من بلجيكا، غباري الهواري يكتب: هل تزوج النبي بعائشة وهي طفلة ؟ - Marayana - مرايانا
×
×

من بلجيكا، غباري الهواري يكتب: هل تزوج النبي بعائشة وهي طفلة ؟

هل كان فعلا عمر عائشة عندما تزوجها النبي هو 6 سنوات؟ وهل دخل بها وهي في سن التاسعة؟ هذه هي الرواية المشهورة والتي تعتمدها التيارات السلفية وتبرر بها جواز الزواج …

غباري الهواري

هل كان فعلا عمر عائشة عندما تزوجها النبي هو 6 سنوات؟ وهل دخل بها وهي في سن التاسعة؟

هذه هي الرواية المشهورة والتي تعتمدها التيارات السلفية وتبرر بها جواز الزواج من الطفلات واغتصاب القاصرات. وهي الرواية التي تشكل جزءً من صورة النبي محمد عند الغرب، حين يقوم عنصريو أوروبا بسب المسلمين بنبيهم “البيدوفيل”، وهو ما وجدناه مثلا في كاريكاتورات “شارلي إيبدو” وكاريكاتورات أخرى تصور النبي كرجل لا يهمه سن الزوجة، بقدر ما يهتم بنزواته.

تنقية الإسلام من الشوائب ومصالحته مع الخطاب الحقوقي والإنساني يمر عبر بوابة واحدة، هي إزالته من يد الكهنة وتجار الدين وإعادته لأصحابه… لرسالته الروحانية والتعبدية

بالمقابل، توجد رواية أخرى أكثر تماسكا من الأولى، تقول إن عائشة كانت تبلغ من العمر 18 سنة حين زواجها بالنبي محمد. أصحاب هذه الرواية يستدلون بأحاديث من البخاري نفسه وأيضا بحساب سنها مقارنة مع أختها أسماء بنت أبي بكر التي كانت تعرف بذات النطاقين.

أسماء كانت تكبر عائشة بـ 10 سنوات. حين هاجرت أسماء، كان عمرها 27 سنة. إذن، فعمر عائشة حينذاك هو 17 سنة. وبما أن العقد كان في السنة الثانية بعد الهجرة، فإن سن عائشة كان هو 18 سنة وليس 6 سنوات كما يدافع عن ذلك البؤساء؛ خصوصا أنه، حينها، لم يكن زواج الطفلات أمرا عاديا ومنتشرا. فكيف سيقبل أبو بكر تزويج ابنته في سن السادسة؟ وكيف لا نجد في أقوال غير المسلمين في تلك الفترة، اتهامات للنبي محمد بزواجه من طفلة؟

اقرأ أيضا: الزبير بن العوام، طلحة بن عُبيد الله وعلي بن أبي طالب: هذه حكايات 9 من أشهر الاغتيالات السياسية في صدر الإسلام

إذن، هناك روايتان على الأقل فيما يتعلق بزواج النبي من عائشة… لكن الغريب هو أن الرواية السلبية وحدها انتشرت، وهي الرواية التي تتعارض مع الأساس الذي بعث من أجله النبي: “إنما بعث للأتمم مكارم الاخلاق”. والأكيد أن مكارم الأخلاق لن تقبل أن تغتصب طفلة.

نستنتج إذن أن جزءً كبيرا مما يسميه البعض “شرع الله”، خصوصا عندما يعارض الإسلاميون مطالب الحركات النسائية بضرورة رفع سن الزواج إلى 18 سنة، يعود إلى الفقه وإلى اعتمادهم روايات بليدة مخالفة لروح الإسلام. 

تنقية الإسلام من الشوائب ومصالحته مع الخطاب الحقوقي والإنساني يمر عبر بوابة واحدة، هي إزالته من يد الكهنة وتجار الدين وإعادته لأصحابه… لرسالته الروحانية والتعبدية.

اقرأ أيضا: الحدث: مصور فوتوغرافي يرفض تزويج طفلة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *