نساء مخترعات: هذه ابتكارات متداولة اليوم من بنات أفكار النساء! 1\2
في التاريخ، كانت هناك نساء مخترعات، تقدّمن بأفكار رائدة ومبتكرة، ليُدوّنّ أسماءهنّ في مجال العلوم والتكنولوجيا وكلّ ما خدم، ويخدم، البشرية.
نساء مُبتكراتٌ كُنّ منبعا خالصا لعديد من المنتجات والتقنيات التي تستخدم في زمننا كل يوم. فإذا كنا نستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على هواتفنا، أو نُشغّل ماسحات الزجاج الأمامي أثناء قيادة سياراتنا تحت المطر، فما علينا سوى أن… نتقدم بالشّكر للنساء، التي كانت هذه المستلزمات من بنات أفكارها الخصبة.
في الواقع، هناك أسماء كثيرة لا تقلّ أهميّة، إطلاقًا، عن أسماء ذكوريّة من عيار غاليليو، ألكسندر جراهام بيل، ستيف جوبز، إلخ.
هذه الأسماء سنتعرف على بعضها في هذا الملف، اعتماداً على العدد الثاني من مجلة Les interventeurs.
لماذا السيارات دافئة؟
ولدت ماركريت ويلكوكس سنة 1838. كانت أصولها تنحدر من شيكاغو، إلينوي. اشتهرت بكونها مهندسة ميكانيكية، وهو مجال نادرا ما كانت تلجه النساء في ذلك الزمن، لا سيما بالنظر إلى محدودية فرص التعليم العالي وقتها.
كانت مارجريت ويلكوكس عالمة مبتكرة وذات نزعة إبداعية تجريبية نادرة، كما كانت تتمتع بروح ريادة الأعمال. دخلت مارغريت ويلكوكس عالم الابتكار في عام 1893، حين اخترعت أول جهاز تدفئة للسيارة، يستمد الحرارة من المحرّك.
لاقى اختراعها استحسانًا كبيراً، وحصلت فيه على براءة الاختراع، لأنّ عدم القدرة على تنظيم درجة الحرارة داخل السيارة كان يطرح مشكلا حقيقيا يتعلق بالسلامة. ولازالت التدفئة موجودة إلى اليوم في مختلف السيارات. وبعدها، اخترعت نظام التدفئة للقطارات أيضًا.
أدركت، حينئذ، أنّ أصحاب السيارات يعانون من تجمّد الأطراف بفعل الصقيع في الأشهر الأكثر برودة، فطوّرت جهاز التدفئة، الذي كان يساهم في ضبط درجة الحرارة داخل السيارة، تحديداً المناطق التي تستهدف أيدي السائق وأقدامه، ثم تنتقل الحرارة إلى باقي الركاب.
قبل تنفيذ نظام التدفئة في السيارات، كان على السائقين والرّكاب ارتداء ملابس شتوية ثقيلة بشكل كثيف.
حصلت ماركريت على تسع براءات اختراع، لكن أشهرها ما يتعلق بتطوير أجهزة التدفئة، ليس فقط في العربات والسيارات، بل أيضًا داخل المنازل. لذلك، سجلت اختراعها باسمها، وهو ما لم يكن ممكنا تصوره، خصوصا… في ذلك الوقت!
حكاية إمبراطورية القهوة
قبل عام 1908، كانت تصفية القهوة تتم من خلال الجوارب وقطع من الكتان. غير أنّ “ربة البيت” الألمانية مليتا بنتز، أصابها الضجر، وسئمت من ربط القهوة بأكياس صغيرة من القماش ووضعها في الماء المغلي لتحضير قهوتها كل صباح.
قررت أن تأخذ صفحة من كتاب ابنها، وصفّت القهوة من خلالها. وضعت الورق في وعاء نحاسي به ثقوب لصب القهوة فيها، فاخترعت حينها نظام تحضير فلتر القهوة الورقي، أو نظام التصفية الخاص بها، وسرعان ما حصلت على براءة اختراع، وأصبحت من أكبر مصنعي مرشحات القهوة، ولا تزال شركتها قائمة حتى يومنا هذا، تحت سيطرة عائلتها.
ولدت ميليتا بنتز في عائلة ضاجّة برجال الأعمال وأصحاب المشاريع الناجحة. والدها كان ناشراً، بينما أسّس أجدادها مصنعا للجعة وكان ملكا لهم. ثمّ تزوجت يوهانس إميل هوغو بنتز، الذي كان صاحب شركة صغيرة في عام 1898 أو 1899، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، من بينهم ابنان: ويلي في عام 1899 وهورست في عام 1904؛ وابنة اسمها هيرتا عام 1911.
اكتشفت بنتز أن المرطبات تميل إلى الإفراط في تخمير القهوة، وأن آلات الإسبريسو في ذلك الوقت، تترك تخوم القهوة في المشروب، وأن مرشحات أكياس الكتان كانت مرهقة بكثرة التنظيف. حينها، جربت العديد من الوسائل، ولكن انتهى بها الأمر باستخدام ورق نشاف من دفتر ملاحظات ابنها ويلي في المدرسة، ووعاء نحاسي مثقوب بمسمار. ثمّ قررت أن تبدأ مشروعاً تجاريًّا ينهي مأساة الكثير من العائلات مع القهوة يوميًّا.
منحها مكتب براءات الاختراع الإمبراطوري في Kaiserliche Patentamt براءة اختراع في 20 يونيو 1908، وفي 15 دجنبر، تم تسجيل الشركة في السجل التجاري تحت اسم “M. Bentz”… وكان زوجها هوغو وابنيهما هورست وويلي أول موظفي الشركة الجديدة.
عمل أفراد الأسرة من المنزل، وقاموا بتجميع مئات المرشحات وتعبئتها وبيعها. وحقق العمل نجاحا مبكرا. وبعد الاستعانة بأجهزة مصنوعة، باعوا 1200 فلتر قهوة في معرض لايبزيغ 1909. وفي سنة 1910، فازت الشركة بميدالية ذهبية في معرض الصحة الدولي وميدالية فضية في جمعية ساكسونإنكيبرز.
على الرغم من مرور 115 عاما على اختراعها، إلا أن أحفاد بنتز، توماس وستيفن بينتز، لا يزالون يديرون ميليتا الشركة، ومقرها في ميندن، شرق شمال الراين – ويستفاليا، مع عدد هائل من الموظفين يبلغ 3400 موظف في 50 دولة حول العالم.
اليوم، تبيع الشركة مجموعة واسعة من المنتجات المتعلقة بالقهوة، بما في ذلك المرشحات المشتقة من اختراع Bentz الأصلي، وتفخر بتاريخها القوي بالإضافة إلى استدامتها وممارساتها المسؤولة… وكلّ هذه الحكاية كتبتها امرأة: ميليتا بنتز.
في الجزء الثاني، نتابع حكاية مخترعات أخريات ابتكرن الدرج الخارجي (درج السلامة) في منازل الولايات المتحدة الأمريكية والمنشار الدّوّار والأجهزة اللاسلكية التيلا يمكن تعقبها أو تشويشها… وغيرها من الاختراعات التي أثرت في حياة ملايين الناس عبر العالم!
- الجزء الثاني: نساء مخترعات: ابتكارات بتاء التأنيث! 2\2
مقالات قد تثير اهتمامك:
- أسماء بن العربي: بعد اكتساح الإناث للوائح التفوق، قريبا كوطا للرجال!
- حسين الوادعي: كراهية النساء.. ذلك الاضطراب النفسي المجهول!
- AGEF: لا فرق بين النساء والرجال إلا بالكفاءة
- تقرير حديث: نسبة النساء اللاتي يدرن الأسر المغربية ارتفعت في السنوات الأخيرة
- فاطمة نسومر… حينَ تكون المُقاومة من توقيع امرأة!
- الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب تكشف مكامن خلل النموذج التنموي الجديد فيما يخص قضايا المرأة