسلم ، لن أتكلم على بعض الأشياء التي لا أفقه فيها و لا أعلم عنها شيئا ، فقد تركت لأهل الإختصاص التحدث عنها .
    إنما تعقيبي كالآتي :
    تكلمتم على وشم المرأة الأمازيغية المسلمة و كأنها ظاهرة كانت منتشرة بين كل أخواتنا الأمازيغيات المسلمات ،ِ ما الدليل على ذلك ؟؟ هذا أولا ؟ ثانيا فإن الذي يقطع به المنصف ، هو أنه حتى لو أن المسألة كانت منتشرة فقطعا لا تعني تعميمها على أخواتنا الامازيغيات
    ثاني شيئ تكلمتم على حديث “لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ.” الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ، و الذي يدل على شدة تحريم المسألة ﻷن الله يلعن فاعلها ، لكن هذا لا يعني كما وصفتم “يؤدّي إلى جهنّم مباشرة بعد الموت.” ، إنما هذه العبارة تعبر في غالب الظن على جهلكم بالمسألة ، أولا الذهاب إلى الجنة أو النار لا يكون مباشرة بعد الموت فهناك حياة برزخ و يوم حساب ومن ثم تحديد مصير الناس. ثانيا إذا وشمت هذه الفتاة تحت سن التكليف أو بطريقة مفروضة عليها لا حول لها و لا قوة ، فما علاقته بوصفكم هذا ، ناهيك على أنه ولو إفترضنا أن أحدا وشم عن اختياره و فوق سن التكليف ، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيذهب إلى النار ، فرحمة الله وسعت كل شيء ، ما أدراك أن تتغمده هذه الرحمة ليهديه الله للتوبة ، أو تتغمده رحمة الله في الآخرة فيعفوا عن ذنبه هذا . فإذا تاب العاصي توبة صادقة فإن الله تعالى يتوب عليه، وبالتالي يرتفع اللعن بارتفاع سببه وهو المعصية، وقد يمنعه الله من النار واللعن إذا وجدت بعض الأسباب المانعة من ذلك، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقاً إلا إذا انتفت الأسباب المانعة من ذلك، وهي عشرة، منها: التوبة، ومنها: الاستغفار، ومنها: الحسنات الماحية، ومنها: المصائب المكفرة، ومنها: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: شفاعة غيره ومنها: دعاء المؤمنين، ومنها: ما يهدى للميت من الثواب والصدقة، والعتق، ومنها: فتنة القبر، ومنها: أهوال يوم القيامة، ثم قال: فمن جزم في واحد من هؤلاء بأن له ذنباً يدخل به النار قطعاً فهو كاذب مفتر.
    أما فيما تكلمتم فيه أن من أسباب تراجع الظاهرة ، الحملات الدينية من بينها ما قادته السلفية و الوهابية ، فأقول لكم ، إذا صدقتم فعلا فيما تقولون فالحمد لله رب العالمين ، و جزاهم الله عنا خير الجزاء في كونهم سببا من أسباب تراجع هذا الوشم المحرم .
    و أزيدكم – وانتم الذين تظهرون انفسكم و كأنكم موالون للأمازيغ- أن المرابطين رحمة الله عليهم الذين أصولهم أمازيغية كان منهجهم سلفيا .
    إضافة إلى وصفكم ” كلّ عمليّة وشم هي مصحوبة بالألم ” فكيف تدافعون على شيء يسبب ألما للناس .
    أخيرا ، المجتمع المغربي بما فيه الأمازيغ مسلمون (إلا من شذ من هنا و هناك محسوبون على رؤوس الأصابع ) ، الإسلام هو عقيدتنا ، فإذا كان شيئ من العادات يعارض شعائر ديننا او يقتصي التحريم نقاطعه و نقطعه ، إضافة إلى ذلك ، و امتثالا لقول رسولنا عليه أفضل الصلاة و السلام في الحديث الذي صححه الالباني رحمة الله عليه ” لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ – : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ ” فنحن كلنا إخوة مسلمون بأمازيغنا و عربنا و أفارقتنا و أعاجمنا و سائر الأعراق . المغاربة ، الجزائريون ، السعوديون ، المصريون ، الإندونيسيون و سائر المناطق ، نفتخر بديننا ، و نرضى بحكم ربنا ، فإذا حرم ربنا شيئا امتثلنا له و قلنا سمعا و طاعة ، كما في مثال أخواتنا الامازيغيات المسلمات العفيفات الطاهرات نفع الله بهن ، – حسب ما وصفتم – بعد علمهن بحرمة الوشم تراجعن عنه ، و أحسبه دليل صلاح و الله اعلم و لله الحمد.
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

اترك رداً على mohamed إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *