من كندا، عبد الرحمان السعودي يكتب: من هو عبد الإله ابن كيران؟ - Marayana - مرايانا
×
×

من كندا، عبد الرحمان السعودي يكتب: من هو عبد الإله ابن كيران؟

أنت تكتب عن كائن وجد دليل الاقتطاع من أجور الموظفين الفقراء في القرآن، ثم عمل على تبييض أموال الأثرياء استنادا إلى فقه عفا الله عما سلف… حرّم التطبيع مع الكِيف وحلل التكيّف مع التطبيع… جعجع وزمجر على الشاشات مستنكرا الركوع في حفل الولاء ليظهر يوم الحفل بـ”سمايلي فايس” وهو ينحني ليمتع ناظريه بجمال صفائح الخيل…

عبد الرحمان السعودي

إن عبد الإله ابن كيران ذلك الثعلب الماكر، الذي… لَّا لَّا، انعل الشيطان… لا داعي لاستخدام كلمة ثعلب، فهي ثقيلة شيئا ما…

صحيح أنه حيوان سياسي مزغب، افترس أحلام الكادحين غِيرْ بالضّحْكْ، وصحيح أنه لا يختلف ثعلبان على مكره المنقطع النظير، ظل يغني للشعب ويرقص للمخزن في آن واحد حتى وصلت لْغْرامة إلى سبعة ملايين

لكن، على أي حال فلا داعي لهذه العبارة، فهي صادمة، خصوصا في بداية مقال يفترض بأن يقنعك أن تقرأه حتى نهايته…

إذن دعنا نبدأ من جديد.

إن عبد الإله ابن كيران ذلك الحرباء المتلون… بصراحة هذه أيضا ثقيلة… وإن كان متلونا فعلا حين وعد بأن يترك بطنه تغرغر حتى يطمئن على بطون الفقراء، وما أن تمكن من رئاسة المحكومة حتى خلع ثوب الزهد وألبسه قسرا للناس أجمعين، منتظرا الجنة موعده، ومقدما الجحيم للمتقاعدين والمتعاقدين والعاطلين وكافة الديموقراطيين…

آن لك أن تكون متماشيا مع العصر، فتكون من الذين إذا سألهم السائل: أنتم مع الديمقراطية أم مع “الذّلقراطية”، ؟ مع التطبيع أم مع التطبيل؟ مع الحريات أم في سبيل الحوريات؟ يقولون بحماس: حنا مع ولي الأمر.

هذا كله صحيح. لكن، دعنا لا ننساق وراء غضبنا فنستخدم كلمة ثقيلة كهذه قد تؤذي مشاعره المرهفة. أعلم أن افتراض وجود مشاعر مرهفة لديه يدعو للغيظ أساسا… لكن ليس هذا موضوعنا… ما يجب أن نتفق عليه أننا نريد استخدام مدخل مختلف للتعبير عن الغضب… مدخل معتدل متعقل؛ لكنه يمكننا في نفس الوقت من التعبير عن مشاعر الغضب… مدخل عنيف بطعم الهدوء…

هل يبدو لك الأمر صعبا ومتناقضا؟ لا يجب أن يبدو لك كذلك يا عزيزي وأنت تكتب عن كائن وجد دليل الاقتطاع من أجور الموظفين الفقراء في القرآن، ثم عمل على تبييض أموال الأثرياء استنادا إلى فقه عفا الله عما سلف… حرّم التطبيع مع الكِيف وحلل التكيّف مع التطبيع… جعجع وزمجر على الشاشات مستنكرا الركوع في حفل الولاء ليظهر يوم الحفل بـ”سمايلي فايس” وهو ينحني ليمتع ناظريه بجمال صفائح الخيل…

من حباه بوجهين متناقضين مع نعمة تخراج العينين، لا أظنه سيحرمك من مدخل هادئ مشوب بالحدة… قل يا رزاق يا كريم وهيا نبدأ من جديد.

إن عبد الإله ابن كيران ذلك الكركدن الجَّاعِر… الشريف الله يهديك… أتستبدل الماكر والمتلون بالجَّاعِر؟ هناك فرق بين أن تشتم وأن تكتب. ولا تقل لي إن هذا توصيف وليس شتيمة، فما تراه أنت خبثا ومكرا قد يراه البعض محاولة للتغيير من الداخل، وما تراه أنت تلونا ونفاقا يبدو في رأي الأغلبية تكيفا مع واقع سياسي، وما تراه أنت انبطاحا وخنوعا هو في قاموس البعض طاعة لأولي الأمر منكم، وما تراه أنت جَعْرَة هو من وجهة نظر الكركدن ردة فعل على تجاهل المخزن الذي لم يعد يتصل به أو “يُبي بّي” عليه… والحياة كما لا يخفى عليك وجهات نظر…

إن السيد عبد الإله ابن كيران بعد كل ما قدمه في السياسة وإدارة الشأن العام طوال سنوات، يجب أن يعلم أنه في واقع وحقيقة الأمر ليس إلا تمساحا نرجسيا زاحفا، حولته العفاريت إلى سحلية تتخبط، أصبح شغله الشاغل كتابة لحْروزة ولحْجابات للتخلص من المس

المهم أن تتذكر أنك، عندما تكتب مقالا، فلا داعي لاستخدام كلمات من قبيل الماكر والمتلون والجاعر، ودعك أيضا من محمية الحيوانات…

لنتفق على أن تكون مهذبا ومتعقلا، خاصة أننا نعيش في عصر يتميز بالفكر الرزين المتأني المهادن المهاود، وآن لك أن تكون متماشيا مع العصر، فتكون من الذين إذا سألهم السائل: أنتم مع الديمقراطية أم مع “الذّلقراطية”، ؟ مع التطبيع أم مع التطبيل؟ مع الحريات أم في سبيل الحوريات؟ يقولون بحماس: حنا مع ولي الأمر.

كن متعقلا إذن وخذ نفسا عميقا، واستحضر كل مخزون الحكمة، وتذكر أن البلد في مخاض وأن الأحزاب مستهدفة، وضع مسؤوليتك الوطنية نصب عينيك وتعال نبدأ مقدمة المقال من جديد… أكتب الآن.

إن السيد عبد الإله ابن كيران بعد كل ما قدمه في السياسة وإدارة الشأن العام طوال سنوات، يجب أن يعلم أنه في واقع وحقيقة الأمر ليس إلا تمساحا نرجسيا زاحفا، حولته العفاريت إلى سحلية تتخبط، أصبح شغله الشاغل كتابة لحْروزة ولحْجابات للتخلص من المس.

الله ينعل طاسيلْتك… لعلكم تقولونها لي الآن بعد أن فقدتم الأمل، ولعلكم تواصلون قائلين: أنت لست أهلا للكتابة المتعقلة، وأمثالك لا أمل في أن يتوقع منهم الحكمة والاتزان. وإذا لم تكن قادرا على كتابة مقال سياسي هادئ ومهادن، فماتبقاش طِّيير؟

بصراحة أنتم على حق، وكل ما ورد أعلاه كان محاولة جاهدة لكتابة مقال متعقل ورزين عن عبد الإله ابن كيران، وكما لاحظتم فقد باءت المحاولة بفشل ذريع.

أعتذر عن إضاعة وقتكم الثمين، وأعدكم من هنا فصاعدا بكتابة غير متعقلة على الإطلاق… بعد أن ثبت لي بالدليل القاطع أنني لا أصلح أن أكون من…المتعقلين.

 

مقالات قد تهمك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *