جهاز مخابرات الاتحاد السوفياتي… مرايانا تفتح أحد أكثر الملفات غموضاً 1/4 - Marayana - مرايانا
×
×

جهاز مخابرات الاتحاد السوفياتي… مرايانا تفتح أحد أكثر الملفات غموضاً 1/4

كان الكي جي بي مثل التشيكا من قبل، من حيثُ أنّه كان قادراً على العمل بسرّية مطلقة مع الإفلات شبه الكامل من العقاب. لم يكن الكي جي بي في الحقيقة سوى نوعاً واضحاً من حكومة الظّل، التي ستفعل كل ما يلزم للحفاظ على أمن الاتحاد السوفياتي داخلياً وخارجياً.

بعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا وإسقاط نظام القياصرة سنة 1917، لم يكن استمرار حُلم الشّيوعية لدى البلاشِفة سهل المَنال. أدركوا حينها، أنهم كانوا في حاجة إلى جهاز أمني ينهي كل محاولة للثورة المضادة ويجعلها في خبر كان…

مرايانا تفتح ملفّ أحد أكثر أجهزة البوليس السّياسي خطورة و”إرهاباً” في العالم… جهاز استخبارات الاتحاد السوفياتي.

كي جي بي: النشأة والتّطور

بعد ثورة أكتوبر، كان المدراء التنفيذيون لما كان يسمى آنذاك تشيكا من “رفاق” لينين وتروتسكي، الذين كرسوا حياتهم للثورة البلشفية.

تُثار الكثير من الشكوك بخصوص إغلاق مختبرات السّم، وهناك أدلّة توضّحُ أنّه لم يختَف مع النّظام الجَديد، رغم التِزام روسيا، وريثة الاتحاد السّوفيَاتي، بالمعاهدات الدولية التي تحظر الأسلحة الكيماوية.

كان بعضهم أعضاء في اللجنة الثورية العسكرية CRM، التي كانت تُشكّل الجناح المسلح لحزب “الثوار المحترفين”، لاسيما عندما تم الاستيلاء على قصر الشتاء في 25 أكتوبر 1917.

رئيس مجلس إدارة حزب بتروغراد السوفياتي، فيليكس دزيرجينسكي، سيكون حينها أوّل رئيس لتشيكا منذ إنشائها، بعد ستة أسابيع من الاستيلاء على السلطة.

 فيليكس دزيرجينسكي، أول             رئيس لتشيكا

تكون بذلكَ تشكّلت سنة 1917 لتكريس سلطة حكومة لينين الشيوعية الجديدة، ورسمتْ قوّة مرعبة، فوق القانون بشكل أساسي، وحرة في سحق كل المعارضة… مع الإفلات من العقاب.

في عام 1922، تحوّلت تشيكا إلى جي بي يو GPU، وكرست استراتيجيةً تعتمدُ على مئات “العملاء” والشيوعيين الألمان والفرنسيين والإنجليز، الذين شاركوا بإخلاص في النّضال السّري الذي قاده معسكر “الشيوعية الدولية” المعروف بـ”الكومنترن”، لصالح “البروليتاريا في جميع أنحاء العالم”.

لكنّ هؤلاء “العملاء”، لم يكونوا يدركون حقيقةً أنّهم يعملون لصالح جهاز الشّرطة السياسية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

شهد جهاز مخابرات الاتحاد السوفياتي عدّة تحوّلات منذُ إنشائه، لينتهي في تسمية الكي جي بي (KGB) سنة 1954.

على امتداد تاريخ الكي جي بي، وحتى قبل أن يحمل هذا الاسم بوقت طويل، تساءل الكثيرون عن دوافع هؤلاء الأفراد الذين وضعوا أنفسهم عن عمد في خدمة البوليس السياسي للاتحاد السوفياتي.

عمليات التّخابُر مع الكي الجي بي، أنهت حياة الكثير من الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين، أو قادتهم إلى السجون، لأنهم عملوا لصالح “قوة أجنبية”.

كان الكي جي بي مثل التشيكا من قبل، من حيثُ أنّه كان قادراً على العمل بسرّية مطلقة مع الإفلات شبه الكامل من العقاب. لم يكن الكي جي بي في الحقيقة سوى نوعاً واضحاً من حكومة الظّل، التي ستفعل كل ما يلزم للحفاظ على أمن الاتحاد السوفياتي داخلياً وخارجياً.

حسب ما يشيرُ إليه عدد مارس 2021 من مجلّة HISTORIA، فإنّ جهاز المخابرات السوفياتية خضَع لتنظيم محكم، كجيش كامل الرتب العسكرية، وتألّف من إدَارات أو مُديريات مختلفة، مهمتها إدارة الجواسيس في الدول الأجنبية ومُراقبة المواطِنين السّوفيات واستِئصال المُعارضة أو أدنى أشكال التّمرد المُحتمل.

لم يكن أفراد الاتحاد السوفياتي هم من يخشون الكي جي بي فقط، بل كان يهابهُ أيضاً كبار أعضاء الطبقة الحاكمة، الذين يمكن أن يصبحوا هم أنفسهم أهدافًا لهذا الجهاز “العَنيف”.

نظراً لكون هذا الجِهاز احتلّ أهميةً في المشهد الدّولي إبّان فترة الحَرب الباردة، لاعتباره بمثابة الوجه “الغَامض” للمُعسكر الشرقي؛ فقد كان الكي جي بي بمثابة اندماج بين وكالة المخابرات المركزية CIA، ومكتب التّحقيقات الفِيدرالي FBI، أو MI5 وMI6 بالمفهوم السياسي البريطاني.

بعض الروايات التاريخية ترجّح أنّ رئِيسها، فلاديمير سيميشاستني، كان قد لعبَ دورًا رئيساً في المؤامرة للإطاحة بالزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف من السلطة في عام 1964؛ فغداة عودته من عطلة في ساحل البحر الأسود، التقى خروشوف في المطار بمجموعة من مسؤولي المخابرات السوفياتية، ولا بد أنه كان يعلم أن وقته قد انتهى وقتئذٍ…

مُخابراتُ السّم…

يعود أصل الحكاية إلى الـ30 من غشت 1918، حين أطلقتْ فانيا كابلان ثلاث رصاصات على لينين الذي نجا بعدها بأعجوبة…

في نفس اليوم، اغتيل رئيس التشيكا بتروغراد، وانطلق الرعب الأحمر ضد القوى “الرجعية”.

في 1921، تم إنشاء أول مختبر للسموم تحت إشراف البروفيسور إغناتي كازاكوف، وهو صديق مقرب لفيليكس دزيرجينسكي، رئيس “تشيكا”، إذ في البِداية كانت تعتمد بشكل مباشر على سكرتارية لينين، التي ستتابع الموضوع عن كثب فيما بعد.

لم يكن أفراد الاتحاد السوفياتي هم من يخشون الكي جي بي فقط، بل كان يهابهُ أيضاً كبار أعضاء الطبقة الحاكمة، الذين يمكن أن يصبحوا هم أنفسهم أهدافًا لهذا الجهاز “العَنيف”.

تبين الوثائق أن عمليات الإعدام بدأت، عملياً، في منتصف العشرينيات من القرن المنصرم، إلا أن التعامل بالسموم حينها لم يكن مميتاً، وكان يتطلب خبرة يفتقر إليها العديد من العاملين في هذه المختبرات.

في الأيام الأولى من البحث، عملت هذه المختبرات تحت إشراف بيريا، الذي عُين رئيساً لجهاز المخابرات السوفياتية سنة 1938. وقتها، ركّزت السّموم المُصنّعة على مشتقّات غاز الخردل  (yperite)، الذي استخدِم لأول مرة إبّان الحرب العالمية الأولى من قبل الجيش الألماني ضد الجنود البريطانيين في بلجيكا.

وجدت المختبرات السوفياتية أنه من السهل جداً أن تكتشف هذه المواد الكيميائية أثنَاء التّشريح، وكان الهدف في المقابل، هو العثور على سم لا طعم له ولا رائحة، ولا يمكن رصده بعد الموت.

في النهاية، تمّ إنتاج مستحضر يحتوي على جميع الخصائص المرغوبة، حمل تسمية علمية “K-2″، وتمّ تجريبه على السجناء، الذين كانوا يسقطون أمواتاً مباشرةً في غضون خمسة عشر دقيقة…

أكدت الكثير من الدراسات والأبحاث أنّ برنامج السوفيات في تصنيع السموم، خلق أكبر حرب بيولوجية في التاريخ، إذ أن العدد الإجمالي للعاملين بهذه المختبرات يتراوح بين 25.000 و30.000، بما في ذلك من 1000 إلى 2000 عالم متخصص في مسببات الأمراض الفتاكة.

في شتنبر 1978، كان السياسي البلغاري المنشق جورجي ماركوف ينتظر الحافلة بالقرب من جسر ووترلو بلندن عندما وخزه رجل بمظلة شمسية في رجله وسقط لتوه مريضا وأُدخل المستشفى… فيما بعد، اتضحَ أنّ رأس هذه المظلّة كان يحمل حبيبات محشوة بسم السيرين، الذي يوصف بأنه “جدّ السّموم الرّوسية”.

في أواخر الثمانينيات، تم تمرير العديد من “أجهزة الكشف”، ضمن برنامج Biopreparat، ما سيسمح للغرب بقياس حجم صناعة السم التي يحظى بها المعسكر الشرقي. بيد أنّه، بعد سقوط القطب الاشتراكي وتحطيم جدار برلين، طُلبَ من السوفيات إغلاق هذه المختبرات.

تُثار الكثير من الشكوك بخصوص إغلاق هذه المختبرات، وهناك أدلّة توضّحُ أنّه لم يختَف مع النّظام الجَديد، رغم التِزام روسيا، وريثة الاتحاد السّوفيَاتي، بالمعاهدات الدولية التي تحظر الأسلحة الكيماوية.

يتّضح أن الاتحاد السوفياتي طوّر من أدائه العلمي فيما يخصّ ابتكار السموم، ليُصبح قوّة دولية من حيثُ امتلاك الأسلحة الكيماوية، والتي لا تسقطُ تهمة إنتاجها عن المعسكر الغربي أيضاً، سيما إبان مرحلة القُطبية الثّنائية والتّسَابق نَحو التّسلّح…

في الجزء الثاني من هذا الملف، نرصد نشاط جهاز الاستخبارات السوفياتي على المستوى الداخلي في قمع “المعارضة” وتصلب الأمن وعلو الرعب في البلدان الاشتراكية.

مقالات قد تثير اهتمامك:

تعليقات

  1. يونس

    مقال ركيك لغويا ومضمونا. قبل أن تترجم، نقلا عن مصادر مشبوهة، أية معلومات، كان بالاحرى، عليك أيها الكاتب، أن تحرص على الموضوعية، والنزاهة العلمية وتدرج مصادرك. المقال، لا يمت للبحث الصحافيي ولا التاريخي بصلة. هو فقط إعادة تدوير الأطروحات ضد البولشفية، وضد السوفييت وحتى ضد روسيا الحالية. باختصار،مقال معتق بما يسمى الروسفوبيا. أما الرد على ما ورد من تابيطات لاتاريخية، فالحيز لا يسمح. مع تحياتي لأصحاب الموقع، هم طبعا غير مسؤولين عن كذا خزعبلات.،ينشرونها؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *