وتستمر الإبادة في غزة…والخطير في الأمر هو أن هذه الجرائم الفظيعة، يقوم بها الجنود والمستعمرون على حد سواء، بل ويصورون المشاهد ويتبادلونها على المواقع الاجتماعية في تعبير عن غطرسة وجَهَالَةٍ مرضية، لم نشهد لها مثيلا في التاريخ المعروف. ولعل الاستكبار والإفلات من العقاب والمحاسبة، ظاهرتان خطيرتان على البشر المستهدف، ولكنهما تهددان أيضا المجتمعات التي تشيع فيها وتنتشر. بل إنَّ، المجهود الكبير، الذي يُبْذَلُ حاليا من أجل ضمان عدم متابعة مرتكبي الجرائم المذكورة في التقرير، ستكون له كلفة كبيرة إن آجلا أو عاجلاً. وفي انتظار ذلك، يتزاحم الأطفال والنساء وكل ساكنة غزة من أجل الماء والغداء والمساعدة على انتشال الجرحى والأموات من تحت الأنقاض والإسعاف وتكفين الشهداء والأشلاء في مواجهة مع مهام وواجبات لا قبل لهم بها.