بخصوص فيديو الاغتصاب الوحشي والقتل: إلى متى؟
لم أشاهد شريط فيديو الفتاة المغتصبة بطريقة وحشية بقنِّينات الزجاج المدفوعة بواسطة المطرقة، مما أدى إلى تهشمها داخل رحم الفتاة، كما تداول ذلك نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي. كما لن أجازف …
لم أشاهد شريط فيديو الفتاة المغتصبة بطريقة وحشية بقنِّينات الزجاج المدفوعة بواسطة المطرقة، مما أدى إلى تهشمها داخل رحم الفتاة، كما تداول ذلك نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي.
كما لن أجازف بمشاهدة تلك الجريمة البشعة، لأني أعلم مدى فظاعة وسوء المجتمع الذي نعيش في كنف شره. المجتمع الذي لم يعد يقدم إلى الوجود إلا وحوشا، وأشباه آدميين ليس ثمة مايربط بينهم وبين الإنسانية قط.
ما يثير استيائي هو حينما أجد فتاة تنشر ما معناه “يضربني ومايخلي اللي يضربني”. ماذا ننتظر إذا كانت صاحبة الحق تنازلت عن الحق ؟!
أعلم أننا في مجتمع أمسى يحترف الجريمة بشتى أنواعها، وأضحى يلتهم العديد من صور العنف اللفظي والجسدي، حتى عاد قابلا للإنفجار في أي وقت وفي أي مكان، بأساليب وحشية تكاد تدمي القلب، تنم عن عنف دفين.
اقرأ لنفس الكاتب: على هامش حادثة إمليل: التكفير والتطرف… من ابن تيمية إلى محمد بن عبد الوهاب وسيد قطب. أصل المأساة!
إنه باختصار مجتمع “المشرملين” و”كيلي ميني”.
ثنائية توضح جليا مدى بشاعة فكر الشارع اليوم. ولعل كلا التعبيرين يعبران عن حقد طبقي دفين، أو ربما يعبران عن أن كل من يتعامل بود واحترام وأسلوب لبق أمسى “كيلي ميني”. بالمقابل، يتمظر بمظهر الرجولة ذاك “المشرمل” الذي يتعامل بفظاظة.
بيد أن هذا ليس كل ما يثير استيائي… بل ما يثيره أكثر، حينما أجد فتاة تنشر ما معناه “يضربني ومايخلي اللي يضربني”. ماذا ننتظر إذا كانت صاحبة الحق تنازلت عن الحق ؟!
كيف تمَّ خلق مثل هكذا فتيات بمثل هكذا عقليات ؟!
شاهد أيضا: بالفيديو: على درب التغيير… كبسولات ينتجها الاتحاد الأوروبي للتنديد بالعنف ضد النساء
بل الأُظع هو حين تضع فتاة صورة لأحدهم وهو يجر امرأة من شعرها وتكتب: “الراجل راجل”. ما معنى ذلك ؟!
أيعقل أن هذا الوضع المزري يُعاش في مثل هذه الحقبة من الزمن؟
في الوقت الذي قطعت دول الغرب أشواطا وأشواطا في الحد من ممارسات التعنيف ضد المرأة، وتجريم كل ما من شأنه أن يمس بكرامتها وسلامة جسدها، نشهد اليوم بأم أعيننا ونحن في قاع التخلف اغتصابات تنال من شرف وكرامة وجسد فتيات هذا الوطن الضائع بين خطابات دينية متشددة، وممارسات سياسية مستَحمرة؛ وكل ذلك بمباركة بعض الفتيات أنفسهن حين ترى إحدى بنات جنسها تتعرض لمثل ذلك السلوك العنيف والوحشي، فتكتب: “آش دّاها تمشي معاه؟ تستاهل!”.
هل بلغ الأمر لهذا الحد الفظيع ؟!
ألم يحن الوقت لتفهم معظم فتيات ونساء هذا الوطن أن عليهن الخروج في مظاهرات حاشدة ضد مثل تلك الممارسات الوحشية، وأن تطالبن بمعاقبة كل أولئك الذين ينهشون أجسادهن وأرواحهن كل يوم تقريبا، سواء عن طريق العنف اللفظي أو الجسدي…؟ ألم يحن الوقت بعد… ؟!
اقرأ أيضا: جريمة الاغتصاب… بين “الحشومة” والعقوبات القانونية التي لا تكبح جماح الجناة! (الجزء الأول)