المغاربة وأفلام الجنس… طابو “خطير” تفضحه إحصائيات زيارات مواقع البورنو! - Marayana - مرايانا
×
×

المغاربة وأفلام الجنس… طابو “خطير” تفضحه إحصائيات زيارات مواقع البورنو!باحث لـ"مرايانا": مشاهدة أفلام البورنو لذة مرضية، وإدراج التربية الجنسية في المدارس هو الحل

تصنف الأرقام المغرب بمرتبة متقدمة في قائمة الدولة العربية الأكثر مشاهدة لأفلام البورنو، وليس لذلك حد، فرمضان أيضا ليس استثناء؛ ذلك أن المشاهدات تحافظ على نسقها بعد أذان المغرب.
كيف يمكن تفسير هذه المعطيات وقراءتها إذن؟ ما المخاطر والأضرار التي تنطوي عليها مشاهدة أفلام البورنو؟ ثم كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع؟

أرخى الليل سدوله، ثم انتظر لينام كل من في البيت، وحين تأكد من ذلك، دخل إلى غرفته وأغلق برفق الباب حتى لا يحدث أي صوت يوقظهم.. هو الآن يشتعل وقد استبدت به رغبة الجنس. لكن أي جنس، فهو لوحده؟

مهلا، الزمن زمن أنترنت، وكل ما أنت راغب فيه، في ثوان أنت مشاهده. قصد حاسوبه، شرع يتصفح موقعا مخصصا لأفلام البورنو، ثم غرق في شبق لذته…

هذا المشهد يصف شخصا يشاهد أفلام البورنو. في المغرب، يوجد منهم الكثير. موقع “أليكسا” المتخصص في ترتيب المواقع الإلكترونية، يؤكد ذلك.

أرقام “أليكسا” لسنة 2017 تفيد أن 3 من أشهر مواقع مشاهدة أفلام البورنو، يقع ترتيب زيارتها في المغرب كالتالي: المركز 25 و26 و40.

هذه الأرقام، تضع المغرب في المرتبة الرابعة في قائمة الدول العربية الأكثر مشاهدة لمواقع البورنو بعد كل من مصر والعراق والجزائر؛ فزيارات هذه المواقع، حسب “أليكسا”، تتجاوز 240 ألف زيارة يوميا في المغرب. وليس لذلك حد، فرمضان أيضا ليس استثناءً؛ ذلك أن المشاهدات تحافظ على نسقها بعد أذان المغرب.

كيف يمكن تفسير هذه المعطيات وقراءتها إذن؟ ما المخاطر والأضرار التي تنطوي عليها مشاهدة أفلام البورنو؟ ثم كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع؟

اقرأ أيضا: على هامش اعتقال مثلي مراكش، مرايانا تناقش المثلية الجنسية كموضوع للتفكير: مرض أو جريمة؟! (الجزء الأول)

لأجل الإجابة عن هذه الأسئلة، قصدنا محسن بن زاكور، الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي، الذي أكد منذ أول كلمة في حديثه مع “مرايانا”، أن “المشاهدة الإلكترونية جزء فقط من طرق مشاهدة أفلام البورنو، ذلك أن ما خفي كان أعظم”.

كيف يمكن تفسير احتلال المغرب لمراكز متقدمة في مشاهدة أفلام البورنو؟

أبرز بن زاكور لـ”مرايانا” أن هذا الإشكال “متشعب”، ويبدأ من علاقة المغربي بالجسد، سواء بجسده أو بجسد الآخر. هذه العلاقة، وفق ذات المتحدث، “مرضية وغير متوازنة، لأن الإنسان إذ يكون غير متصالح مع جسده، يمارس معه علاقة سادية، ولا يفكر فيه إلا من زاوية واحدة هي الجنس”.

النظرة إلى الجنس في المغرب تبقى دائما في عداد الطابو، فهو أمر غير مفسر علميا، وغير مدرس في المدارس، كما لا يتم الحديث عنه بين الآباء والأبناء، ومن ثم يبقى عالما غريبا ومثيرا، لكنه يبقى مع ذلك بعيدا… هكذا، عندما يبني الشخص علاقة مع الجنس وفق هذه الصورة، فإنه يبني خيالا جنسيا لا علاقة له بالواقع البتة.

“الشباب إذن، حينما يفكرون في العناية بجسدهم، يكونون أكثر تركيزا على الإثارة منها على شيء آخر”، يقول بن زاكور، مضيفا أن ذلك يمكن تفسيره بالأدلة العلمية، فـ”الذكر يمكن أن يتعاطى لمواد يعرف أنها مسرطنة، فقط لأنها ستجعله مثيرا، كما أن الأنثى يمكنها أن تستعمل موادا خطيرة فقط لتكبير بعض أعضاء جسدها، كي تصبح مثيرة بدورها”.

اقرأ أيضا: جريمة الاغتصاب… بين “الحشومة” والعقوبات القانونية التي لا تكبح جماح الجناة! 3/1

الأستاذ الباحث  اعتبر أن “الإثارة مشكل في حد ذاتها لأنها تؤدي إلى خلل؛ فالجسد مكون من مكونات الإنسان، لا يمكن فصله عن عقله وقيمه وما إلى ذلك”، مؤكدا أنه “عندما تجعل من جسمك إثارة فحسب؛ أي لذة، فذاك يجعلك تنظر إلى جسد الآخر بنفس الصورة، وهذا ما قد يفسر المتعة التي يجدها المغربي في مشاهدة أفلام البورنو”.

ما مضار مشاهدة هذه الأفلام؟

يقول محسن بن زاكور، الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي لـ”مرايانا”، إن “النظرة إلى الجنس في المغرب تبقى دائما في عداد الطابو، فهو أمر غير مفسر علميا، وغير مدرس في المدارس، كما لا يتم الحديث عنه بين الآباء والأبناء، ومن ثم يبقى عالما غريبا ومثيرا، لكنه يبقى مع ذلك بعيدا… هكذا، عندما يبني الشخص علاقة مع الجنس وفق هذه الصورة، فإنه يبني خيالا جنسيا لا علاقة له بالواقع البتة” .

بالمقابل، العلاقة الجنسية، يفترض في الواقع، وفق ذات المتحدث، أنها “علاقة بين اثنين تحتوي على مشاعر واتفاق وانسجام وقيم”.

واللذة إذا ما أضفنا إليها البعد السادي، تصبح عنفا، لأن “مشاهدة أفلام البورنو في حقيقتها وعمقها، هي عنف، عنف ضد الذات وضد الآخر؛ أي أنه يسقط الجنس من مقامه الإنساني إلى مقامه المرضي”.

علاوة على ذلك، حينما يكتشف الطفل المراهق أفلام البورنو، “تصبح لديه تربية جنسية غير صحيحة؛ فيبني عندئذ علاقته مع الآخر سواء كان ذكرا أو أنثى على احتقار الآخر، لأنه يسعى إلى شيء واحد: أن يبدد شهوته الجنسية، دون اهتمام بوجود الآخر ومشاعره” يقول بن زاكور، ويضيف متسائلا: “فأين هي العلاقة الجنسية هنا وأين العلاقة الإنسانية وأين السمو الروحي؟”.

اقرأ أيضا: على هامش قضية “راقي بركان”: ملف “الرقية الشرعية” في مرمى الجدل مرة أخرى..

يجمع عدد من الباحثين الذين اشتغلوا على هذا الموضوع، على كون أفلام البورنو تقدم صورة سلبية عن المرأة ومغلوطة عن الرجل، إذ تمثل المرأة ككائن يحب العنف الممارس عليه ويحب إهانته خلال العلاقة الجنسية؛ كما تصور الرجل ككائن دائم الانتصاب قادر على عدة علاقات جنسية متتالية ومع أكثر من امرأة، وبعضو جنسي كبير… هذه الصور النمطية المغلوطة تخلق تشوهات في تمثلات الجنس والجسد لدى المراهق والمراهقة.

تتمثل الحلول أساسا في إعادة النظر في المنظومة التعليمية، لإدراج التربية الجنسية في بعدها الحقيقي؛ أي التربية التي تعلم الأطفال كيف يكتشفون جسدهم وجسد الآخر، وكيف يحترمونها، كما لا بد أيضا من الحوار في العائلة، بين الأبناء والآباء، لكي يكشف الغموض والضبابية التي تحف موضوع الجنس.

من هنا، حينما يتزوج الإنسان، “يمارس مع الطرف الآخر عادات غير صحيحة، تؤدي إلى ضعف العلاقة الزوجية، مما يؤدي، في أحيان كثيرة، إلى الطلاق، وما هذا إلا لأن الصورة التي رسمت عن الممارسة الجنسية مختلة”، يؤكد بن زاكور لـ”مرايانا”.

ما الحلول المقترحة للتعامل مع هذا الوضع؟

في نظر الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي، الحلول التي يمكن بها تدارك هذا الوضع في المغرب، تتمثل أساسا في “إعادة النظر في المنظومة التعليمية، لإدراج التربية الجنسية في بعدها الحقيقي؛ أي التربية التي تعلم الأطفال كيف يكتشفون جسدهم وجسد الآخر، وكيف يحترمونها”، مؤكدا أن “التربية هي التي ستجعلهم يعرفون أن للجنس شروطه وأنه قد ينطوي على مخاطر مرضية وعلى احتمالات الحمل غير المرغوب فيه، وما إلى ذلك”.

اقرأ أيضا: التربية الجنسية في المغرب… هل تشفي المجتمع من ازدواجيته؟ 1\2

“لا بد أيضا من الحوار في العائلة، بين الأبناء والآباء، لكي يكشف الغموض والضبابية التي تحف موضوع الجنس، ثم لا بد من برامج ودراما تتحدث عن هذا الموضوع لتكسر هذا الطابو وتناقشه”، يضيف بن زاكور في ختام حديثه إلى “مرايانا”.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *