استطلاع حديث: غير المتدينين في المغرب تضاعفوا أربع مرات، ونصف المغاربة يعتبرون بلادهم ديكتاتورية…
جرت العادة، في الغالب، على تصوير منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط كمنطقة متدينة محافظة، بيد أن استطلاعا حديثا للرأي، بيّن أن آراء سكان المنطقة ومشاعرهم مختلفة ومتنوعة، وليس ثمة منها ما يسود تماما.
في هذا التقرير، نتابع ما توصل إليه هذا الاستطلاع فيما يتعلق بآراء المغاربة حيال عدد من القضايا التي استطلع الرأي فيها.
جرت العادة، في الغالب، على تصوير منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط كمنطقة متدينة محافظة، بيد أن استطلاعا حديثا للرأي، بيّن أن آراء سكان المنطقة ومشاعرهم مختلفة ومتنوعة، وليس ثمة منها ما يسود تماما.
الاستطلاع الذي أجرته شبكة البارومتر العربي البحثية لحساب شبكة “بي بي سي عربي”، وأعلنت عن نتائجه في الـ23 من يونيو/حزيران 2019، همّ عددا من القضايا، منها الدين وحقوق المرأة والهجرة وتقبل المثليين جنسيا…
كان ذلك بين أواخر عام 2018 وربيع عام 2019، وشارك فيه أزيد من 25 ألف شخص من سكان 11 دولة في المنطقة، من بينها المغرب.
في هذا التقرير، نتابع ما توصل إليه هذا الاستطلاع فيما يتعلق بآراء المغاربة حيال القضايا التي استطلع الرأي فيها.
غير المتدينين في صعود مضطرد
كشف الاستطلاع أن عدد مواطني بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذين يديرون ظهورهم للدين والتدين قد تزايد باضطراد، إذ ارتفعت نسبتهم من 8 بالمائة، عام 2013، إلى 13 بالمائة، ربيع 2019.
وبينما وصف ثلث التونسيين أنفسهم بغير المتدينين، ما بوأ تونس المرتبة الأولى، بيّن الاستطلاع أن حجم هؤلاء في المغرب، تضاعف 4 مرات.
اقرأ أيضا: من اليمن، حسين الوادعي يكتب: شبابنا بين الإلحاد والإيمان
الاستطلاع أبرز أيضا أن نسبة الزيادة الأكبر في هؤلاء، تعود إلى من هم دون الثلاثين عاما من أعمارهم.
امرأة رئيسة للحكومة؟
معظم الذين شاركوا في الاستطلاع ساندوا حق المرأة في تولي منصب رئيسة الحكومة أو رئيسة الجمهورية في بلد إسلامي.
بيد أنه في تناقض تام، فإن هؤلاء، بما فيهم معظم النساء، اختلف الأمر لديهم حين تعلق بتوازنات الحياة اليومية، إذ يعتقدون أنه ينبغي أن يكون للزوج القول الفصل في القرارات الأسرية.
على أن الاستطلاع أبرز أن هذه القاعدة شذت في المغرب؛ ذلك أنه يعد البلد الوحيد في المنطقة الذي يرى أقل من نصف سكانه، أنه من حق الزوج أن يكون له القول الفصل في المنزل.
اقرأ أيضا: تقرير حديث: نسبة النساء اللاتي يدرن الأسر المغربية ارتفعت في السنوات الأخيرة
أما في ما يخص تولي المرأة لمنصب رئيسة الحكومة، فالمغرب يأتي ثانيا خلف لبنان بفارق طفيف، بحيث رحب فيه 75 بالمائة بالفكرة.
الانزلاق نحو الديكتاتورية
رغم تحسن نظرة المغاربة إلى بلادهم، يؤكد الاستطلاع، إلا أن 50 بالمائة منهم يعتقدون اليوم بأن المغرب أقرب منه إلى الديكتاتورية من الديمقراطية.
وبينما توصل ذات الاستطلاع، عام 2013، إلى أن سكان الجزائر والأردن والعراق يعتبرون بلدانهم أقرب إلى الديمقراطية من الديكتاتورية، غيّر هؤلاء آراءهم مع عام 2019. لم يعد يرى سوى ربع الجزائريين، مثلا، أن بلادهم ديمقراطية.
اقرأ أيضا: هشام روزاق يكتب: من يحكم المغرب؟ … “جهات ما”
الاستطلاع أبرز أيضا، فيما اعتبرته بي بي سي عربي “غريبا” بالنظر إلى شكل النظام الحالي للحكم في مصر، أن غالبية المصريين يرون أن بلادهم تسير صوب الديمقراطية.
تقبل منخفض للمثلية الجنسية
تقبل المثلية الجنسية في بلدان المنطقة متباين، لكن نسبته في عمومها تظل منخفضة إلى منخفضة جدا.
المغرب في ذلك يأتي ثانيا خلف الجزائر في تقبل المثلية الجنسية بنسبة 21 بالمائة.
اقرأ أيضا: محمد علي العموري يكتب: ما معنى أن تكون مثلي الجنس في المجتمعات العربية المسلمة؟
ذات الرتبة، خلف الجزائر دائما، تعلقت بجرائم الشرف، حيث إن 25 بالمائة من المغاربة متقبلون لفكرة أن يقتلوا “غسلا للعار”.
الرغبة في الهجرة صارت أكبر
عبّر واحد من كل خمسة مشاركين في الاستطلاع عن الرغبة في الهجرة، ويرجعون ذلك أساسا إلى أسباب اقتصادية.
نسبة هؤلاء في المغرب ارتفعت إلى أزيد من 40 بالمائة اليوم، بعدما كانت عام 2013 في نحو 30 بالمائة.
غالبية هؤلاء يعتبرون أوروبا المقصد المفضل للهجرة بنسبة 64 بالمائة، تليها مناطق أخرى بنسبة 26 بالمائة، ثم أمريكا الشمالية بـ12 بالمائة، متبوعة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ10 بالمائة، وأخيرا، الخليج بنسبة بلغت 5 بالمائة.
بالمقابل، شهد لبنان واليمن أكبر انخفاض في عدد الراغبين في الهجرة.
ترامب يخسر أمام بوتين… وأردوغان يتفوق عليهما!
جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المرتبة الأخيرة، إذا بيّن الاستطلاع أنه لا يحظى بانطباع إيجابي كبير لدى الذين شاركوا فيه حيال سياساته الشرق أوسطية.
بالمقابل، عبر نصف هؤلاء عن رضاهم على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال الشرق الأوسط. لم يشذ عن ذلك سوى اللبنانيون والليبيون والمصريون، الذين فضلوا سياسات الرئيس فلاديمير بوتين.
اقرأ أيضا: … حين تلقى أردوغان “هدية” بــ 25 مليون دولار
أما في ما يخص المغاربة، فيبدو أن لا أحد لديه انطباع إيجابي عن ترامب، فيما تبلغ النسبة بخصوص بوتين 25 بالمائة، وأزيد من 60 بالمائة عن أردوغان.
لا دولة تهدد أمن المغرب تقريبا
يمثل الأمن هاجسا في مناطق عديدة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لكن 32 بالمائة من المغاربة يرون أن لا دولة تهدد المغرب، فيما يرى 27 بالمائة أن إسرائيل تمثل مصدر تهديد، متبوعة بالولايات المتحدة بنسبة 11 بالمائة.
ويبدو أن الهاجس الأمني ترسمه الحدود أساسا، إذ أن المناطق المتاخمة لإسرائيل مثل لبنان، يضع المشاركون فيها بالاستطلاع، إسرائيل، على رأس قائمة الدول المهددة لاستقرار مناطقهم وأمنها الوطني.
اقرأ أيضا: ما بين الاستباق الأمني وتحديث الشأن الديني.. المغرب في مأمن من الإرهاب اليوم، لكن…
هذه القاعدة تنطبق أيضا على سكان المناطق المجاورة لإيران، حيث يرى معظم العراقيين واليمنيين أنها تمثل مصدر التهديد الأكبر.