إنهم يغتالون الصحافيين: نماذج متعددة عبر العالم - Marayana - مرايانا
×
×

إنهم يغتالون الصحافيين: نماذج متعددة عبر العالم90 بالمائة من حالات اغتيال الصحافيين عبر العالم، يفلت منفذوها من العقاب!

أعادت قضية اغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا، إلى الأذهان قضايا اغتيال الصحفيين لدوافع سياسية. فالثابت اليوم، باعتراف السلطات السعودية نفسها، ووفق آخر المعطيات، أن خاشقجي …

أعادت قضية اغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا، إلى الأذهان قضايا اغتيال الصحفيين لدوافع سياسية.

فالثابت اليوم، باعتراف السلطات السعودية نفسها، ووفق آخر المعطيات، أن خاشقجي قد اغتيل على يد فريق سعودي بسبب انتقاداته الموجهة لنظام بلاده من خلال مقالاته التي ينشرها في صحيفة “واشنطن بوست”.

90 بالمائة من حالات اغتيال الصحافيين عبر العالم، يفلت منفذوها من العقاب!

في هذا الملف، نلقي الضوء على بعض حالات اغتيال صحافيين لدوافع سياسية، من خلال تقرير أوردته لجنة حماية الصحفيين، المعروفة اختصارا بـCPJ ، وهي منظمة غير حكومية يقع مقرها بنيويورك، تهدف إلى حماية حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين.

الملاحظ أن كل هذه الحالات قد طويت وأفلت الضالعون فيها من العقاب… ملاحظة تؤكدها منظمة اليونسكو التي تقول إن 90 بالمائة من حالات قتل الصحفيين، تبقى دون عقاب.

عمر بن جلون

قبل أن نسرد الحالات التي تثيرها المنظمة، نشير في ذات الصدد إلى حالة مغربية، متمثلة في الصحفي المعارض عمر بن جلون.

كانت هيمنة اليسار على المشهد السياسي المغربي، سبعينيات القرن الماضي، تزعج الكثيرين.

في هذه الفترة، كان عمر بن جلون أحد أشهر صحافيي المغرب، وكانت افتتاحياته في جريدة “المحرر”، شرسة في الدفاع عن مبادئ اليسار.

السلطات كعادتها، لم تلاحق أيا كان في هذه القضية، وكان هذا نفس رد فعلها في حالات عديدة لقتل صحافيين.

في الثامن عشر من دجنبر 1975، وبينما كان يترجل من سيارته بالدار البيضاء، اقترب منه شابان ملتحيان. تبادلا معه الحديث… قبل أن ينتهي الأمر باختراق مفك للبراغي بطن عمر بن جلون، ومن ثمة اغتياله.

أصابع الاتهام وجهت حينذاك إلى الشبيبة الإسلامية، وللنظام السياسي أيضا. ومع أن الفاعلين قد حوكموا، فإن المدبرين، وإلى غاية اليوم، لا يعرف عنهم شيء. كثير ممن تابع الملف أقر باختفاء وثائق عديدة ذات صلة بمقتل عمر بن جلون.

آنا بوليكوفسكايا

رغم كل التهديدات، التزمت آنا بوليكوفسكايا عام 2006 بتوثيق الأحداث “الوحشية” أثناء النزاع الانفصالي للشيشان. هذه الصحافية نجت من محاولتي اغتيال، إذ احتجزت مرة من قبل جنود روس وضعوها في حفرة، ومرة أخرى دس لها السم.

لكن… المحاولة الثالثة كانت “ثابتة”. في السابع من أكتوبر 2006، وبينما كانت تصعد إلى مسكنها في موسكو عاصمة روسيا، أرداها أحدهم قتيلة رصاصه. الأدلة كانت تورط الشيشان. ورغم أنه تم اعتقال عدة مشتبه بهم، إلا أن المتهم الرئيسي قد فر، فيما صدر حكم بالبراءة على شركائه المحتملين.

وقد اعتبرت الـCPJ  أن ملاحقتهم القضائية قد شابتها عيوب، وأن العدالة لم تأخذ مجراها. تبين فيما بعد أن المشتبه الرئيسي في قتلها، قد قدم رشوة إلى موظفي الهجرة كي يسمحوا له بالفرار خارج روسيا.

لاسانثا ويكراماتونغا

قبل مقتله بفترة قصيرة، كتب لاسانثا ويكراماتونغا، وهو صحفي من سريلانكا، مقالا تنبأ فيه باغتياله. المقال نشر بعد ثلاثة أيام من الجريمة التي أودت بحياته، وقال فيه: “لقد تعرض عدد لا يحصى من الصحافيين للمضايقة والتهديد والقتل. كان شرفا لي أن أنتمي إلى هذه الفئات الثلاث، لا سيما الفئة الأخيرة الآن”.

خلال 25 عاما، استطاع وكراماتونغا أن يطور اسمه في الصحافة السريلانكية حتى أصبح أحد أبرز وجوهها. كان رئيس تحرير صحيفة “ذا صنداي ليدر”، وتحدى الحكومة بتحقيقات عديدة خلال مسيرته المهنية.

يبدو أن جهة ما كانت ممتعضة من ذلك. في الثامن من يناير 2009، وبينما كان يقود سيارته في شارع مزدحم بمدينة كولومبو، أكبر مدن سريلانكا، هاجمه ثمانية رجال على دراجات نارية، وقتلوه باستخدام عصي خشبية وقضبان معدنية.

السلطات كعادتها، وفق الـ CPJ، لم تلاحق أيا كان في هذه القضية، وكان هذا نفس رد فعلها في حالات قتل صحافيين عديدة حدثت بالبلاد.

سمير قصير وجبران تويني

في ذات العام الذي قتل فيه رئيس الوزراء رفيق الحريري في لبنان؛ أي عام 2005، استهدفت سلسلة من التفجيرات صحفيين لبنانيين تجرؤوا على انتقاد سوريا.

سمير قصير كان صحفيا لبنانيا عرف على مدى سنوات بشجاعته في توجيه الانتقادات للحكومة السورية وحلفائها في لبنان. على خلفية ذلك، في الثاني من يونيو 2005، انفجرت سيارة مفخخة في بيروت، أودت بحياته.

وفي الثاني عشر من دجنبر 2005، استهدف انفجار في بيروت الشرقية سيارة جبران تويني، رئيس تحرير صحيفة النهار، الذي عرف بانتقاده اللاذع للسياسات السورية، فأدى ذلك إلى مقتله هو أيضا.

أجرت الأمم المتحدة تحقيقا بشأن هذه الاغتيالات التي أفلت منها صحافيون آخرون، وقالت إنها ذات دوافع سياسية، لكن التحقيق لم يؤد إلى أي نتائج بخصوص المسؤول المباشر عنها.

ديدا هيدارا

كان مؤسس صحيفة “ذا بوينت” المستقلة في غامبيا، ديدا هيدارا، معروفا بتحديه للرئيس يحيى جامع، الذي كان متشددا بخصوص الصحافة. حتى إن الرئيس قد أصدر ذات يوم تهديدا يقول فيه إنه سيدفن الصحافيين بعمق مترين.

ما كان إذن من هيدارا إلا أن شجب تهديد الرئيس، فوصفه بالجدير بالتوبيخ. وهذا لن يمر مرور الكرام. في السادس عشر من دجنبر 2004، وبينما كان هيدارا يقود سيارته عائدا من مكتبه إلى مسكنه، هاجمه مسلحون من سيارة مرت بجانبه، بالرصاص، فأردوه قتيلا.

هذه الجريمة، وفق الـ CPJ  لم تحل، بل إن الرئيس استهزأ ممن طالبوا بمعرفة القاتل قائلا: “فليذهبوا إلى ديدا هيدارا ويسألوه عمن قتله”. الرئيس ذاته احتجز لفترة صحافيين آخرين بتهمة العصيان على خلفية التعليقات التي أصدروها عقب تهديداته.

حياة الله خان

في الرابع من دجنبر 2005، تسبب الصحافي الباكستاني حياة الله خان، بإحراج شديد لحكومة الرئيس برويز مشرف، إذ كشف عن بعض أول الأدلة الملموسة على أن الولايات المتحدة كانت تقوم بعمليات عسكرية داخل حدود باكستان.

قام هذا الصحافي بتصوير بقايا صاروخ استخدم في قتل أحد كبار قادة تنظيم القاعدة في منطقة هيسوري شمال وزيرستان. بعد ذلك بيوم واحد، اختطف خمسة رجال حياة الله خان، واختفى أثره بعد ذلك.

بعد ستة أشهر، ألقى مجهولون جثته في إحدى البلدات الباكستانية، وقد كانت نحيلة جراء أسره، ومثقبة بالرصاص، ترتدي ذات الملابس التي اختطف بها.

هذه الجريمة أثارت سخطا بالغا عندئذ، دفع إلى فتح تحقيق فيها. ووفق منظمة الـ CPJ، فإن القاضي أرسل تقريره إلى الحكومة لكنه لم يعلن عن محتوياته، ولم تصدر أي متابعات في حق هذه القضية.

 

 

مقالات قد تثير اهتمامك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *