نيكولي بولن: لا يمكن أن تصادر لوحةً لفنان… اللوحة ليست كرسيا!
مرور خاطف في روبورطاج عن نيس لنيويورك تايمز حمله لسماء العالمية، فصار أغلب زبنائه والمتذوقين لفنه من أمريكا. كانت ضربة حظ فقط، فروح الفنان الحقيقي تنجلي في الأخير لأنها لا تشبه أرواح باقي البشر.
نزح نيكولي بولن من ألبانيا إلى فرنسا، فارا من جحيم الشيوعية وباحثا عن نسائم الحرية، فلم يجد ملاذه سوى في شمس وشطآن الريفيرا الفرنسيين، ليحوّل أزقة نيس القديمة إلى ورشة، نثر فيها لوحاته التي لا يرسمها سوى مستدفئا بالشمس.
حتى عند سؤاله عن مدى تأثره بالانطباعية أو التكعيبية أو غيرها من مدارس الرسم، يجيب بافتخار ”أنا ابن مدرسة نيس والحياة”. مصادرة السلطات لبعض لوحاته بسبب احتلال الملك العمومي، لم تكبح تمسكه بالرسم والعرض في الأزقة والشوارع.
مرور خاطف في روبورطاج عن نيس لنيويورك تايمز حمله لسماء العالمية، فصار أغلب زبنائه والمتذوقين لفنه من أمريكا. كانت ضربة حظ فقط، فروح الفنان الحقيقي تنجلي في الأخير لأنها لا تشبه أرواح باقي البشر.
في هذا الحوار، نتعرف أكثر على نيكولي بولن وعلى تصوره للفن وللرسم في ظل الجائحة.
1- بفضل روبورطاج لنيويورك تايمز عن مدينة نيس، صرت رساما مشهورا… حتى عالميا. هل صار الفن تحت رحمة أضواء الإعلام، ولم تعد الفرادة والإبداع كافيان لتحقيق مسيرة ناجحة؟
نعم… بفضله صرت معروفا بشكل أكبر، خصوصا في أمريكا. لدي العديد من الزبناء هنالك.
أنا فنان ولا يمكن أن أشبه الناس. لذلك، أزعج الجميع. حتى عندما يذهب الفنان للسجن، يستمر في الرسم.
الإعلام مهم بالنسبة لحياة الفنان، دونه الأمور تصير معقدة، خصوصا في عهد الأنترنيت. الأمر مشابه لكرة القدم، لكن الأمر مرتبط أيضا بنوع الوسيلة الإعلامية، فهناك من يريد أن يستغلك فقط.
2- صادرت السلطات الفرنسية بعض لوحاتك بفعل احتلالك غير الشرعي للفضاء العمومي، كيف انعكس هذا القرار عليك فنيا وشخصيا؟
كنت أخرج اللوحات إلى الشارع، لذلك كان لي مشاكل مع البلدية في نيس. لا أعرف لماذا كانوا يسمون ذلك ”احتلال الملك العمومي”… هل أنا من النازية أو الفاشية؟
لتحقيق هدفهم، ادعوا أنني لا أملك وثائق الإقامة، وهذا كذب. في فرنسا، لا يمكن أن تصادر لوحة لفنان. اللوحة ليست كرسيا…
نيويورك تايمز عندما أجرت معي الحوار، قدمتني كفنان في الشارع. حتى الرسامون في مدينة نيس استنكروا حجز لوحات فنان. لكن، في النهاية، أنا من استفدت، وبيعت هذه الأعمال في المزاد العلني.
3- قدِمت إلى فرنسا من ألبانيا، إحدى أفقر الدول الأوربية والتي عاشت وطأة الشيوعية، كيف أثر ذلك على نيكولي الفنان، ولماذا اخترت الهجرة؟
لقد كان اختيارا شخصيا، فأنا هربت من النظام الشيوعي. كنت أبحث عن الحرية.
فرنسا هي بلد الحرية. الكل يعرف الثورة الفرنسية طبعا.
في البداية كنت في باريس، لكنني أتيت إلى نيس، فكبار الرسامين (بيكاسو وماتيس وفان غوغ) أتوا إلى هنا. إنه مكان جميل تغمره أشعة الشمس.
4- إذا كانت المسارح والسينما والمتاحف أغلقت منذ أكتوبر 2020، أظن أن الرسامين كان لهم الحظ في الاستمرار في العمل داخل ورشاتهم. هل يمكن اعتبار الرسم أحد أضلاع الثقافة الأقل تأثرا بإجراءات جائحة كورونا؟
لاأراه امتيازا، فأنا لم أغادر ورشتي أبدا.
لكن، ما إن تحسنت الوضعية الوبائية حتى رجعت للشارع، على عكس بعض الفنانين الذي اختاروا الانعزال في ورشاتهم.
يجب أن أعيش. لا يمكن أن أموت. أنا فنان ولا يمكن أن أشبه الناس. لذلك، أزعج الجميع. حتى عندما يذهب الفنان للسجن، يستمر في الرسم.
أنا أتساءل، بالنسبة للمسرحيين، لماذا لا يقيمون مسرحياتهم في الشارع؟
مقالات قد تهمك:
- التّشكيل والجنس… حين تحاول “التقليدانية” كسر ريشة الفنّان! 1/2
- التّشكيل والجنس… بين “تهافت” النقد الأخلاقي وإشكالية الفَن “النّظيف”! 2/2
- الشعيبية طلال… حلم عصامي امتطى صهوة التشكيل المغربي إلى العالمية 2/1