بعد حادث إمليل الإرهابي… هل تتجرع السياحة المغربية كأس الإرهاب المريرة؟ - Marayana - مرايانا
×
×

بعد حادث إمليل الإرهابي… هل تتجرع السياحة المغربية كأس الإرهاب المريرة؟

المغرب بلد جميل… هكذا يرى المغاربة بلدهم طبعا، ودون وصف لمكامن جماله، مجرد الحديث عن عدد السياح الذين يجعلونه قبلة لهم في شتى أوقات السنة، يؤكد ذلك. سياح يأتون من …

كريم الهاني
كريم الهاني

المغرب بلد جميل… هكذا يرى المغاربة بلدهم طبعا، ودون وصف لمكامن جماله، مجرد الحديث عن عدد السياح الذين يجعلونه قبلة لهم في شتى أوقات السنة، يؤكد ذلك.

سياح يأتون من كل بقاع العالم ليحظوا بتنوع جغرافي يزخر بمناظر خلابة، يضعون نصب أعينهم عيش تجارب ممتعة يضيفونها إلى قائمة ذكرياتهم الجميلة. بالمقابل، يغدق هولاء السياح العملة الصعبة على خزينة الدولة.

الواقع أن خزينة الدولة ليست وحدها التي تنتعش بالسياحة، فالاقتصاد المحلي لعدد من المدن والقرى في المغرب، يقوم على السياحة على نحو لا يعوض.

من أبسط الفنادق، إلى سائقي سيارات الأجرة، مرورا بالمرشدين السياحيين والبقالات وصغار الباعة كبائعي الهدايا التذكارية، وكل الذين يبثون الحياة في جيوبهم بالاعتماد على زيارات السياح.

اقرأ أيضا: هشام روزاق: دولة تجدد نــ(ــحــ)ــبها!

وللأرقام دلائل كثيرة عن كل هذا. نعم، فالمغرب سجل عام 2017 في رقم “استثنائي” وفق وزارة السياحة، وفود 11.35 مليون سائح، فيما بلغت عائدات العملة الصعبة من ذلك، عن ذات السنة، 6.16 مليون يورو؛ أي 64.2 مليون درهم.

أما بخصوص هذا العام، 2018، فالأرقام في ارتفاع؛ ذلك أن المرصد السياحي المغربي كان قد أفاد في وقت سابق، بأن 5.1 مليون سائح زاروا المغرب في النصف الأول من هذه السنة، بزيادة قدرها 10 بالمائة، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2017.

وضع المغرب عام 2010، هدفا، يتمثل في الوصول إلى عتبة 20 مليون سائح عام 2020، ثم كان أن تخلى عنه، بسبب الوضع الاقتصادي في أوروبا، وأساسا لعدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة.

لكن، فجأة، وبينما يأمل المغرب أن يبلغ سنة تلو أخرى أرقاما غير مسبوقة، حدث أن استفاق في الأيام الماضية، على وقع جريمة إرهابية راحت ضحيتها سائحتان من الدنمارك والنرويج، نحرا، في منطقة شمهروش بجماعة إمليل إقليم الحوز.

ثم حدث أن حذرت خارجيات النرويج وإيطاليا وكندا (حتى حدود كتابة هذه الأسطر) من مخاطر السفر إلى المغرب. حسنا، قد تكون هذه أولى التداعيات وحسب، فالإرهاب يقوم في ما يقوم عليه، على أن تقتل واحدا لترهب الآلاف.

اقرأ أيضا: جريمة إمليل: الإرهاب… من هنا يبدأ!

فهل تدفع، إذن، السياحة في المغرب ضريبة باهضة الثمن لقاء ما حدث؟ الإجابة عن هذا السؤال رهينة بالزمن القادم… لكن ثمة بعض الإشارات يمكن وضعها كفرضيات.

في السنوات الأخيرة، حين عرفت دول المنطقة أحداثا إرهابية عدة، أقر وزير الاتصال حينها في حكومة بنكيران، مصطفى الخلفي، بأن “ما شهدته دول شقيقة من أعمال إرهابية مدانة، كانت له آثار على السياحة في بلادنا”، قبل أن يستطرد بأنها “محدودة”.

ومعروف أن المغرب قد وضع عام 2010، هدفا، يتمثل في الوصول إلى عتبة 20 مليون سائح عام 2020، ثم كان أن تخلى عنه، بسبب الوضع الاقتصادي في أوروبا، وأساسا لعدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة.

دراسة عربية: العمليات الإرهابية أدت إلى تراجع ملحوظ للسياحة في معظم الدول العربية، وسيكون لها ثمن باهض، يدعو إلى التشاؤم بخصوص مستقبل السياحة في دول المنطقة.

وبالحديث عن المنطقة، فقد تعرضت تونس لشلل سياحي جراء الأحداث الإرهابية التي عرفتها في السنوات الأخيرة. وفق أرقام رسمية للمجتمع المهني للسياحة في تونس، فإن إيرادات هذه الدولة من السياحة تراجعت بنسبة 35 بالمائة، كما أن عدد السياح انحدر بنسبة 31 بالمائة.

السياحة في تونس تشكل عمادا أساسيا للاقتصاد الوطني، تماما مثل المغرب، إذ تؤمن 20 بالمائة من إيراداتها من النقد الأجنبي، كما تشغل نصف مليون شخص، وتخلق أكثر من مليون فرصة عمل غير مباشرة في قطاعات ذات صلة بها كالصناعة التقليدية.

اقرأ أيضا: على هامش التفجير الإرهابي بتونس: هكذا تستقطب التنظيمات المتطرفة الانتحاريين عبر الشبكة العنكبوتية

في مصر أيضا، حيث تشكل السياحة مصدر استقرار اقتصادي للدولة، أدت الأحداث الإرهابية المتتالية، حسب رقم سابق أفصحت عنه مستشارة لوزير السياحة المصري، على سبيل المثال، إلى انخفاض عائدات السياحة بنسبة 66 بالمائة في الربع الأول من عام 2016؛ أي ما يشكل حوالي نصف مليون دولار.

في رقم آخر، كان عدد السياح الذين زاروا مصر عام 2014، يناهز 10 مليون شخص، بينما بلغ عددهم عام 2010، 15 مليون سائح.

دراسة لمجلس السياحة العالمي: متوسط فترة انتعاش سوق السياحة في بلد تعرض لهجمات إرهابية، يصل إلى 13 شهرا.

وفق دراسة أجراها الباحث عامر العمران، لفائدة مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية، فإن اقتصاديات العديد من دول المنطقة قد تأثرت بشكل كبير، إذ تآكلت إيرادات تونس ومصر السياحية، مثلا، على نحو شكل أزمة حقيقة.

ذات الدراسة أكدت أن العمليات الإرهابية أدت إلى تراجع ملحوظ للسياحة في معظم هذه الدول، وسيكون لها ثمن باهض، يدعو إلى التشاؤم بخصوص مستقبل السياحة في دول المنطقة.

اقرأ أيضا: لننس “الدين الصحيح” ولنتحدث عن “حرية الاعتقاد”

في الواقع، أيا كان البلد الذي شهد حادثا إرهابيا، فإنه يعرف لا محالة تراجعا في قطاع السياحة. حتى في أوروبا؛ فبعد هجمات باريس عام 2015، تراجع مؤشر إشغال الفنادق هناك، بنسبة 27 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من عام 2014، وفق دراسة لمجلس السياحة العالمي.

عموما، تؤكد الدراسة السابقة، التي يتحدث فيها المجلس عن تأثير مختلف الأزمات التي يشهدها العالم على قطاع السياحة، أن متوسط فترة انتعاش سوق السياحة في بلد تعرض لهجمات إرهابية، يصل إلى 13 شهرا.

فهل يا ترى، إذن، يكون حادث إمليل الإرهابي سحابة عابرة على المغرب فلا يؤثر في قطاعه السياحي، أم أن الأخير سيتجرع لا محالة، أيضا، كأس الإرهاب المريرة؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *