الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي… كما رسمته المصادر الإسلامية السنية 1/5 - Marayana - مرايانا
×
×

الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي… كما رسمته المصادر الإسلامية السنية 1/5

تم الاعتماد في إنجاز هذه المادة على أمهات الكتب الإسلامية السنية، كـ “الكامل في التاريخ” للفقيه والمؤرخ “ابن الأثير”، وكتاب “الروضتين في أخبار الدولتين” لابن شامة، وهما كانا من الموالين لصلاح الدين الأيوبي، وكتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، تلميذ ابن تيمية.

درج المخيال الشعبي المعاصر على رسم صورة مثالية لصلاح الدين الأيوبي، والاحتفاء به كرمز من رموز الشهامة والفروسية وغيرها، بيد أن استقراء المصادر الإسلامية السنية يقدم فكرة عكسية، نحاول تقديمها هنا، من خلال استكشاف عدد من أمهات الكتب التاريخية السنية.

صورة، قد تكون صادمة للكثيرين، لكنها تقتفي أثر شخصية صلاح الدين، من خلال وثائق وكتب دونت ووثقت… وأرخت للكثير من تفاصيل حكمه.

أورد ابن الأثير على لسان صلاح الدين قوله، عندما علم بأمر الخروج إلى مصر: “التفت عمي إلي، فقال لي: اجهز يا يوسف، فقلت والله لو أعطيت ملك مصر، ما سرت إليها، فلقد قاسيت بالإسكندرية وغيرها، ما لا أنساه أبدا…

في هذا المقال، نكشف بعضا من هذه الأوجه الثاوية خلف هالة يوسف بن أيوب الناصر للخليفة العاضد لدين الله الفاطمي، وهو الاسم الكامل والتاريخي لصلاح الدين الأيوبي، مع الإشارة إلى أنه تم الاعتماد في إنجاز هذه المادة على أمهات الكتب الإسلامية السنية، كـ “الكامل في التاريخ” للفقيه والمؤرخ “ابن الأثير”، وكتاب “الروضتين في أخبار الدولتين” لابن شامة، وهما كانا من الموالين لصلاح الدين الأيوبي، وكتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، تلميذ ابن تيمية.

صلاح الدين الأيوبي … ناكر الجميل!

يقف المتتبع لمسار صلاح الدين الأيوبي، بحسب المراجع المعتمدة أعلاه، على رجلين قاما بدور أساسي في حياة صلاح الدين، وهما الملك نور الدين زنكي، الذي تعهد صلاح الدين وأسرته، وترعرع صلاح الدين في كنفه. أما الثاني فهو الخليفة الفاطمي العاضد، الذي قلد الوزارة لصلاح الدين. لكن تعامله معهما، وما اتسمت به علاقته معهما تكشف عن وجه آخر لصلاح الدين الأيوبي.

إقرأ أيضا: الكيف والدين: الإخوة الأعداء : 1\2 النبتة المقدسة

صلاح الدين تربى رفقة عائلته في كنف نور الدين ورعايته؛ وكان هو من أرسل صلاح الدين لمصر، رغم أن هذا الأخير كان كارها الخروج لها، إذ أورد ابن الأثير على لسان صلاح الدين قوله، عندما علم بأمر الخروج إلى مصر: “التفت عمي إلي، فقال لي: اجهز يا يوسف، فقلت والله لو أعطيت ملك مصر، ما سرت إليها، فلقد قاسيت بالإسكندرية وغيرها، ما لا أنساه أبدا، فقال لنور الدين، لابد من مسيره معي، فتأمر به، فأمرني نور الدين: وأنا أستقيل، وانقضى المجلس، تجهز أسد الدين، ولم يبق غير المسير، قال لي نور الدين: لابد من مسيرك مع عمك، فشكوت إليه الضائقة، وعدم البرك، فأعطاني ما تجهزت به”[1].

يكشف هذا النص عن أمرين أساسيين أولهما: عدم رغبة صلاح الدين في دخول مصر أو القدوم لها، رغم إرسال الخليفة الفاطمي العاضد مستنجدا من الصليبيين الذين يحاصرون مصر، حيث أخذ يتذرع ويتلكأ عوضا أن يسارع لنجدة مصر التي كانت تئن تحت وطأة ضربات الصليبيين.

أما الثاني، فهو أن نور الدين هو من جهزه بما يلزم من عدة ومال حتى يرحل إلى مصر رفقة عمه، ويكونا عونا للعاضد في مواجهة الصليبيين، وذراعا لنور الدين في مصر.

رجلان قاما بدور أساسي في حياة صلاح الدين:الملك نورالدين زنكي، الذي تعهد صلاح الدين وأسرته، وترعرع صلاح الدين في كنفه، والخليفة الفاطمي العاضد، الذي قلد الوزارة لصلاح الدين

أكثر من هذا، فنور الدين زنكي لم يتوان عن تحريك جيوشه ليحمي عائلة صلاح الدين التي كانت متوجهة من دمشق إلى مصر، حيث شغل نور الدين الصليبيين بمعارك جانبية حتى لا تتعرض عائلة صلاح الدين لأذى، بعدما أرسل الأخير في طلب قدومهم إليه.

إقرأ أيضا: فزاعة التقية في زمن الإسلاموفوبيا

في مقابل هذا، نجد صلاح الدين الأيوبي، وبعد أن استثب له الملك، بحسب عدد من المصادر، يتقاعس عن مهمته الأساسية التي أرسله من أجلها نور الدين لمصر ويتهاون في حرب الصليبيين، بل والأكثر من هذا، يفكر في قتال نور الدين، حفاظا على الكرسي الذي اعتلاه بمصر، ونجد هنا نصين أساسيين يكشفان عن طبيعة شخصية صلاح الدين الأيوبي وعلاقته بنور الدين زنكي الذي أحسن إليه. وهو ما سنتابعه في الجزء الثاني من هذا الملف.

ملحوظة: فضلنا إدراج النصوص الأصلية كما ساقها أصحابها تلافيا لأي اتهام كيفما كان.

[1] – ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، تحقيق مجموعة من العلماء، الجزء 14، الطبعة الثانية، 2010، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ص 17.

لقراءة الجزء الثاني: الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي… سر الخلاف مع الملك نور الدين 2/5

لقراءة الجزء الثالث: الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي… الانقلاب على نور الدين وخلع العاضد3/5

لقراءة الجزء الرابع: الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي… مُلك مصر أهم من حرب الصليبيين! 4/5 

لقراءة الجزء الخامس: الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي… انتصار الإيديولوجيا! 5/5

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *