تقارير: المغرب بعيد عن المجاعة لكن التغيرات المناخية تهدد أمنه الغذائي!
يتحقق الأمن الغذائي، وفق لجنة الأمن الغذائي العالمي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حين يتمتع البشر كافة في جميع الأوقات بفرص الحصول، من الناحيتين المادية والاقتصادية، على أغذية كافية …
يتحقق الأمن الغذائي، وفق لجنة الأمن الغذائي العالمي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حين يتمتع البشر كافة في جميع الأوقات بفرص الحصول، من الناحيتين المادية والاقتصادية، على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي حاجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية وتمكنهم من عيش حياة توفر لهم النشاط والصحة.
في مسعاها نحو ذلك، يجب أن تكون السلع الغذائية في أي دولة وافرة، وأن تتواجد في السوق على نحو دائم، ثم أن تكون أسعارها في متناول جميع المواطنين.
مؤشر عالمي: “4.4 بالمائة من المغاربة يعانون من نقص في التغذية، و2.3 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الهزال نتيجة ضعف التغذية، فيما يعاني 14.9 بالمائة منهم من التقزم”.
مذكرة عممتها المندوبية السامية للتخطيط أواخر سنة 2017، أوضحت أن 84.2 بالمائة من الأسر المغربية صرحت أن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال هذه السنة، بمقابل فئة تبلغ 1.4 بالمائة، رأت عكس ذلك.
ذات المؤسسة أفادت في آخر تقرير لها، صدر أبريل الماضي (2018)، أن أسعار الاستهلاك واصلت ارتفاعها خلال الفصل الأول من هذه السنة بنسبة 2 بالمائة، وأن هذا الارتفاع يعزى بالأساس إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بـ2.2 بالمائة.
اقرأ أيضا: دراسة حديثة: سيعود المناخ ابتداءً من 2030 إلى ما كان عليه قبل 3 ملايين عام
بالرغم من أن المغرب يصنف ضمن الخانة الخضراء عالميا؛ أي ضمن الدول التي لا تشهد تهديدا من قبل المجاعة، إذ أنه صنف في المركز 42 في مؤشر الجوع العالمي، من بين 118 دولة شملها التصنيف، بمعدل إجمالي بلغ 9.3 بالمائة، إلا أن ذات المؤشر الذي أصدره المعهد الدولي للبحوث السياسية التابع للأمم المتحدة، سنة 2016، يكشف معطيات “مقلقة” تتعلق بالتغذية في المغرب.
تقرير المؤشر أفاد أن 4.4 بالمائة من المغاربة يعانون من نقص في التغذية، و2.3 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الهزال نتيجة ضعف التغذية، فيما يعاني 14.9 بالمائة منهم من التقزم.
2030… هل ينجو المغرب من المجاعة؟
تواجه قارة إفريقيا، حسب ذات التقرير، مجاعة حقيقية وسوء تغذية مستفحل. لكن المغرب، مع ذلك، لا زال بعيدا عن الدول التي تعاني المجاعة الغذائية، موضحا أنه تمكن من خفض المعدل الإجمالي للمجاعة، من 18.3 بالمائة عام 1992 إلى 15.6 بالمائة عام 2000، ثم 12 بالمائة عام 2008، وأخيرا إلى 9.3 بالمائة في 2016.
اقرأ أيضا: بالأرقام والآثار… البطالة بالمغرب في تزايد “مقلق”، وتهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي للبلاد
بالمقابل، حذر تقرير حالة الأغذية والزراعة الذي أصدرته منظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة سنة 2016، من تعرض المغاربة بحلول سنة 2030 لخطر الجوع والفقر، حيث من المنتظر أن تتراجع محاصيل الحبوب والخضروات والذرة والبطاطس، نتيجة تأثرها بالتغير المناخي.
لفت التقرير الانتباه إلى أن تغير المناخ يؤثر على الزراعة والأمن الغذائي، متوقعا أن يشهد المردود الزراعي في المغرب تراجعا ما لم يتم التصدي لتغير المناخ، مؤكدا في الآن ذاته؛ أن لذلك عواقبا وخيمة على الأمن الغذائي إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة.
في السياق ذاته، قال حمو العمراني، خبير الموارد المائية والتغيرات بإدارة البيئة والإسكان والموارد المائية والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، في حديث سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن أفق تحقيق الأمن الغذائي في المغرب إيجابي وليس الحديث عنه بتشاؤمي.
خبير: “ارتباط الفلاحة في المغرب بالتساقطات المطرية يجعلها، حسب جميع النماذج التوقعية لآثار التغيرات المناخية، من البلدان المتضررة من هذه الآثار”.
العمراني أبرز أن المغرب بإمكانه الرفع من الإنتاجية من خلال تبني التكنولوجيات الزراعية على مستوى أوسع وتوسيع المجال الزراعي، ورفع مردودية الهكتار، علما بأن هناك مناطقا ذات معدلات إنتاجية تقل عن المعدل الوطني، على الرغم مما تتوفر عليه من مؤهلات كبيرة لرفع الإنتاجية.
اقرأ أيضا: #ألف_حكاية_وحكاية: برتقال درقاوة، بركة الدراويش وبركة جدي
كما نفى الخبير كون المغرب يعاني من ندرة المياه بنفس الحدة التي تعرفها بلدان المنطقة، مشددا على أن توفره على أراض زراعية شاسعة سيساعده، إن توفرت رؤية تحدد دور الزراعة في الاقتصاد الوطني، على ردم الفجوة الغذائية؛ ذلك أنه، أي المغرب، لا يزال مستوردا للحبوب رغم ما حققه من تقدم في رفع إنتاجية الهكتار وإنتاجية المتر المكعب من المياه خلال السنوات الماضية.
بالمقابل، أبرز العمراني أن التغيرات المناخية تفرض على المغرب تحديا كبيرا على مستوى مستقبل أمنه الغذائي. الخبير لدى الجامعة العربية أوضح أن ارتباط الفلاحة في المغرب بالتساقطات المطرية يجعلها، حسب جميع النماذج التوقعية لآثار التغيرات المناخية، من البلدان المتضررة من هذه الآثار، مؤكدا في الآن ذاته أن التكيف مع هذه التغيرات، يمكن أن يحد من انعكاساتها.
اقرأ أيضا: السنة الأمازيغية: هذا أصل حكاية تقويم يطفئ هذا العام شمعته الـ2969…