نزلاء الإصلاحيات السجنية في المغرب: صغار… في السجن!
هذه الدراسة تمت في إطار استراتيجية المرصد المغربي للسجون الهادفة إلى دعم وحماية السجناء الأحداث باعتبار أن مجال تواجدهم الطبيعي هو الأسرة والمدرسة، خاصة مع تفاقم ظاهرة العود في صفوف الأحداث في نزاع مع القانون، وقد تم إنجازها بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي.
200 من السجناء الأحداث داخل مؤسستين سجنيتين، ضمنهم 85 حدثا معتقلا بمركز الإصلاح والتهذيب بنسليمان (42.5 في المائة) و115 حدثا معتقلا بمركز الإصلاح والتهذيب عين السبع (57.5 في المائة)، هو عدد السجناء الأحداث (الصغار) الذين شملتهم الدراسة التي أنجزها المرصد المغربي للسجون.
خارج المدرسة… داخل السجن
أكثر من 99 في المائة من السجناء الأحداث الذين تمت مقابلتهم متمدرسون. أما بخصوص المستوى الدراسي لأكثر من نصف الأحداث المستجوبين، فهو المستوى الإعدادي (52 في المائة)، بينما 24٪ منهم مستواهم ثانوي و17.5٪ وصلوا لمستويات جامعية، في حين 4.5٪ لم يتجاوزوا المرحلة الابتدائية، كما التحق 1.5٪ منهم بالتكوين المهني، وتمّ تسجيل حدث واحد ضمن المستجوبين لم يسبق له التمدرس.
كما تظهر نتائج المقابلات، أن 23٪ من الأحداث الموجودين في المؤسسات السجنية، انقطعوا عن الدراسة بسبب مشاكل عائلية، إضافة إلى أكثر من 24٪ انقطعوا عن الدراسة لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، كما أن 5٪ من المنقطعين فعلوا ذلك لأسباب تعود لاعتقالهم ومحاكمتهم؛ إضافة إلى أسباب أخرى مثل الإدمان، أو وفاة أحد الوالدين.
تتعدد التهم والسجن واحد
وعن التهم التي وجهت إلى المستجوبين، توجد تهم السرقة والسرقة الموصوفة والسرقة المقرونة بتهم أخرى في المرتبة الأولى ضمن التهم التي توبع بها الأحداث المستجوبون (51٪ من الحالات)؛ يليها الاعتداء والضرب وتهم أخرى بنسبة 12٪، والاتجار في المخدرات، والاغتصاب، وهتك العرض والتغرير بقاصر بنسبة 9٪، ومحاولة السرقة بنسبة 4٪، والشغب بنسبة 4٪.
من بين المستجوبين، هناك 2٪ تمت متابعتهم بتهم محاولة قتل، تشكيل عصابة إجرامية، الضرب المفضي للموت وعدم التبليغ، بينما توبع الباقي بتهم أخرى مثل القتل العمد والاحتجاز وتعنيف الشرطة والقتل غير العمد، وولوج أنظمة المعالجة الإلكترونية، والاعتداء على ممتلكات الدولة أو على ممتلكات الغير وتعاطي المخدرات والعنف.
ثم، استنادا إلى نتائج البحث الميداني، فإن 47٪ من الأحداث المعاودين (في حالة عود) وجدوا صعوبات اجتماعية وعائلية في عملية إعادة إدماجهم، بينما واجه 36 في المائة صعوبات اقتصادية و11 في المائة عادوا إلى الجريمة بسبب المحيط الاجتماعي والرفقة السيئة.
بالنسبة للمخدرات، فإنّ الدراسة كشفت أنّ حوالي 26 في المائة من الأحداث المستجوبين يتعاطون موادا مخدرة؛ بحيث 42 في المائة منهم يتعاطون للمواد الكحولية، و55 في المائة يستهلكون الحشيش، و٪44 السجائر، و7 تعاطوا مادة السليسيون. لكن، من النقط الإيجابية التي تلتقطها الدراسة، أن 11 مستجوباً أفادوا أنّهم استفادوا من برنامج معالجة الإدمان.
بخصوص الإصلاح ومتابعة الدراسة، فإن الدراسة تشير إلى كون حوالي 48٪ من السجناء الأحداث تابعوا دراستهم من داخل المؤسسات الإصلاحية في مختلف المستويات، من الابتدائي للجامعي، وكذلك في التكوين المهني والحرفي والتقني.
توصيات بالدعم النفسي ودعم التمدرس
ضمن توصياته، يقترح المرصد المغربي للسجون إلغاء الحاجز الزجاجي في غرف الزيارة، لما في ذلك من نسف لحصول السجناء الأحداث على الحميمية تجاه عائلاتهم؛ الزيادة في المدة المخصصة للمكالمات الهاتفية، وضع أجهزة الهاتف في الغرف والزنازين، وزيادة وتيرة المكالمات حتى في نهاية الأسبوع.
كما أوصى المرصد أيضا بتكثيف جلسات الدعم النفسي وزيادة وتيرتها، وضرورة حثّ السجناء الأحداث على الاستفادة المستمرة والمنتظمة من خدمات الدعم النفسي، وتعميم حصصه الفردية مع الطبيب النفسي، والحفاظ على حميمية الجلسات؛ فضلاً عن الحاجة إلى دعوة الأساتذة الجامعيين لإلقاء دروس في المؤسسات السجنية، وإتاحة الفرصة للنزلاء لحمل البرامج والكتب والمقررات معهم إلى الزنازن؛ وإضافة المزيد من الشعب.
من بين التوصيات المقدمة، أيضا، أن تتم الزيادة في الوقت المخصص لخدمات التمدرس وتعزيز البنية التحية، وذلك عبر إضافة فصول جديدة، وتقديم الدعم المدرسي، وتعزيز الموارد البشرية المخصصة لتقديم هذه الخدمات التعليمية؛ وكذلك تكثيف مشاركة المجتمع المدني في الأنشطة وتقديم الدعم للأحداث، وإشراك المنظمات التربوية المهنية.
يشار أنّ هذه الدراسة تمت في إطار استراتيجية المرصد المغربي للسجون الهادفة إلى دعم وحماية السجناء الأحداث باعتبار أن مجال تواجدهم الطبيعي هو الأسرة والمدرسة، خاصة مع تفاقم ظاهرة العود في صفوف الأحداث في نزاع مع القانون، وقد تم إنجازها بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي.
وهي تندرج ضمن استراتيجية المرصد للمساهمة في إعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي ومحاربة العود في صفوف السجناء والسجينات عامة والسجناء الأحداث بصفة خاصة.