في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش: “جوي” يطرح قضية الاستغلال الجنسي ويبتعد عن السينما - Marayana - مرايانا
×
×

في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش: “جوي” يطرح قضية الاستغلال الجنسي ويبتعد عن السينما

فتيات نيجيريات يسافرن لأوروبا بحثا عن الحلم والثروة… ليجدن أنفسهن ضحايا لشبكات اتجار في البشر واستغلال جنسي بشع، هذه باختصار فكرة فيلم “جوي” (Joy) لمخرجته سودابيه مورتيزي. تحاول “بريسيوز”، إحدى …

فتيات نيجيريات يسافرن لأوروبا بحثا عن الحلم والثروة… ليجدن أنفسهن ضحايا لشبكات اتجار في البشر واستغلال جنسي بشع، هذه باختصار فكرة فيلم “جوي” (Joy) لمخرجته سودابيه مورتيزي.

سودابيه مورتيزي، مخرجة الفيلم

تحاول “بريسيوز”، إحدى الشخصيات الرئيسية، مقاومة التيار، لتجد نفسها ضحية الاغتصاب بحضور ضحايا أخريات، يتعاطفن معها لكنهن لا يملكن الدفاع عنها… ضحايا وجدن أنفسهن تحت رحمة ضحية سابقة، تحولت لاحقا لمتاجرة في أجسادهن وكرامتهن…

بعد وصولهن للنمسا، وجدت هؤلاء الفتيات أنفسهن مدينات بمبالغ ضخمة وديون لا تنتهي، تشمل مصاريف سفرهن السري، مما يجعلهن في وضعية غير قانونية وخوف مستمر من الشرطة. وضعية تساهم بشكل كبير في تكريس تبعيتهن للـ “ما”، “مالكتهن” في بلاد المهجر، والتي تستغلهن ماديا.

قضية الفيلم توجد ربما ضمن النقاش العالمي الحالي حول الاستغلال الجنسي، لكن الفيلم يعاني للأسف من خصاص كبير على مستوى الكتابة السينمائية، حيث يفتقد لعناصر التشويق وللحبك الدرامي

هؤلاء الفتيات يعشن بين مطرقة الاستغلال الجنسي من طرف الـ “ما”، حيث تستولي على النصيب الأكبر من مداخيلهن، وبين سندان استغلال من نوع آخر من طرف أسرهن في نيجيريا، والتي تطلب مبالغ مالية كبيرة وباستمرار، في لامبالاة بمعاناة بناتها.

اقرأ أيضا: ساكا في بلاد الذكورية السويدية

الفيلم يطرح أيضا سؤال المعتقدات الخرافية التي يتم عبرها استغلال الإيمان الديني المسيحي في سبيل تحقيق الربح، وذلك من طرف رجال يمثلون الكنيسة. رجال الدين هؤلاء، يتاجرون بمصالح الفتيات الراغبات في الهجرة، وذلك بالتعاون مع مافيات العمل الجنسي في بلدان أوروبية مختلفة ستمثل لاحقا بلدان الاستقبال؛ الأمر الذي يجعل الضحايا في تخوف مستمر، بفعل إيمانهن البسيط، من نتائج أفعال السحر التي قدمن عليها القسم قبل الهجرة.

قضية الفيلم توجد ربما ضمن النقاش العالمي الحالي حول الاستغلال الجنسي، لكن الفيلم يعاني للأسف من خصاص كبير على مستوى الكتابة السينمائية، حيث يفتقد لعناصر التشويق وللحبك الدرامي. كما أنه، للأسف، طرح قضية عالمية خطيرة، هي قضية الاستغلال الجنسي، بشكل يعيد إنتاج نفس الكليشيهات القديمة، مما أفقده البعد الفني الذي يستحقه.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *