إيران كونترا: حكاية عشق ممنوع بين الخميني وريغان 1 - Marayana - مرايانا
×
×

إيران كونترا: حكاية عشق ممنوع بين الخميني وريغان 1\2

يقولون… عدو الأمس صديق اليوم. وقد يصبح صديق اليوم عدو الغد. لكن، أحيانا، قد يكون عدو اليوم صديقه أيضا، وقد تكون نار العداوة المستعرة والقطيعة، عنوانا للقاءات المصالح والمنافع.
 هي السياسة لاشيء فيها ثابت، فما الذي يمكن أن يجمع بين إيران وأمريكا وإسرائيل وخاشقجي على طاولة واحدة… غير السياسة والمصالح؟
مرايانا تفتح من جديد ملفا كان أشبه بالمعجنة الحقيقة، جمع بين التناقضات والأعداء الذين أصبحوا أحبة فجأة، لتلقي الضوء على قصة عشق ممنوع جمعت بين إدارة ريغان وأتباع الخميني في ثمانينات القرن المنصرم.

 

الخميني يلعن الولايات المتحدة الأمريكية، ومنابر إيران، كل جمعة، تدعو بالخراب لأمريكا، والموت لإسرائيل.

الإدارة الأمريكية تشيطن إيران وتعتبرها عدوها الرئيسي، وتمنع تصدير الأسلحة إليها، كما تعتبر الحكومة الإيرانية حكومة إرهابية، وتدعم العراق بشكل غير مباشر في حرب الخليج الأولى.

الميليشيات الشيعية الموالية لإيران (حركة أمل، وحزب الله) بدأت تنمو في جنوب لبنان وتظهر كقوة رئيسية في مواجهة إسرائيل حليف أمريكا.

العداوة مستحكمة بين الطرفين (إيران وأمريكا). هكذا كانت الصورة خلال ثمانينات القرن المنصرم، لكن خلفها… كانت تدور وقائع أخرى، صور متناثرة تجتمع معا… لتشكل صورة خلفية عرفت بـ “إيران كونترا” أو “إيران غيت”.

الصورة الأولى: نيكاراجوا

سنة 1979، وعلى إثر حرب أهلية دامت لسنوات، تمكن الثوار الساندينيستيين في نيكاراجوا من الوصول إلى الحكم، حيث عملوا على تطبيق النظام الاشتراكي وربط العلاقات مع المحور السوفياتي المناوئ للمحور الغربي.

العداوة مستحكمة بين الطرفين (إيران وأمريكا). هكذا كانت الصورة خلال ثمانينات القرن المنصرم، لكن خلفها… كانت تدور وقائع أخرى، صور متناثرة تجتمع معا… لتشكل صورة خلفية عرفت بـ “إيران كونترا” أو “إيران غيت”.

لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية لتستسيغ الأمر في خضم الحرب الباردة، نظرا لموقع نيكاراجوا في أمريكا اللاتينية، وعلاقة الساندينيستيين بباقي ثوار أمريكا الوسطى، إضافة لكون نيكاراجوا آنذاك، كانت أحد أهم الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة الامريكية.

هكذا إذن، وبسبب اتجاه حكومة نيكاراجوا صوب الاتحاد السوفياتي، كان من الطبيعي أن تسوء علاقتها مع الولايات المتحدة، خاصة بمجيء رونالد ريجان للبيت الأبيض، والذي اتهمها بتزويد ثوار أمريكا الوسطى بالأسلحة، وقام بقطع المعونة عنها.

في سياق تصعيده، سيوقع الرئيس الأمريكي في 23 نونبر من سنة 1981، قرارا يتيح للولايات المتحدة دعم ثوار الكونترا في مواجهة الحكومة الاشتراكية.

إقرأ أيضا: في الذكرى الـ40 للثورة الإيرانية: ثورة إسلامية أم ثورة… أمريكية؟

في نفس الوقت، شرعت عناصر الاستخبارات الأمريكية في تدريب أعضاء في الحرس الوطني السوموزي (حركة كونترا)، الذي كان مواليا لأمريكا، وذلك من أجل القيام بهجمات انطلاقا من قواعدهم بهندوراس.

أثار الدعم الأمريكي لمسلحي الكونترا، انقساما في الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض، وعادت للأذهان، مخاوف تكرار السيناريو الفيتنامي، ليصوت الكونغرس الأمريكي على قرار يحظر على الإدارة الامريكية تقديم أي مساعدة لحركة كونترا.

لكن، ورغم ذلك، تحدى ريغان هذا القرار، وتدخلت أمريكا بشكل مباشر، من خلال تفخيخ عدد من الموانئ بنيكاراجوا، عبر فريق تابع لـ CIA، أدار الأمر من المياه الدولية، وهو ما دفع الحكومة النيكاراجوية الى رفع الأمر إلى محكمة العدل الدولية.

الصورة الثانية: حرب الخليج الأولى

على الجهة الأخرى، كانت إيران تخوض حربا ضروسا ضد العراق.

عراق صدام حسين حينها، كان مدعوما من طرف عدد من الدول العربية، على رأسها الكويت والعربية السعودية، إضافة إلى الولايات المتحدة.

 في سياق تصعيده، سيوقع الرئيس الأمريكي في 23 نونبر من سنة 1981، قرارا يتيح للولايات المتحدة دعم ثوار الكونترا في مواجهة الحكومة الاشتراكية.

كان الخناق يلتف حول النظام الإيراني الذي لم يكن تبث أقدامه بعد في رمال إقليمية متحركة، وفي ظل منافسة شديدة… يقودها النظام البعثي في العراق.

الصورة الثالثة: ميليشيات شيعية وطائرة مختطفة

في نفس الوقت… كانت الميليشيات الشيعية في لبنان، المدعومة من إيران، تخوض حرب تحرير في مواجهة حليف أمريكا، إسرائيل، التي كانت قد اجتاحت لبنان سنة 1982. كانت حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، هي الفاعل الرئيسي، قبل أن يظهر حزب الله كقوة شيعية منافسة. رغم ارتباطهما معا بالنظام الإيراني، إلا أن نار المنافسة كانت تشتعل بينهما، خصوصا في ظل ارتماء “أمل” في أحضان النظام السوري، بينما كان حزب الله، يحرص على ترك مسافة مع نظام الأسد.

إقرأ أيضا: هل يسطو خامنئي على شيعة العراق؟ ولاية الفقيه أم الدولة المدنية؟ 2/1

مساء الجمعة 14 يونيو 1985، ستعلن مجموعة أطلقت على نفسها اسم “منظمة المضطهدين في الأرض”، عن اختطاف طائرة “تي دبليو” (TW) في رحلتها 847 من أثينا الى روما، عندما أجبرت على تغيير مسارها، حيث تنقلت بين الجزائر وبيروت ومطارات أخرى لمدة أسبوعين، قبل أن تحط في بيروت.

هناك، تبين أن قائد المجموعة هو عماد مغنية، القيادي العسكري البارز في حزب الله. وهناك أيضا ستقدم المجموعة على قتل عسكري من البحرية الأميركية، يدعى روبرت ستيتهام، كان على متن الطائرة… ورمي جثته على أرض المطار.

تمكن نبيه بري، زعيم حركة “أمل”، من السيطرة على الرهائن، وأعلن علنا عن مطالب المجموعة، والمتمثلة في إطلاق سراح المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية، مقابل تحرير الرهائن الأمريكيين، وهو ما رفضته الإدارة الامريكية، التي كانت قوانينها تنص على عدم إعطاء أي مقابل لتحرير رهائن أمريكيين.

لقراءة الجزء الثاني: إيران كونترا: صفقة سلاح أمريكي لإيران… دور إسرائيل ووساطة خاشقجي 2/2

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *